ذكرت صحيفة "ذى جارديان" البريطانية أن وصف الرئيس الروسى فلاديمير بوتين للإنترنت ب"مشروع المخابرات الأمريكية" يثير مجددا المخاوف من محاولات روسية لتدميره، وأن بوتين أوضح فى تعليق له بخصوص الإنترنت أنه "يسعى للقضاء على الطبيعة العالمية للإنترنت". وأوردت الصحيفة البريطانية -فى تقرير على موقعها الإلكترونى أمس الجمعة- أن بوتين قال إن مؤسسة التجسس الأمريكية هى التى أنشأت الإنترنت والتى تسعى لتطويره، مؤكدا أنه يسعى لإيجاد بديل آخر تديره الدولة الروسية، بعدما أخذت الفكرة فى كسب التأييد فى ألمانيا والبرازيل وأماكن أخرى من العالم بعد تصريحات الموظف السابق بوكالة المخابرات المركزية الأمريكية إدوارد سنودن، التى كشف فيها عدة وثائق بخصوص تجسس وكالة المخابرات الأمريكية على "فيس بوك" و"سكايب" وعدة شبكات اجتماعية أخرى.
ولفتت إلى أن بوتين تهرب من سؤال لسنودن حول ما إذا كانت روسيا توقف وتصادر المعلومات والاتصالات المخزنة من الإنترنت، كما تفعل أمريكا، وأكد له أن روسيا لا تمتلك الإمكانات المادية مثل أمريكا، لكنه توجد بالطبع رقابة على المهاجرين والإرهابيين المحتملين، نافيا وجود رقابة جماعية على المواطنين بشكل عام.
وأكد بوتين -وفق ما ذكرته "ذى جارديان"- أن نظاما تديره الدولة الروسية بشكل بحت سيمكن أجهزة الاستخبارات الروسية من رصد ومراقبة كل التحركات، وأن الكرملين بالفعل يمتلك أدوات قوية لذلك، لكن الإنترنت تقدم منصة أوسع لجماعات المعارضة الروسية، التى تستخدمه كبديل عن التليفزيون والإذاعة الرسميين، كما أشار لمحرك البحث الروسى الأكثر شعبية فى روسيا "ياندكس"، منتقدا الشركة لتسجيلها اسما فى هولندا، "ليس للتهرب من الضرائب فحسب ولكن أيضا لاعتبارات أخرى"، على حد قول الصحيفة.
ولفتت الصحيفة إلى أن تعليقات بوتين تعتبر التحدى الأشد صرامة لشبكة الإنترنت العالمية، وتأتى تصريحاته فى أعقاب قانون مرره البرلمان الروسى تعزز رقابة السلطات على المدونات، وحسب القانون يتعين على أى مدون يتردد على مدونته أكثر من ثلاثة آلاف زائر يوميا، أن يقدم نفسه إلى سلطة مراقبة وسائل الإعلام (روسكومنادزور)، والاحتفاظ بكل محتويات مدونته لمدة ستة أشهر.
