أكد محمد أبو العينين، الرئيس الشرفي للبرلمان الأورومتوسطي أن نظرة الغرب وتفاعله مع الثورات العربية خلال السنوات الثلاث الماضية يشير إلى أن هذه النظرة والتعامل مع أحداث المنطقة لم يتغير عما كانت عليه قبل الربيع العربي، مضيفا أن هذه النظرة أحادية ركزت على جانب النظم والحكومات وتجاهلت إرادة الشعوب التي أصبحت هي صانعة التغيير وصاحبة القرار ومحركة الأحداث. وأوضح أبو العينين أن هذه الإرادة الشعبية هي التي صنعت ثورة 25 يناير وأعادت التأكيد على أهدافها في الحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية في ثورة 30 يونيو 2013.
جاء ذلك خلال لقاء محمد أبو العينين الرئيس الشرفي للبرلمان الأورومتوسطي ووفد رفيع المستوى من البرلمان الأورومتوسطي اليوم مع كبار المسئولين بمنظمة الأممالمتحدة بمقرها في نيويورك.
وطالب أبو العينين الأممالمتحدة والدول الغربية باحترام إرادة عشرات الملايين من المصريين التي عبروا عنها في 25 يناير و 30 يونيو، وعدم الالتفات إلى الحملات الإعلامية المغرضة التي ينفق عليها المليارات لتشويه الواقع المصري، مؤكدًا أن الشعب المصري اتخذ قراره وحدد مساره بأنه لا عودة للوراء ولا بديل عن التقدم للأمام لبناء مستقبل أفضل للجميع.
استعرض أبو العينين خلال اللقاء ما أنجزته مصر في تنفيذ خريطة الطريق التي توافقت عليها القوى السياسية مع القوات المسلحة لبناء مؤسسات الدولة الديمقراطية. مشيرًا إلى أنه تم الانتهاء من المرحلة الأولى وهي إعداد الدستور، موضحًا أن الشعب المصري فخور بمشروع دستوره الجديد الذي يؤسس للدولة الديمقراطية الوطنية الحديثة كما تمناها.
كما شرح لوفد البرلمان الأورومتوسطي ومسئولي الأممالمتحدة ما كفله مشروع القانون من حقوق وحريات غير مسبوقة، وما تضمنه من التزامات على الدولة لتحقيق العدالة الاجتماعية وتوفير الحياة الكريمة للمواطن.
وشدد أبو العينين على أن إرادة الشعب المصري ستنتصر على دعاة العنف والإرهاب الذين يسعون لإيقاف العملية الديمقراطية وتدمير الاقتصاد وإسقاط الدولة وهدم مؤسساتها الوطنية وكسر إرادة شعبها، مطالبًا المجتمع الدولي بمساندة مصر للتصدي لخطر الإرهاب الذي يهدد أمنها وأمن المنطقة والعالم، قائلا: إن الإسلام بريء من كل ممارسات التطرف والعنف والإرهاب والتي هي غريبة على طبيعة الشعب المصري المعروف عبر تاريخه الطويل بالتسامح والاعتدال والوسطية.
وأكد أبو العينين أن مصر أكبر دولة ضحت من أجل القضية الفلسطينية، وستستمر حكومة وشعبًا في الوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني حتى يبني دولته المستقلة على الضفة الغربية وقطاع غزة وعاصمتها القدسالشرقية. مطالبًا الأممالمتحدة بإلزام إسرائيل برفع الحصار الجائر وغير الإنساني على الشعب الفلسطيني في غزة وتمكينه من الحصول على كافة احتياجاته الأساسية، والتصدي للإجراءات الإسرائيلية أحادية الجانب في الضفة الغربية من خلال مواصلة الاستيطان والاعتداءات المستمرة على المسجد الأقصى، محذرًا العالم من أن عدم اتخاذ إجراءات حازمة لإيقاف هذه الممارسات سيضيع الفرصة الأخيرة الباقية لتحقيق السلام في الشرق الأوسط.