ب بدأت الحياة تعود الى طبيعتها فى العاصمة الكونغولية كينشاسا وفتحت المحال أبوابها أمام المحتفلين بالعام الجديد واستأنفت محطات التزود بالوقود عملها بعد نجاح القوات الحكومية فى دحر انتفاضة أنصار رجل دين كونغولى أثار جدلا كبيرا فى البلاد بسبب طموحاته السياسية.
وتطارد القوات المسلحة الكونغولية حاليا فلول المجموعات المسلحة التى هاجمت عددا من المواقع الاستراتيجية قى العاصمة كينشاسا من بينها المطار الدولى و مبنى الاذاعة و التليفزيون الوطنى و احدى الوحدات العسكرية خلال الأيام الثلاثة الأخيرة من العام 2013 حيث تدوى فى العاصمة الكونغولية بين حين وآخر اصوات طلقات الرصاص.
ويقول شهود عيان ان عددا من الرهائن كانت المجموعات المسلحة المتمردة قد احتجزتهم تم اطلاق سراحهم بلا شروط قبل ان يلوذ خاطفيهم بالفرار.
وتسعى حكومة الكونغو فى الوقت الراهن بقيادة رئيسها جوزيف كابيللا الى احلال السلام فى عموم اراضيها للبدء فى عملية انماء شاملة تعوض هذا البلد عن عقود من الحروب الاهلية التى راح ضحيتها الملايين الى جانب من لحق بهم نتيجة الجوع والمرض.
وكشفت مصادر فى جهاز الاستخبارات والأمن الوطنى فى الكونغو عن تبعية المجموعات المسلحة للقيادى الدينى المسيحى المتطرف القس باول جوزيف موكونجوبيا الذى اصدرت سلطات الأمن فى الكونغو اليوم أمر ضبط وإحضار له وتعتزم ملاحقته حتى فى خارج اراضى الكونغو بتهمة الارهاب و التنسيق فى ذلك مع أجهزة البحث الجنائى الدولية باعتبار المذكور لا يزال هاربا.
وكان القس باول جوزيف موكو نجوبيا قد ادعى النبوة فى صيف العام 2001 و يطلق انصاره – الذين تكاثرت اعدادهم - عليه اسم " النبى الخاتم " مسبغين عليه هالة روحانية زائفة لإخفاء مطامعه فى الوثوب على السلطة .
وكعادة المتاجرين بالدين فقد استخدم هذا القس غطاءا لتمرير مشروعه السياسى وفى العام 2006 تجلى ذلك بوضوح عندما خاض هذا المدعى للنبوة انتخابات الرئاسة فى الكونغو ضد كابيللا فى العام نفسه لكنه خسرها،ويعد هذا القس من الشخصيات المثيرة للجدل فى الكونغو ووسط افريقيا و يطلق عليه " راسبوتين الكونغو " وهو من المعارضين الشرسين لنظام الحكم فى الكونغو بقيادة جوزيف كابيللا مستغلا شعبية دينية زائفة بناها على اساس عرقى من انصاره من قبائل التوتسى ، ويهاجم " راسبوتين افريقيا " اتفاق السلام الاخير الذى ابرمته ادارة كابيللا مع حركة 13 مارس المتمردة فى شرق الكونغو وهى الحركة التى تتألف من مقاتلى قبائل التوتسى المدعومين من رواندا المجاورة للكونغو .
كما أفادت تقارير من اقليم لوبومباشى المعروفة بتعدين النحاس لوفرة مناجمه واحتياطياته به بأن أنصار رجل الدين الكونغولى المتطرف قد هاجموا عددا من مواقع تعدين النحاس و شركاته فى كاتانجا عاصمة الاقليم منطلقين من كنيسة موكوجوبيللا التى كان قتلى وجرحى المهاجمين تتم اعادتهم اليها للعلاج ويتم من خلالها اعادة تزويد المتمردين المسلحين بالذخائر والامدادات والمؤن.
وتعد كنيسة موكوجوبيللا قاعدة انطلاق دعوى نبوة القس باول جوزيف موكونجوبيا وهى اكبر كنائس اقليم لوبومباشى الذى يعد مسقط راسه .. وإزاء هذا التصعيد تكشفت معلومات عن قيام فيلق التدخل الدولى التابع للامم المتحدة و المتمركز فى جمهورية جنوب افريقيا – التى ادانت اعمال الاعتداء على كاتانجا – باستخدام مروحيات جنوب افريقية لدعم تصدى القوات الكونغولية للعناصر المتمردة وهو ما مكن من دحر هجماتهم و السيطرة على الاقليم الغنى بالنحاس .
وفى اتصال مع راديو فرنسا الدولى من مكان مجهول قال " مدعى النبوة " الكونغولى ان ما قام به انصاره هى انتفاضة شعبية تلقائية ردا على قيام قوات الجيش بالاعتداء على منزله فى مقاطعة لوبومباتشى بشرق الكونغو يوم الاثنين الماضى مؤكدا انه رجل سلام و خسر انتخابات 2006 بشرف امام كابيللا الذى يعارض سياساته،
ويذكر فى هذا الصدد ان الرئيس الكونغولى جوزيف كابيللا الابن كانت رئاسة الكونغو قد انتقلت اليه فى انتخابات اعقبت مصرع والده لورين كابيللا الأب فى العام 2001 ويقول معارضوه انه يسعى إلى تعديل الدستور الكونغولى بما يمكنه من خوض الانتخابات لفترة رئاسة ثالثة بعد انتهاء ولايته الرئاسية الحالية فى العام 2016 .