كان المصريون القدماء إذا نزلت بساحتهم محنة الموت يطلقون شعر الرأس واللحية، ومن المعروف أن زينتهم كانت فى النظافة، والحلاقة لديهم كانت من مكملات الزينة، وحين يحزنون يصرفهم الحزن عن الزينة، فيرسلون شعورهم، ويطلقون لحاهم حتى تنتهى أيام الحداد التى تصل إلى 40 يوما بعد أن كانت قبل ذلك تطول لتصل إلى 70 يوما. وكانت المرأة المصرية فى عهد الفراعنة تتجرد من زينتها الطبيعية إذا مات زوجها، فتحلق شعر رأسها ولا ترسله إلا بعد مرور عام من وفاته.
وإذا مات فى بيت من بيوت المصريين القدماء رجل ذو قدر كبير لطخت كل نساء هذا البيت الرأس والوجه بالطين، ثم يتركن الجثة فى الدار، ويجلسن لاطمات، وقد شمرن وكشفن عن صدورهن، ومن معهن من قريباتهن.
وعندما ينتهى ذلك يحمل الرجال الجثة لتحنيطها، ثم يقوم الكاهن بإطلاق البخور على مومياء الميت فى حين يخاطبه آخر قائلا: "اذهب يا بتاح نفر فقد تفتحت لك السماء، وتفتحت لك الأرض، وإنفسحت لك طرق العالم السفلى كى تخرج وتدخل مع الإله رع فتسير مستمتعا بحريتك كأى سيد من أسياد الأبدية".
وفى مصر القديمة كان للموتى أعياد يذكرهم الأحياء فيها، ويحملون إلى قبورهم الكثير من ألوان الطعام والشراب، فيأكلون ويشربون، ويلهون ويمرحون، وهم يعتقدون أن الموتى يشاركون بأرواحهم فى كل ذلك.