ساد، صبيحة اليوم السبت، هدوء حذر بحى "الكيلومتر 5" شمال غربى عاصمة أفريقيا الوسطى بانجى، بعد مواجهات جدّت فجر اليوم ذاته بين جنود بورونديين تابعين للبعثة الدولية لمساندة أفريقيا الوسطى "الميسكا" وعناصر من المليشيات المسيحية "أنتى بالاكا".
وتحسّبا لمواجهات جديدة، تحلّق، منذ منتصف نهار اليوم السبت، اثنين من طائرات الهليكوبتر التابعة للعملية الفرنسية "سانجاريس" على موقع الاشتباكات، وفقًا لمراسل الأناضول فى عين المكان.
وقال المتحدّث باسم المسلمين بحى "الكيلومتر 5"، "عثمان أباكار"، إنّ ثمانية من المسلمين المدنيين جرحوا خلال المواجهات، وتمّ نقلهم إلى مقرّ منظمة الصليب الأحمر بأفريقيا الوسطى، متّهما فى الآن نفسه عناصر "أنتى بالاكا" بالعمل على اقتحام مسجد بانجى المركزى.
من جانبه، حرص رئيس أركان "أنتى بالاكا" بالجنوب الغربى للبلاد الكابتن "جلبرت كاميزو" فى تصريح للأناضول على الاحتفاظ بمسافة حيال التعليق على الاشتباكات الأخيرة.
واكتفى بالقول إنّ أنتى بالاكا -كما تعرف- منقسمة إلى شقين.. شقّ يؤيّد فكرة العودة إلى النظام الدستورى أولئك الذين يعملون على عودة فرانسوا بوزيزى إلى السلطة، وهو الرئيس السابق لأفريقيا الوسطى، والذى أطاحت به السيليكا "تحالف عسكرى وسياسى مسلم فى 2013". أمّا نحن، فهدفنا الوحيد هو تحرير الشعب. وبتحقيق مبتغانا، انسحبنا من دائرة التجاذبات السياسية.. ومن هذا المنطلق، عليك أن تطرح السؤال على الطرف المعنى بالأمر".
وبتعذّر الاتصال برئيس أركان الجناح الآخر ل"أنتى بالاكا"، قال المتحدّث باسم هذا الشقّ "إيموسيون نامزيو" فى اتصال أجراه معه مراسل الأناضول إنّه لا يمتلك بعد معلومات بشأن الاشتباكات، لأنه "غير متواجد حاليًا ببانجي"، مضيفًا أنّه سيتّصل بالمراسل "حال رجوعه".
"نامزيو" قال أيضًا "أنتم الصحفيون.. عليكم أنّ تعلمون -كما الجميع- أنّ الجنود البورونديين ليسوا سوى سيليكا متنكّرة"، على حد قوله.
ولم يصدر أى بيان عن قوات البعثة الدولية أو الفرنسية بشأن الاشتباكات إلى غاية منتصف نهار اليوم.
ويعتبر حى "الكيلومتر 5" آخر معاقل المسلمين فى بانجى، بينما اضطرّ معظمهم إلى الهروب إلى أحياء أخرى وإلى الدول المجاورة خوفا من بطش "أنتى بالاكا".