وكالات لم تعد الحياة إلى طبيعتها بشكل كامل في بانجي عاصمة إفريقيا الوسطى بعد يوم من تدخل القوات الفرنسية.
كانت فرنسا، سارعت أمس بإرسال قوات إلى إفريقيا الوسطى، لكن العنف مازال مستمرًا دون هوادة، بل إنه تطور إلى عمليات قتل واسعة النطاق للمدنيين.
كانت المستعمرة الفرنسية السابقة انزلقت إلى الفوضى منذ مارس الماضي، حينما سيطرت ميليشيا سيليكا ذات الأغلبية المسلمة، على السلطة، مما أدى إلى عنف وعنف مضاد مع ميليشيا "الدفاع عن النفس" التي شكلتها الأغلبية المسيحية، غير أن موجة العنف التي بدأت الخميس الماضي هي الأسوأ منذ بداية الأزمة.
وقال الصليب الأحمر، إنه انتشل 281 جثة من بانجي خلال يومين من أعمال العنف، لكنه ذكر أن عددًا أكبر لقي حتفه، بينما قال السكان إنهم يأملون أن تتمكن القوات الفرنسية من احتواء الوضع ووقف إراقة الدماء.
وبرغم التدخل الفرنسي شهد أمس قتالاً بين ميليشيا سيليكا التي تمسك بزمام السلطة وخليط من الميليشيات المسيحية ومقاتلين موالين للرئيس المخلوع فرانسوا بوزيزي؛ مما يؤدي إلى حدوث عمليات انتقامية في أحياء بانجي؛ وبالتالي زيادة عدد القتلى.
ومع ذلك فإن كيسي كرازين، وهي فتاة من بانجي، تقول: "الوضع هذا الصباح هادئ جدًا، والفرنسيون هنا منذ أمس، ومن ثم فإن الأمور على ما يرام، وهذا ما يشعرني بالطمأنينة".
وعن تواصل سقوط القتلى تقول كرازين بتفاؤل: "هم إخوتنا، وسنواصل العيش معًا، سواء كنا مسلمين أو مسيحيين، نحن جميعنا واحد، أنا أعرف أن الحياة ستبدأ في العودة لطبيعتها في البلدة اليوم".
وتقع القوات الفرنسية تحت ضغط التحرك السريع في إفريقيا الوسطى، ومن المقرر أن تكتمل تلك القوة بحلول الغد، وقال وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس إنهم سيركزون في بادئ الأمر على تأمين بانجي والطرق المؤدية إلى تشاد والكاميرون.
أما الرئيس فرانسوا أولاند، فقال في اجتماع للزعماء الأفارقة في باريس: إن أزمة إفريقيا الوسطى أثبتت الحاجة الملحة لكي تنشئ القارة قوة أمنية إقليمية خاصة بها.