نبيل فهمي: السيسي قادر على لم شمل المصريين علينا إعطاء المواطن الإحساس بالأمان.. والأمور تجرى في الأطار الصحيح
أجرت صحيفة سويسرية حوار مع وزير الخارجية نبيل فهمي، حول مستقبل مصر المقبل، وكان لها هذا الحوار..
كانت واحدة من أبرز اهداف ثورة 25 يناير هو إنهاء الحكم العسكرى فى مصر لتدخلهم فى مقاليد الحكم فى مصر والآن من الممكن أن يصبح المشير السيسى للبلاد.. كيف ترى ذلك؟ مطالب الثورتين هو أن الشعب كان يريد أن يضمن مستقبل أفضل والجيش يتدخل فقط لانهاء الفوضى كما رأينا ولكن اصبح خطأ كبير أن يعتقد أى حاكم أو مسئول انه قادر على تجاهل ارادة الشعب.
ولكن لماذا يريد الجيش أن يكون أحد رجاله رئيسا لمصر؟ السيسى له خلفية عسكرية هذا صحيح ولكنه رجل ذو شعبية جارفة فى مصر وهو الأمر الذى نحتاجه فى العملية الانتخابية فنحن نحتاج الى منافسين ذو شعبية واقوياء هكذا تكون المعركة الانتخابية وعقد نقاش مفتوح حول مستقبل مصر وفى النهاية الشعب من سيقول كلمته.
اولكن الدستور الاخير يسمح للجيش باختيار وزير دفاعه.. وهو ما يعنى أن تأثير الجيش فى السياسة لا يزال كبير؟ النقاط التى تخص وضع الجيش فى الدستور مواد محددة بفترة زمنية أى انتقالية وهو ما يعنى أن تعيين وزير الدفاع من قبل الجيش تكون فى حالة فترتين رئاسيتيين ونفس الأمر للمحاكمات العسكرية للمدنيين.
هل المشير السيسى هو من سيعيد جمع شمل المصريين؟ إذا كان هو رئيس مصر القادم فأعتقد أن هذا أول مايجب عليه فعله وخاصة انه يتمتع بشعبية ومحبوب بين المواطنين.
ولكن تلك الشعبية تعد فى معسكر واحد وهو الجيش؟ المؤسسة العسكرية تعتمد على الايدلوجيات لا الوقائع، والجيش هو المعسكر الأكبر، وأنا مقتنع تماما بأن المشير السيسى قادر على لم شمل المصريين وتوحيدهم.
هل يمكن للسيسى أن يفوز على الاسلاميين ليخرجوا من المشهد السياسى نهائيا؟ اولا يجب أن يعلم الجميع أن وجه مصر المستقبل سيكون شديد الاختلاف عن قبل فلن تكون مصر إسلامية محضة مهما حدث والمعارضة المسلحة هى التى سوف تختار، لآن مزيدا من العنف يعنى استبعاد من العملية السياسية ولكن بالطبع الإسلاميين السلميين هم جزء لا يتجزء من مصر وأنا أتعامل مع كثير من الاسلاميين حاليا فأنا لم أكن أعرفهم لآنهم كانوا جماعة محظورة واعتقد أنهم كانوا يعتبروننى ليبرالى مجنون.
فى الماضى كانت أمريكا هى الشريك الأهم لمصر يليها أوروبا.. فهل اصبحت السعودية والامارات هم الاهم بالنسبة لمصر الآن؟ بالتأكيد الشخص العادى هو من يبحث دائما عن أصدقاء جدد ولكن على الاصدقاء جدد كانوا أو قدامى أن يدركوا أن مصر دولة قامت بثورتين فى 3 سنوات وبعد ذلك لم يتحقق للشعب المصرى ما ثار من أجله ولو كان تحقق له مايريد ماحدث عنف فى الشوارع وماقمنا باستفتاء على دستور جديد وماكانت لانتخابات رئاسية أن تجرى. فهل فاجئنا اصدقائنا فى الغرب ؟ أكيد.
هل قصدت أن مصر لا تتعلم من أحد حتى الغرب؟ في الغرب يعتقدون أنهم يعرفون كل شئ أكثر من أي أحد ولديهم مشكلة فى فهم الإرهاب وفى المقابل عنف الشرطة فى مواجهته حتى إذا تم تفجير كنيسة وازهاق ارواح بريئة يكون رد الغرب انه على الشرطة ضبط النفس، من اعطاهم الحق فى تقرير ذلك فعليهم احترام أننا نتعامل مع المواقف من خبرتنا السابقة وأننا نظام ديموقراطى جديد ونحن نواجه تحديات شديدة التعقيد وهم فى الغرب لايدركون كل هذا.
ما يعنى الغرب هو مشاركة الجميع فى العملية الاسلامية بما فيهم الاسلاميين؟ ومن قال لكم أن العلمانيين هم فقط من يملكون زمام المشهد السياسي، فلم يمنع أحد الاسلاميين من المشاركة فى العملية السياسية سواء جماعات أو احزاب فحزب النور السلفى وقف مع الدستور وأيده. والرئيس المؤقت عدلى منصور قال إن من لم تلطخ يده بدماء المصريين ويترم الدستور عليه المشاركة فى الانتخابات ماعدا جماعة الاخوان المسلمين كونها جماعة ارهابية.
مصر على وشك الانهيار الاقتصادى وتعيش على إموال السعودية والخليج، وإذا لم ينهض الاقتصاد المصرى فالشعب سيخرج للتظاهر حتى أن كان المشير السيسي هو الرئيس؟ الاقتصاد المصرى لم ينمو خلال ثلاثة أعوام سوى 1% فى ظل النمو السكانى الذى يقدر بمليون نسمة كل 9 أشهر فحتى إذا كان لدى مصر سياسة اقتصادية جيدة لن تتحقق فى ظل غياب الآمن الداخلى حتى تنتعش السياحة التى تمثل 15% من دخلنا القومى وجذب مزيد من الاستثمارات ولهذا نواجه الارهاب بمنتهى القوة والحزم فكيف لنا ان نكون رحماء مع مجموعة تدعو للعنف.
الشعب مع مواجهة الإرهاب ولكن ضد عودة قمع الشرطة فالشباب النشطاء لديهم تخوف وبعضهم داخل المعتقلات؟ كل مواطن ملتزم بالقانون يمكنه ألا يشعر بالخوف بغض النظر عن توجهاته السياسية وعلينا أن نعطى الشعب الاحساس بالآمان وأن الامور تجرى فى مسارها الصحيح.
مصر فقد مكانتها على صعيد السياسة الخارجية.. فهل يمكن لمصر استعادة مكانتها ودورها القيادى افريقيا وعربيا وإسلاميا؟ السياسة الخارجية القوية فى حاجة الى أوضاع داخلية مستقرة وعندما زرت الصين وكوريا الجنوبية والسنغال وأوغندا وبوروندي وبعض الدول الأوروبية لتوسيع نطاق خياراتنا الدبلوماسية في كل تلك الدول كان يقال أن الجميع يتمنى أن تستعيد مصر دورها البارز إقليمياً من جديد حيث كانت مصر قوةً تدعم الإستقرار في المنطقة.
ولكن كيف يمكنكم تحقيق ذلك؟ أولا يجب أن تأخد مصر وقيادتها قرارات مستقلة وهذا لا يعنى أن ننعزل عن العالم ولكن أن يكون لديها خيارتها وشخصيتها.. مصر تمتد جغرافياً بين قارتين وتطل علي بحرين وتتحكم في مضيقين.. ونحن نستورد أغلب مواردنا الغذائية وأسلحتنا حتى مواد توليد الطاقة والمياه من الخارج ولهذا نحن جزء من المجتمع الدولى أما متى تستعيد بلادنا دورها التاريخي من جديد؟ فإجابتى أنني لا أستهين بالمصريين فى قدرتهم علي تحقيق ذلك.
أنتم تريدون التنويع فى السياسة الخارجية فهل هذا يعنى أنه هناك امكانية لشراء طائرات ودبابات من روسيا كمثال؟ ولما لا فنحن لم نتوقف عن التفاوض مع روسيا فما الذى يمنعنا من التفاوض مع الجميع روس صينيين ألمان؟ وهذا لا يعنى اننا نريد ان نغضب امريكا ولكنها ظروف أجبرنا عليها.
الجهاديون يسيطرون على شبه جزيرة سيناء وحرة حماس فى قطاع غزة كلهم فى سيناء فهل فى ظل هذه الظروف لا زالت القاهرة قادرة على ضمان اتفاقية السلام؟ مايحدث فى سيناء ضد مصر ليس ضد اسرائيل وسنسيطر على سيناء فى الفترة القادمة اذا احكمنا السيطرة على الوضع الامنى الداخلى فمنذ عشر اعوام وهناك تعامل خاطئ مع الوضع فى سيناء . لذلك فبعض القوى داخل سيناء لديها تفاوض مع ارهابيين دوليين وحركة حماس، ولذلك فالأمر يحتاج لبعض الوقت ولدينا الاستعداد للتحاور مع حماس . وأكد على أن موضع انسحاب مصر من اتفاقية السلام غير مطروح ابدا للنقاش من الاساس .
هل للمشير السيسى تطلعات للسياسة الخارجية ؟ السيسى شديد الإيمان بالقومية ويعلم جيدا اننا لا يمكن أن نعيش معزولين عن العالم الرئيس القادم سيعمل على تقوية علاقتنا الخارجية وسياستنا الدولية.
هل هناك ما تقدمه لأوروبا فى أزمة جمعية كونراد أديناور المحظورة فى مصر؟ الحكومة لا يخصها هذا الشأن قبل أن يصدر القضاء حكمه فيه ولكن فى النهاية نحن أمام استحقاقين ولهذا يجب تعديل قانون مؤسسات المجتمع المدنى، والقضاء هو من يخصه إصدار عفو عن المتهمين فى قضايا التمويل الاجنبى والتابعيين لمؤسسة كونراد أديناور .