يخرج من باب جمعية الشبان المسلمين ويرافقه رئيس الجمعية لوداعه ودق جرس الهاتف داخل الجمعية فعاد رئيسها ليجيب الهاتف فسمع إطلاق الرصاص فخرج ليرى صديقه وقد أصيب بطلقات تحت إبطه وهو يعدو خلف السيارة التي ركبها القاتل، وأخذ رقمها "9979" والتي عرف فيما بعد أنها السيارة الرسمية للأميرالاي محمود عبد المجيد المدير العام للمباحث الجنائية بوزارة الداخلية كما هو ثابت في مفكرة النيابة العمومية عام 1952م، ولفظ أنفاسه الأخيرة في الساعة الثانية عشرة والنصف بعد منتصف الليل في نفس اليوم من عام 1949 أي بعد أربع ساعات ونصف من محاولة الاغتيال بسبب فقده للكثير من الدماء. إنه الإمام حسن البنا، والتي تمر اليوم الذكرى ال65 من واقعة اغتياله، الأب الروحي لجماعة الإخوان، المرشد الأول للجماعة ومنبت البذرة الأولى لها، والغريب أنه لأول مرة تحتفل جماعة الإخوان المسلمين بذكرى اغتيال الأب الروحي للجماعة ومرشدها الأول وهي مدرجة ضمن قائمة الجماعات الإرهابية.
إعلان جماعة الإخوان جماعة إرهابية، جاء بعد عزل محمد مرسي من على عرش مصر بعد سنة حكمت فيها مصر من المقطم، ولم تحكم من قصر الرئاسة، وهو ما أغضب الشعب بسبب ممارسات ذلك التيار بعد وصوله للسلطة.
وخرج الشعب بعدها في مظاهرات حاشدة ليسقط تلك الجماعة، وتبدأ خطوات دفنها بالمقابر نهائيًا بعدما خرجت عن أفكار الأب الروحي لها حسن البنا، واتخذت من تفكير تنظيم القاعدة مرشدًا لها بممارسة العنف والقتل في الشوارع والتهديد وجعل منطق الجماعة فوق الدولة.
بدأ بناء تلك الجماعة، التي اتخذت من الدين ستارًا لها، حسن أحمد عبد الرحمن محمد البنا الساعاتي في عام 1928، وظل الصراع بين الدولة والجماعة منذ ذلك التاريخ، إلى أن سنحت لها الفرصة بحكم مصر، وتولي رئيس حزبها محمد مرسي حكم مصر، عقب إنهاء الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية بينه وبين الفريق أحمد شفيق لصالحه.
بعد تولي مرسي حكم مصر، بدأ العد التدريجي لإنهاء مشروع الحلم لحسن البنا، مرشدها الأول ومؤسسها، على يد رئيسها المعزول محمد مرسي ومرشدها العام محمد بديع ونائبها خيرت الشاطر، بعدما خرجت عن نسق وأفكار الأمام البنا واتخذت من الفكر القطبي مرشدًا لها.