أمضت مدينة طرابلس بشمال لبنان ليلة من الاشتباكات العنيفة بين محاور القتال في جبل محسن (علوية) من جهة وباب التبانة (سنية) والمناطق المحيطة بها من جهة ثانية استخدمت فيها القذائف الصاروخية ومدفعية الهاون والانيرغا فضلا عن استخدام الاسلحة الرشاشة. وسمعت أصوات الاشتباكات في مناطق بعيدة عن محاور الاشتباكات وسقطت القذافئف في العديد من أحياء المدينة.
وحصدت الاشتباكات منذ يوم امس وحتى الان 6 قتلى و29 جريحا بينهم 8 عسكريين من الجيش اللبناني.
وردت وحدات الجيش اللبناني على مصادر النيران بشكل مكثف في محاولة لاسكاتها ومع ذلك استمر سماع دوي القذائف حتى صباح اليوم لتهدأ بعدها حدة الاشتباكات وتعود اعمال القنص لتطاول اي هدف متحرك لاسيما عند اوتوستراد طرابلس الدولي الذي لا يزال مقفلا نتيجة استهدافه.
وقد سجل ليل أمس حرب بيانات موقعة باسم جماعة مجهولة تدعى" أولياء الدم" في منطقة التبانة تعلن أن القتال لن يتوقف قبل ان يتم تسليم رئيس الحزب الديمقراطي علي عيد ونجله رفعت عيد.
وصدرت أيضا دعوة من اولياء الدم في طرابلس الى تنفيذ اعتصام في ساحة عبد الحميد كرامي اليوم للمطالبة بمحاكمة علي ورفعت عيد.
من جهتها ، ذكرت صحيفة "النهار" أن أوضاع طرابلس المتفجرة شغلت المسؤولين والسياسيين والمواطنين مع اشتعال محاورها بعنف دفع المراقبين إلى وصف الإشتباكات المتجددة بأنها الجولة 18 من القتال بين جبل محسن وباب التبانة.
وأشارت إلى تصاعد تحذيرات متبادلة من قادة المحاور وتهديد مسلحي جبل محسن بفرض حصار على طرابلس ومينائها بدءا من صباح غد الإثنين ردا على حصار مسلحي باب التبانة لمنطقة جبل محسن.
واعتبرت الصحيفة ان المعالجات لاتزال هشة والوضع خرج عن السيطرة بفعل العجز عن تنفيذ الإجراءات القضائية في قضية تفجيري المسجدين وكذلك عجز القيادات السياسية عن ضبط ردود فعل المتضررين من هذين التفجيرين ووقف أعمال إطلاق النار على أقدام سكان جبل محسن لدى التعرف على بعضهم في أنحاء طرابلس.
واعتبرت الصحيفة ان تحقيق الاستقرار السياسي والامني في لبنان بات يحتاج الى اكثر من تحرك محلي ومبادرة داخلية ويتطلب قراراً على مستوى الدول المعنية في اوضاع المنطقة انطلاقا من ان الأوضاع اللبنانية تؤثر وتتأثر الى حد كبير بما يجري في دول الجوار خصوصا العربية منها.
من ناحيتها، اتهمت صحيفة "المستقبل" من أسمتهم "شبيحة الأسد" في جبل محسن بتنفيذ التهديدات التي أطلقها "الحزب العربي الديموقراطي" بحق طرابلس ضاربا عرض الحائط بالخطة الأمنية ومستفيداً من جرعة دعم إضافية وفرها له حزب الله من خلال ارسال عناصر لوجستية تابعة ل"سرايا المقاومة" إلى جبل محسن.
وبدروها ذكرت صحيفة "الديار" ان قوى الجيش لم تتمكن من وقف الاشتباكات رغم كل المحاولات التي بذلتها فيما لم يعد لقوى الامن الداخلي اي أثر من الفاعلية داخل المدينة وكانت حواجزها عرضة لرصاص القنص الغزير والاسلحة الرشاشة الثقيلة بينما تمركزت قوى الجيش داخل عربات نقل الجنود المجنزرة كي لا تصاب باطلاق النار.
وأشارت إلى هروب العائلات من منازلها في طرابلس بحثا عن اي مكان آمن خارج المدينة، وقالت المحاور السنية إن عناصر من سرايا المقاومة تقاتل في جبل محسن ضدها بينما اتهمت المحاور العلوية القوى التكفيرية بالقتال الى جانب القوى السنية بالاضافة الى عناصر من الجيش السوري الحر التي لجأت الى شمال لبنان.
وحذرت الصحيفة بانه ما لم تحدث تسوية بشأن خروج العلويين من جبل محسن الى طرابلس فإن المعركة لن تنتهي وسيستمر نمط إطلاق القذائف الصاروخية والرشاشات الثقيلة والمدفعية اياما وأسابيع.
كما هدد مخيم البداوي بإطلاق صواريخ على جبل محسن بعد مقتل شاب فلسطيني برصاص القنص في رأسه اذا لم يتوقف القنص على البداوي.