ينتخب اقليم اتشيه، الوحيد في اندونيسيا الذي تطبق فيه الشريعة، حاكما الاثنين في اقتراع سيكون اختبارا لسلام هش اعقب حربا انفصالية دامت ثلاثين عاما. وهذا الاقتراع في اتشيه هو الثاني منذ سقوط 170 الف قتيل نتيجة التسونامي المدمر الذي ضرب اسيا في 2004، ومنذ انتهاء النزاع الانفصالي في 2005 الذي اودى بحياة 15 الف شخص. وتنتخب اتشيه الاثنين حاكما وكذلك 17 مسؤولا محليا ونائبا. ويسعى ايرواندي يوسف (51 عاما) الذي انتخب في كانون الاول/ديسمبر 2006، الى الفوز بولاية ثانية من خمس سنوات. وفي قرية اولي لو عند تخوم العاصمة باندا اتشيه، ادلى الناخبون باصواتهم في مسجد بيت الرحيم، المركز الوحيد الذي نجا من التسونامي. وكان مولدين (40 سنة) اول من ادلى بصوته عند بدء الاقتراع في الساعة 8,00 (01,00 تغ). وصرح لفرانس برس "اقتراعي ليس سريا. قبل اشهر ضرب زلزال في الساعة الخامسة صباحا وكان هناك عدد محدود من الاشخاص على الشاطىء للتحقق من عدم حصول تسونامي. وكان ايرواندي احدهم. لقد تأثرت كثيرا لاهتمامه بسلامة الناس". وبقي 415 شخصا من اصل ستة الاف قروي احياء بعد التسونامي. وعلى الطريق الساحلية الاتية من العاصمة لا تزال هناك آثار دمار. ونال اقليم اتشيه الواقع في اقصى شمال جزيرة سومطرة (شمال غرب) حكما ذاتيا قبل عشر سنوات تقريبا. ناخبون امام مركز اقتراع في باندا اتشيه في 9 نيسان/ابريل 2012 ويطبق الاقليم الشريعة مما يشكل تناقضا كبيرا مع سائر البلاد التي تمارس اسلاما معتدلا. ويدعو المرشحون في الانتخابات الى تعزيز دور الشريعة مما يمكن ان يؤدي الى تطبيق الرجم عقوبة للزنى. وقال نزرول وهو سائق في ال35 من العمر ادلى بصوته في العاصمة "اريد زعيما مسلما يطبق الشريعة في اتشيه لكن الاهم هو ان يضمن السلام والازدهار الاقتصادي. لقد عانينا طويلا من النزاع وانتهى وقت الحروب". وينافس يوسف الذي يؤيد الشريعة لكنه يعارض تطبيقها بصرامة، اربعة مرشحين اخرين بينهم تونغكو احمد تاج الدين استاذ اسلامي في ال49 يرغب في تطبيق صارم للشريعة لكنه لا يطرح تهديدا وزيني عبدالله (71 عاما) المدعوم من حزب اتشيه النافذ. وقال المحلل جان ليبلتاك ومقره جاكرتا "الانتخابات منافسة بين ايرواندي وحزب اتشيه". واعرب سكان الاقليم عن قلقهم من ان تختبر الانتخابات التي سبقتها اعمال عنف، السلام الهش. ويتركز توتر الانتخابات حول يوسف الذي كان متمردا في صفوف حركة اتشيه الحرة وخلافه مع حزب اتشيه الذي اسس في 2008. والانقسامات بين زعماء حركة اتشيه الحرة السابقة ازدادت منذ الاتفاق المبرم مع اندونيسيا في 2005 الذي انهى الحرب، بعد ان اعلن يوسف انه تعرض لمحاولة اغتيال الشهر الماضي. وتقول السلطات ان سلسلة اغتيالات و57 محاولة ترهيب على الاقل سجلت قبل الاقتراع. وقال المسؤول عن لجنة الاشراف على الانتخابات في اتشيه "ان امكانية انتشار الفساد كبيرة بسبب حملات الترهيب ... لضمان فوز احد المرشحين". واكثر من ثلاثة ملايين ناخب مدعوين لانتخاب حاكم في 9786 مركز اقتراع ستبقى مفتوحة حتى الساعة الثانية بعد الظهر. ويتوقع ان تنشر النتائج بحلول 15 نيسان/ابريل وعلى المرشحين ان يحصلوا على اكثر من 30% من الاصوات للفوز في هذه الانتخابات.