استنكر روجي بيسموث رئيس الطائفة اليهودية في تونس إقدام شيخ سلفي تونسي أمس الأول على «تحريض» شباب البلاد على «قتال اليهود» وطالب السلطات التونسية بأن «ترد الفعل». ووصف بيسموث في اتصال هاتفي مع وكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) هذا «التحريض» بأنه «شيء غير محتمل» قائلا: «لا أدري ماذا تفعل السلطات (التونسية) يجب عليها أن ترد الفعل الآن». ودعا شيخ سلفي الشباب التونسي إلى «التدرب» و«التهيؤ» من أجل «قتال اليهود» ودخول «الجنة». وجاءت الدعوة خلال مظاهرة نظمها الأحد وسط العاصمة تونس آلاف الإسلاميين للمطالبة بأن تكون «الشريعة» الإسلامية «المصدر الأساسي والوحيد للتشريع» في دستور البلاد الجديد الذي سيكتبه المجلس الوطني التأسيسي. وخطب الشيخ السلفي عبر مكبر الصوت في مئات من الشبان قائلا: «هيئوا أنفسكم.. تدربوا.. القتال القتال.. اليهود اليهود.. القتال القتال.. يا شباب يا شباب..القتال في سبيل الله.. الجنة.. الجنة.. الجنة..الجنة». وقابل الشبان المتحمسون دعوة الشيخ ذي اللحية البيضاء بترديد «الله أكبر». وتم تناقل مقطع فيديو خطبة الشيخ السلفي على نطاق واسع في شبكة التواصل الاجتماعي فيسبوك. وقال نشطاء على الفيسبوك إن هذه أول مرة في تونس يتم فيها التحريض على قتل اليهود «في الطريق العام وفي وضح النهار». ونددوا ب «سكوت» وزارة الداخلية التونسية التي يديرها علي العريض القيادي البارز في حركة النهضة الإسلامية الحاكمة على «تجاوزات السلفيين». وحذروا من استهداف يهود تونس بعمليات «إرهابية» إثر قيام الشيخ السلفي بالتحريض على «قتال اليهود». من جهة أخرى أكد المخرج التونسي محمود الجمني ان اختيار «الحنظل»، عنوانا لفيلمه التسجيلي عن تعذيب السجناء السياسيين في فترة حكم بورقيبة والرئيس المخلوع بن علي، كان متعمدا لدلالة هذه الكلمة على مرارة العذاب وتوافقها مع مضمون شريطه الوثائقي. وشدد السينمائي التونسي الذي أنهى مؤخرا مونتاج شريطه على رفضه الترويج لفيلمه «الحنظل»، كأول فيلم تسجيلي يخصص لفضح ممارسات بورقيبة وبن علي ضد مساجين الرأي في تونس، مبررا موقفه قائلا: «مضمون الفيلم والشهادات الواردة فيه هي المقياس الوحيد لتقييمه». على صعيد آخر، أوضح صاحب «الحنظل» ان فيلمه يطرح بالأساس انعكاسات التعذيب في سجون تونس من سنة 1956 الى أواخر حكم بن علي على الحياة النفسية لسجناء الرأي وتأثير أساليب التعذيب على أجسادهم وعلاقاتهم بعائلاتهم ومجتمعهم. وأرجع السينمائي التونسي مسألة استعانته بمجموعة من سجناء الرأي غير المعروفين على الساحة السياسية في تصريح ل «ام بي سي نت» الى ايمانه بأن النضال ليس حكرا على سياسيين معينين وان الوطن للجميع، كما اشار الى ان ما يجمع الحاضرين في فيلمه الوثائقي هو حبهم العميق لتونس ورغبتهم في تحقيق دولة ديموقراطية حرة في خياراتها ورفضهم لكل انواع الفتن التي يمكن ان تفرق بين ابناء الوطن الواحد رغم انتماءاتهم الأيديولوجية والسياسية المختلفة