تشهد سوريا منذ مارس 2011 اضطرابات انطلقت انتفاضة شعبية سلمية وتعسكرت تدريجيا في مواجهة القمع الشديد الذي مارسه نظام الرئيس بشار الأسد لتتحول إلى نزاع دامٍ أوقع أكثر من 126 ألف قتيل بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، وتسبب بتهجير ونزوح الملايين، بحسب أرقام الأممالمتحدة.
ويقاتل النظام مدعومًا من حزب الله الشيعي اللبناني المؤيد لإيران ومقاتلين شيعة أجانب معظمهم عراقيون، معارضة مسلحة مؤلفة من فارين من الجيش انضم إليهم مدنيون حملوا السلاح ثم جهاديون أجانب. ومعظم مقاتلي المعارضة من السنة في حين تنتمي عائلة الأسد إلى الأقلية العلوية.
وفي 21 أغسطس 2013 وقع هجوم بالأسلحة الكيميائية نُسب إلى نظام الأسد وتسبب بسقوط مئات القتلى في منطقتين يسيطر عليهما مقاتلو المعارضة بريف دمشق.
هددت الولاياتالمتحدة بشن ضربات عسكرية على النظام تم تفاديها في اللحظة الأخيرة من خلال التوصل لاتفاق في سبتمبر حول تدمير الأسلحة الكيميائية السورية بحلول منتصف 2014.
غير أن النزاع الذي أثار استقطابًا بالمنطقة بين مؤيدي النظام والمعارضين له، مازال مستمرًا بدون ان تظهر أي بوادر تهدئة، فيما لا تزال عقبات كثيرة تعيق عقد مؤتمر "جنيف -2" للسلام المقرر في 22 يناير بعد تأجيل موعده لأكثر من مرة، في مبادرة أطلقتها روسياوالولاياتالمتحدة.
مصر
أزيح حسني مبارك من السلطة بعد حكم استمر ثلاثة عقود، اثر ثورة شعبية استمرت 18 يومًا وأوقعت حوالى 850 قتيلاً، وسلم السلطة في 11 فبراير 2011 الى الجيش.
وفي 3 يوليو 2013، تم إسقاط نظام محمد مرسي أول رئيس للدولة منبثق عن انتخابات ديموقراطية، بعد ثورة شعبية استجاب لها الجيش، بعد سنة واحدة من الحكم شهدت الكثير من الاضطرابات وتخللتها أزمات واحتجاجات سياسية قوية.
لا تزال تونس التي انطلق منها الربيع العربي تفتقر لمؤسسات دائمة بسبب عدم التوصل الى اتفاق على الدستور بعد حوالى ثلاث سنوات على سقوط نظام زين العابدين بن علي في 14 يناير 2011.
وفر بن علي الذي كان يحكم البلاد منذ 1987 إلى السعودية بعدما طردته ثورة انطلقت مع اقدام بائع جوال شاب على احراق نفسه في منتصف ديسمبر 2010 احتجاجا على الاذلال الذي تمارسه الشرطة.
وبعد انتخاب مجلس تأسيسي هيمن عليه اسلاميو حزب النهضة الذين يقودون الحكومة، انتخب المجلس المنصف المرزوقي المعارض الشرس لابن علي رئيسًا للبلاد.
وتشهد تونس بانتظام نزاعات اجتماعية وهزتها بصورة خاصة أزمات سياسية نجمت عن اغتيال اثنين من رموز المعارضة في فبراير وفي يوليو.
ليبيا
تجد السلطات الانتقالية الليبية منذ سقوط نظام معمر القذافي في أكتوبر 2011 صعوبة في بناء جيش وشرطة محترفين يسمحان لها بإرساء حكمها وحفظ النظام في هذا البلد الذي تسوده الفوضى، وهي تلجأ الى الثوار السابقين الذين شكلوا ميليشيات مسلحة لا تتردد في تحدي الدولة حين تكون مصالحها مهددة.
شهدت البحرين حركة احتجاج انطلقت في 14 فبراير 2011 وقمعتها السلطات بعد شهر. ومنذ ذلك الحين يشهد هذا البلد الخليجي الذي تحكمه عائلة سنية بانتظام تظاهرات تنظمها الغالبية الشيعية التي تطالب بنظام ملكي دستوري. وشددت السلطة العقوبات بحق مرتكبي اعمال عنف.
اليمن
باشر اليمن في مارس حوارًا وطنيا كان نتيجة اتفاق على عملية انتقالية سمحت برحيل الرئيس علي عبدالله صالح في فبراير2012 بعد احتجاجات استمرت سنة.
والحوار الرامي الى وضع دستور جديد والتحضير لانتخابات تنظم في 2014 يواجه طريقًا مسدودًا ولا سيما بسبب مطالب الانفصاليين الجنوبيين.
وفي مطلع ديسمبر، تبنى تنظيم القاعدة الذي استغل ضعف السلطة المركزية لتعزيز وجوده باليمن، هجومًا واسع النطاق ضد موقع وزارة الدفاع بصنعاء أوقع 52 قتيلاً.