لا تندهش عزيزى القارئ فالعنوان له مناسبة، وإن كانت ليست سعيدة، فالحياة الرياضية توقفت تماماً والداخلية أعطت شروطا مستحيلة لعودة النشاط الرياضى والجمهور أصبح هو الحاكم الأول والأخير رأيه فوق الجميع. والمظاهرات والاعتصامات لا تتوقف ما بين بورسعيد وسقوط ضحية هناك واعتصامات القاهرة والمبيت أمام مجلس الشعب والكل يقف عاجزاً ومكتوف الأيدى خوفاً ورعباً من أى احتكاك مع الجماهير خشية سقوط ضحايا جدد، ونواب مجلسى الشعب والشورى أعجبتهم الحدوتة فهى أقصر الطرق للشهرة والتلميع، فأصبح ظهورهم فى البرامج أكثر من وجودهم فى مجلس الشعب، والتصريحات لا تتوقف لدرجة أن إحدى النائبات صرحت فى وجه الجميع فى افتتاح اجتماعات الشعب والشوري لاختيار الجمعية التأسيسية للدستور تطالبهم بفض هذا الاجتماع والتوجه فوراً إلى بورسعيد لإنقاذ أبنائها من القتل إرضاء للنادى الأهلى وجماهيره!! وزادت من الشعر بيتاً بإعلانها بأننا لا نريد قناة السويس ولا إيراداتها، حيث - إنها وجيرانها - لا يستفيدون من فلوس القناة وبالتالى ليس مهماً على الاطلاق مبانى القناة ولا الملاحة فى القناة، والحمد لله إنها لم تطالب بنقل القناة من مصر كلها إلى أى دولة أخرى والآخر الذى ملأ الدنيا صراخاً وهتافاً وكأنه فى المدرجات منادياً 1-2-3 والجماهير تغنى وراءه وتزيد وتعيد مع حلو الهتاف للنادى الأهلى ولبعض الإعلاميين ثم المتاجرة بدماء الشهداء وأنه طالب بمعاملتهم مثل شهداء الثورة كما انه لم يتخل لحظة عن شهداء بورسعيد الخمسة وأن ما قدمه لهم لا يستطيع البوح به، ثم نفاجأ بعد ذلك بأن الرجل أصلاً لا يعرف أسماءهم ولا عناوينهم ولا «شاعر» بهم على الإطلاق وأنه لسه «بدري» على أن يشعر هو وزملاؤه بما تعانيه هذه الأسر وآلامهم النفسية والجسدية، ورغم أنهم من أبناء بورسعيد الباسلة إلا أنه يبدو أن العقاب لابد أن يطولهم لمجرد أنهم اهلاوية وبالتالى لو لم يسأل أحد عليهم فلا مشكلة على الاطلاق فهم من حزب آخر غير حزب السادة الأفاضل الذين ادعوا كذباً أنهم سيكونون معهم ليل نهار! إذن المكاسب كثيرة للغاية فالشهرة تضاعفت والكرسى أصبح مضموناً بعد قرارات اتحاد الكرة المدعومة من الكبار، فالمحافظ سيعود قريباً إلى موقعه وكامل أبوعلى عاد لرئاسة النادى والعقوبة الفعلية لن تطبق على النادى المصرى وبالتالى ماذا يريد الجمهور أكثر من هذا، فالأمور تمام التمام وكل ما تمناه المرء أدركه فى هذه الازمة والتى لم تخرج منها سوى بحقيقة واحدة وهى أن 75 شاباً وفتى مصرياً من مشجعى الأهلى سقطوا شهداء وقتلى فى استاد بورسعيد والحمد لله أن أحداً لم يطلب إخراج جثثهم ومحاكمتهم على أنهم تجرأوا وماتوا فى الملعب وهم يشجعون فريقهم ويهتفون ويغنون له لأن ذلك عقوبته الإعدام، لذلك فهم لن يقبلوا منهم أن يموتوا بغير محاكمة يحصلون فيها على كل حقوقهم، أما المحبوسون منهم فانتظروا حملة جديدة بدأت بوادرها بأنهم جميعاً براءة وأن أحداً منهم لم يكن حتى فى استاد بورسعيد وقت المباراة.. ولعلى الآن على يقين من أن والد الشهيد أنس وباقى أولياء الأمور هم من ذهبوا إلى هناك وقتلوا أبناءهم لأنهم تجرأوا وسافروا دون إذنهم فكان عقابهم الطبيعى هو القتل وكل سنة وأنت طيب. السنة الخامسة - العدد 348 - الخميس - 29/ 03 /2012