"أعدكم أن تجدوا فيَ رئيسا بسيطا يخاف الله، ويسمع نصائح شعبه، ومعه فريق رئاسي للنهضة بمصر". هذا هو نص الوعد الذي قطعه حمدين صباحي المرشح لرئاسة الجمهورية على نفسه، خلال لقاء نظمته حملة "أنا الرئيس" مع طلبة كلية العلاج الطبيعى في جامعة القاهرة، ثم توجه بعده إلى كنيسة العذراء مريم في حلوان، أمس الأحد، في إطار سلسلة جولات يجريها، قبيل تقدمه رسميا للترشح للانتخابات. وتعليقا على انتخاب أعضاء الجمعية التأسيسية للدستور قال صباحي خلال لقائه بطلبة كلية العلاج الطبيعي إن "ما حدث بشأن وضع لجنة الدستور خطأ فادح، الدستور مش بتاع أغلبية وأقلية، الدستور بتاع كل المصريين، لأنه يعبر عنهم، وعقد اجتماعى بينهم وبين السلطة الحاكمة". وأضاف صباحي إن "نهضه مصر لا تبني بأغلبيه برلمانيه ولا أغلبية حزبية، بل بكل المصريين وبدون تميز، نهضه مصر يبنيها كل المصريين". وطالب صباحي بمنح الرئيس القادم صلاحيات محددة، بحيث يكون رئيسا قويا، ومتمكنا من تلك الصلاحيات، وفى ذات الوقت يكون قابلا للحساب من الرأى العام والبرلمان والقضاء إن اضطر الأمر لذلك. وخلال لقائه بطلبة كلية الطب أجاب صباحي على أسئلتهم التي تركزت حول موقف حمدين صباحي من الجيش حال فوزه بالرئاسة، فقال " أنا مع دعم القوات المسلحة، ورفعتها وقوتها، لكن المجلس العسكرى الذي أدار الفترة الانتقالية سياسيا، لابد أن يُحاسب على التجاوزات التي كان مسؤولا عنها وأنا مع الخروج العادل لأعضاء المجلس العسكري من الحكم وأرفض ما يسمى (الخروج الآمن). وردا على سؤال أحد الطلبة عما يميز حمدين صباحي عن بقية المرشحين، قال: "أنا المرشح الوحيد الذي يشبه برنامجه، فالبرامج الانتخابية، أغلبها ستكون عظيمة ومتشابهة في أشياء كثيرة، لكن العبرة في البرنامج الانتخابي أن يشبه صاحبه، حتى يمكنه إقناع الجماهير ويثقوا فيه ويمنحوه أصواتهم". كما أجاب على سؤال عن ضمانات نزاهة الانتخابات، وقال إنه لا يتوقع تزوير الإنتخابات والضمان الوحيد على نزاهتها هو حضور الشعب والمشاركة الشعبية الكثيفة في انتخابات الرئاسة. صباحي عرض جانبا من برنامجه الانتخابي ورؤيته لمستقبل مصر، وقال إن معركة انتخابات الرئاسة جزء من تكملة الثورة، وهي مهمة ثورية بالنسبة له، وأنه إذا أتى رئيس من النظام السابق، سيكمل الشعب ثورته من الميدان، لأن المصريين الذين رووا شجرة الثورة بدماء الشهداء، لن يقبلوا برئيس محسوب على النظام البائد، بحيث يتم استبدال رأسه برأس النظام الذي سقط. صباحى أوضح أن الهدف الرئيسي من برنامجه الانتخابي ومشروعه للنهضة هو الانتقال بمصر من مصاف الدول النامية وتحويلها إلى دولة ناهضة إقتصاديا، لأنه لم يعد لائقا بمصر وصف الدولة النامية. وأضاف أن برنامجه يقوم على ثلاث ركائز أساسية هي نفسها مطالب ثورة 25 يناير ، حرية يصونها نظام ديمقراطي، لدولة مدنية، وعدالة إجتماعية تحققها التنمية الشاملة، وكرامة انسانية يحميها الاستقلال الوطني. وكشف حمدين صباحى ان برنامجه يكفل ثمانية حقوق رئيسية لكل مواطن وهى معروفة باسم (7 حقوق + 1) وهى حق الغذاء والسكن والعلاج والتعليم والعمل والاجر العادل والتامين الشامل إضافة إلى الحق في بيئة نظيفة، كما يشمل البرنامج مشروعات لتوسيع معمور الأرض في سيناء والنوبة والساحل الشمالى والوادى الجديد ومنخفض القطارة. وعن سياسة مصر الخارجية شدد حمدين صباحى على ضرورة استقلال القرار المصرى، قائلا إن قرار مصر يجب أن يكون مستقلا، دون تدخل من الكنيست الإسرائيلى أو الكونجرس الأمريكي. وفي كنيسة العذراء مريم في حلوان كان في استقبال صباحي المستشار إسحاق لبيب والقس أثناسيوس، وقدم المرشح الرئاسي العزاء في وفاة البابا شنودة، قبل أن يتحدث عن رؤيته لمستقبل مصر، وقال إنه يتمنى أن تسود قيم العدل والمحبة في مصر، وأضاف: "إذا أخذنا من الإسلام العدل ومن المسيحية المحبة سنبني بهما نهضه مصر". مؤكدا أن مشروع النهضة لن يقوم به رئيس أو جماعة بعينها بل المصريين جميعا. وردا على سؤال أحد الحاضرين عن رأيه في الأوضاع التي تمر بها مصر، قال إنها مرتبكه ومشتتة، وسيستمر ذلك الوضع حتي انتهاء الفترة الانتقالية. أما أداء مجلس الشعب من وجهة نظر المرشح الرئاسي، فقال عنه إنه أفضل بكثير مما كان عليه في السابق، لكنه لا يرتقى أبدا أن يكون مجلس الثورة". وردا على سؤال بشأن المناصب التي سيُعين بها الأقباط، حال فوزه بالرئاسة قال إنه سيعين ثلاث نواب "إسلامي ويساري وليبرالي، على أن يكون احدهم قبطيا والآخر شابا والثالث امرأه. وبعد انتهاء صباحي من زيارته للكنيسة توجه إلى منطقة زرايب 15 مايو، لتفقد أحوال الموطنين، الذين استقبلوه بترحاب ورافقوه في جولته حتى انتهائها. ومن المقرر أن يبدأ صباحي اليوم الاثنين جولة في محافظة بني سويف، تستغرق يومين يعود بعدها إلى القاهرة، ليتقدم بأوراق ترشحه للرئاسة رسميا.