"العناية التلطيفية" لتحسين نوعية الحياة

تهدف "العناية التلطيفية" الى متابعة المسن اوالمريض في مراحل متقدمة من الامراض المستعصية وكذلك العائلة، لتحسين نوعية الحياة والتخفيف من عبء المرض. كما يعمل فريق متعدد الاختصاصات للتخفيف من أعباء المرض وتبعاته الجسدية والنفسية والإجتماعية. رئيس قسم الأمراض السرطانية وامراض الدم في مستشفى أوتيل ديو البروفسور جوزف قطّان تحدث الى "النهار" عن هذا الاختصاص الطبي الخاص عشية اعلان المستشفى عن مباشرة قسم الأمراض السرطانية وقسم الطب الداخلي بتقديم خدمات "العناية التلطيفية" (Soins Palliatifs).
العلاج التلطيفي اي العناية بالمريض في اخر مراحل حياته وهو حاجة في عدد من الاختصاصات الطبية منها الطب العام وطب المسنين في اخر حياتهم، او المصابين بالامراض العصبية التي تنتهي بالحاجة الى العناية الملطفة، وهناك 30 في المئة من مرضى السرطان الذين يتوفون بسبب المرض حين يعجز الطب عن شفائهم. المرحلة التي تأتي لدى المريض بين توقف العلاجات الفعّالة، تراوح ما بين اسابيع واشهر، في هذه المرحلة يكون المريض في حاجة الى قسم شبيه بالمنزل وراحته, وفيه عناية طبية بسيطة مقارنة بالعنايات الاخرى التي يقدمها الاطباء، اي عناية تمريضية ومعنوية ونفسية وروحية لينهي المريض حياته بكرامة. ويحتاج المرضى في هذه المرحلة الى عناية تمريضية والى عناية طبية تقتصر على اعطاء المسكنات او نقل الدم او المضادات الحيوية او تحسين شروط التنفس ومشاكل الجهاز الهضمي".
وقالت الممرضة المتخصصة بالعناية التلطيفية ماري كلير مهاوج: "يرغب معظم المرضى بانهاء حياتهم في بيوتهم وسط عائلاتهم, ومنهم من يرفض العودة خوفا مما ينتظرهم، فنحاول اعطائهم بعضا من الامان من خلال التشديد على فكرة ان المريض سيكون بين اهله وليس متروكا لوحده. ونؤمّن المرافقة من خلال اتصال دائم مع المستشفى على رقم مخصص لذلك، ونحضّر الاهل لكيفية التصرف. ونقدم الدعم والاستماع الى الموظفين العاملين مع مرضى الحالات المستعصية ليعملوا من دون حدوث الكثير من الضغط النفسي. كما نقدم دعما لتخفيف الالم وادارة الاعراض، اي مرافقة الحياة وهدفنا ان يعيش المريض حتى اخر لحظاته وهو بعيد من الالم وتحقيق البعض من رغباته الى حد ما، ليشعر انه ما زال يعيش وليس فقط في مرحلة انتظار الموت".