تزايدت الأعمال الإرهابية في الفترة الأخيرة ما بين اغتيالات وسيارات مفخخة وغيرها من الأعمال الإرهابية الآخرى، لذا تنشر "الفجر" طرق الإرهابيين لتنفيذ عملية إرهابية..
أولا: خذ سيارة "جيب" من القاهرة، املأها بقنابل (يدوية)، وأسلحة خفيفة، ومواد عطارة، وأمواس حلاقة ومسامير كافية ومادة مشتعلة لصناعة مجموعة قنابل تساعد في حالة نفاد الكمية التي معك، وأذهب إلى أكثر الأماكن الحيوية التي يمكن أن تنفذ فيها عمليتك هي شرم الشيخ، مملكة حسني مبارك، التي بذل كل قوته، ودفع ملايين لتأمينها.
ثانيا: تبدأ سكة سفرك من الطريق الدائري.. بعد "كارفور" بحوالي 5 كيلو متر.. تمرّ ب"القطامية" وبعدها "العين السخنة".. المسافة حوالي 120 كيلو متر، ولن تستغرق أكثر من 90 دقيقة لأن أقصى سرعة على الطريق 120 كم في الساعة.. لن يعطلك أي شيء، لا توجد مطبات، ولا إشارات، ولا كمائن.. خلال نصف الرحلة الذي يبدأ من القاهرة وينتهي بالغردقة مرورًا ب"رأس غارب" و"الجونة" لن يقف في طريقك أمين شرطة، ولن توقفك نقطة جيش، أو شرطة عسكرية لتسألك: "فين بطاقتك؟".
الغريب أن طريق الإسكندرية الدولي والصحراوي والزراعي، وطريق طنطا، والطرق إلى الصعيد بها كمائن شرطة عسكرية، ونقط تفتيش.. في الأحوال الطبيعية، ستقف في الطريق مرتيْن، وتفتح شنطة سيارتك لتفتيشها، وربما يشك فيك ضابط بالكمين فينزع الكراسي من أماكنها ويفتّش تحتها.. على عكس الطريق إلى الغردقة، المحافظة السياحية الحيوية رقم 2 بعد شرم الشيخ.. هادئ، بدون إشارات، ولا مطبات، ولا كمائن، ولا تفتيش.. حتى كمين "الزعفرانة" الذي تسمع إنه "أغلس" كمين في مصر لا يقف دائمًا.
ثالثا: الطريق إلى "الجونة" يأخذ 5 ساعات.. ستصل "الغردقة" في حدود ساعة.. بمجرد وصولك، اضبط تايمر ساعتك على 6 ساعات، اطمئن على القنابل والأسلحة والمواد المحفوظة في شنطة سيارتك.. وفي "الغردقة" تفاجأ إن التواجد الأمني صفر.. لا وجود لبدلة شرطة.. لا وجود لمباحث السياحة أو الآداب، تجارة الحشيش رائجة بشكل مبالغ فيه، تهريب السلاح من جبال البدو إلى قلب الغردقة في سيارات نصف نقل (على عينك يا تاجر) منتعش جدًا، استدراج الشباب للدعارة يتمّ في الميادين، الأمن سلّم السياح لاستفزاز باعة الأحذية والأنتيكات المنتشرين على جوانب الشوارع، وترك السائحات الروسيات واليونانيات لمعاكسات "الخرتية".
رابعا: سجّل في "النوتة" الخاصة بك كل المشاهد، والملاحظات، والإشارات.. التي لا تدع مجالًا للشك إن وزارة "الداخلية" تركت الأمن القومي الحقيقي على الحدود المصرية وحدود المحافظات وفي المناطق السياحية "سداح مداح"، وتفرَّغت للقبض على طلاب الجامعات، ولمّ المتظاهرين من محطات المترو، واستبدلت "الكبسة" على مهرّبي السلاح وتجار "الصَنف" بملاحقة المعارضين وأصحاب الآراء التي ليست على هوى الحكومة على "تويتر" و"فيسبوك".
خامسا: البس شورت، وفانلة بحمالات، واتفق مع صاحب مركب سريع أن يأخذك في رحلة بحرية إلى شرم الشيخ، وخذ ما معك من ذخيرة خفيفة مع أدوات الصيد.. من الغردقة ل"شرم الشيخ"، الطريق يستغرق ساعتيْن.. فالمركب ينطلق من الغردقة، ويمرّ بجزيرة "الجفتون"، وأنت في عَرْض البحر ترى محمية "رأس محمد"، التي يقوم السياح بعمل "سنوركلينج" - غوص - يوميًا فيها.
سادسا: غفر السواحل يعسكرون على الحدود المصرية، الحدود البحرية بين المحافظات ليست من اختصاصهم، والوصول إلى "شرم الشيخ" عن طريق الغردقة يحميك من التفتيش 3 مرات إذا توجَّهت من القاهرة ل"شرم" مباشرة.. أهمها وأصعبها في كمين نفق الشهيد أحمد حمدي.. حيث يتمّ تفتيشك ذاتيًا، وتفتيش الحقائب بالكلاب البوليسية وتفتيشها يدويًّا، وتمر بعدة كمائن شرطة وجيش.. اختصر كل ذلك لتصل إلى نفس الهدف.. شرم الشيخ.. قلعة السياحة التي يعتقدون إنها حصينة وبعيدة عن هجمات وتفجيرات "الإخوان" الذين يسعون ل"تشريد"، وتلويث سُمعة النظام المصري عالميًا بتفجيرات في القاهرة، والمحافظات، وعمليات إرهابية وصلت إلى مديريات الأمن ومحطات المترو.
سابعا: باقي 4 ساعات.. أول ما تصل "رأس محمد"، خذ الطريق إلى "شرم الشيخ" بكل ما حملته من قنابل وذخيرة كافية لحرق المحافظة السياحية الأولى في مصر، وقتل عشرات السياح، لن يعترض أحد طريقك في "شرم" لأن السواحل ليس عليها ضابط وأحد لحراستها، شرطة السياحة موجودة في الطرق العامة، وليست على الشواطئ.
ثامنا: أخرج ما معك من سلاح وقنابل، ونفّذ العملية الإرهابية التي جئت من القاهرة إلى شرم الشيخ في 12 ساعة لتنفيذها، وانتظر اليوم التالي مانشيت الصفحة الأولى في جميع الجرائد: "مقتل المئات في عملية إرهابية بشرم الشيخ".
"مغامرة السفر من القاهرة إلى شرم الشيخ عن طريق الغردقة بدون أن يستوقفك أمين شرطة - أو كلب بوليسي - ليسألك عن بطاقتك أو أي إثبات شخصية حدثت بالفعل، وللأسف لم تكن بحوزتي أسلحة أو قنابل لتنفيذ العملية الإرهابية"!، تلك كانت حكاية مسافر يروي ضعف التأمين في تلك المناطق، والذي يعد مؤشر لسهولة تنفيذ عملية إرهابية.