عاجل.. النفط يهبط بأكثر من 6% بعد هجوم إيران على قاعدة أمريكية في قطر    تركيا تبرم اتفاقية مع الأونروا لاستضافة مكتب تمثيلي للوكالة بأنقرة    تشكيل باريس سان جيرمان الرسمي أمام سياتيل ساونديرز    أحمد مصطفى "بيبو" مديرًا فنيًا للجونة.. تعرف على مشواره التدريبي    سعر الدولار أمام الجنيه مساء الاثنين 23 يونيو 2025    مجلس الشيوخ يستعرض حصاد الفصل التشريعي الأول بحضور وزير التواصل السياسي    أزمة في ليفربول بسبب محمد صلاح    النيابة تكشف تفاصيل حريق نشب بسبب مشاجرة بين البائعين في حدائق القبة    تأجيل محاكمة 35 متهمًا في قضية "شبكة تمويل الإرهاب الإعلامي" إلى 26 يوليو    القوات المسلحة الإيرانية: لن ندع أي اعتداء على أراضينا دون رد    طائرتان تابعتان لسلاح الجو الألماني تقلان 190 مواطنًا من إسرائيل    وزير الخارجية الفرنسي يطالب بضرورة وقف الهجمات على إيران منعًا للتصعيد    "حقوق إنسان النواب" تطالب بتعزيز استقلالية المجلس القومي وتنفيذ توصيات المراجعة الدولية    رغم اعتدال الطقس.. شواطئ الإسكندرية تحتفظ بسحرها وتواصل جذب المصطافين    وزير الثقافة يختتم زيارته في سيناء بلقاء موسع مع شيوخ القبائل وأعضاء البرلمان    تامر عاشور يصل المغرب استعدادا لإحياء حفله بمهرجان موازين    صندوق النقد: مخاطر أوسع على النمو العالمي بعد الضربات الأمريكية لإيران    اعتراضا على رفع رسوم التقاضي.. وقفة احتجاجية لمحامي دمياط    الخميس 26 يونيو إجازة مدفوعة الأجر للعاملين بالقطاع الخاص    الداخلية: ضبط 5 قضايا مخدرات خلال حملات أمنية في أسوان ودمياط    الاتحاد الأوروبي يفرض عقوبات على 5 أشخاص مرتبطين ببشار الأسد    «الظهيران».. طرفان بلا أنياب في الأهلي    فيلم "المشروع X" يواصل التألق 117 مليون جنيه في 5 أسابيع    سامو زين يستعد لبطولة فيلم رومانسي جديد نهاية العام | خاص    وظائف شاغرة في الهيئة العامة للأبنية التعليمية    ليكيب: سان جيرمان يغلق الباب أمام رحيل باركولا رغم عروض بايرن وأرسنال وتشيلسي    رينار: حققنا هدفنا في الكأس الذهبية.. وهذا ما يفتقده المنتخب السعودي    حوار - جوزيه يتحدث عن غضبه من مدير الكرة بالأهلي وعروض الزمالك.. ورأيه في كأس العالم للأندية    نقيب المحامين يشارك في الوقفة الاحتجاجية لرفض زيادة الرسوم القضائية.. ويؤكد: ندافع عن حق دستوري يتعلق بالعدالة    انطلاق مؤتمر الوعي الوطني للشباب تزامنًا مع ذكرى 30 يونيو الإثنين المقبل    صعود جماعي لمؤشرات البورصة بمستهل جلسة اليوم    بعد نشر "أهل مصر".. محافظ المنوفية يوجه بصرف مساعدات مالية لفتاتين يتيمتين من ذوي الهمم    انتهاء رفع أنقاض "عقار شبرا المنهار".. ولا ضحايا حتى الآن | فيديو وصور    السيسي يُعلن تدشين مقر جديد للمكاتب الأممية الإقليمية بالعاصمة الجديدة    وزيرة البيئة تبحث مع محافظ الوادي الجديد فرص الاستثمار في المخلفات    البورصة تواصل الصعود بمنتصف تعاملات اليوم    وزير الثقافة يفتتح قصر ثقافة نخل بشمال سيناء لتعزيز الدور التنويرى    سامو زين يستعد لطرح ميني ألبوم جديد    مجمع البحوث الإسلامية في اليوم الدولي للأرامل: إنصافهن واجب ديني لا يحتمل التأجيل    ما هي سبب بداية العام الهجري بشهر المحرم؟.. المفتي السابق يجيب    محافظ الدقهلية يفاجئ مستشفى السنبلاوين ويبدي رضاه عن الأداء    عبدالغفار: مصر حريصة على ترسيخ شراكات أفريقية مستدامة في المجال الصحي    تناول هذه الأطعمة- تخلصك من الألم والالتهابات    في ذكرى رحيله.. عاطف الطيب مخرج الواقعية الذي وثق هموم البسطاء وصراع الإنسان مع السلطة    مي فاروق تحيي حفلا بدار الأوبرا مطلع يوليو المقبل    دعاء الحفظ وعدم النسيان لطلاب الثانوية العامة قبل الامتحان    وفاه شخص وإصابة آخرين إثر انفجار فى وحدة تكرير صينى بمصنع بنى قره للزيوت بالقوصية فى أسيوط    محافظ أسيوط يؤكد أهمية متابعة المحاصيل الزراعية وتقديم الدعم الفني للمزارعين    وزير التعليم العالي يضع حجر الأساس لمركز أورام الفيوم    المجموعة الخليجية بالأمم المتحدة تحذر من تداعيات استمرار التصعيد بالشرق الأوسط    الطائفة الإنجيلية بمصر تنعى شهداء «مار إلياس» بدمشق    علاج 1632 مواطنا بقافلة طبية بقرية بالشرقية.. مجانا    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الاثنين 23-6-2025 في محافظة قنا    الحبس والحرمان، عقوبة استخدام الطلبة اشتراك المترو بعد انتهاء العام الدراسي    حكم الشرع في غش الطلاب بالامتحانات.. الأزهر يجيب    شديد الحرارة والعظمى في القاهرة 35.. حالة الطقس اليوم    احتفاء رياضى باليوم الأوليمبى فى حضور وزير الرياضة ورئيس اللجنة الأولمبية    مندوب إيران بمجلس الأمن: أمريكا الوحيدة تاريخيا من استخدمت أسلحة نووية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



السعودية : مطالب بمحاكمة المغرد "محمد سلامة" بعد تطاوله على الله ورسوله
نشر في الفجر يوم 23 - 03 - 2012

تذمَّر عدد كبير من مستخدمي الشبكة الاجتماعية "تويتر" من بعض التغريدات التي قام بكتابتها شخص يُدعى "محمد سلامة"؛ حيث تناقل المستخدمون تغريدات مسيئة لله سبحانه وتعالى، وتغريدات أخرى مسيئة لجناب الرسول صلى الله عليه وسلم
"محمد سلامة"، الذي يعمل في إحدى شركات الألبان الشهيرة في السعودية، مشى على خطى حمزة كاشغري، وقد ذكرت الكاتبة السابقة بالشبكة الليبرالية وداد خالد أنه قام بحذف حسابه في "تويتر"، وذلك بعد أن شَعُرَ بالخوف من أن يتم اتخاذ إجراءات قانونية تجاهه، فيما أكدت لاحقاً أنه تم فصله من عمله في شركة الألبان بعد إساءاته.
وقد افترى "محمد سلامة" على جناب الرسول - صلى الله عليه وسلم - بقوله إن الانتحار شيء طبيعي؛ فالنبي - حسب قوله - حاول الانتحار بعد جفاف الوحي! زاعماً أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يشك في القرآن الكريم.
وواصل "محمد سلامة" تهكمه على الخالق - سبحانه وتعالى - بقوله: "إذا كان الله يمهل ولا يهمل فلماذا أهمل إسرائيل ولم يمهل القذافي؟"، وفي مطلع رده على أحدهم قال: "سنسعد بالربا والخمور وممارسة السحر في الجنة.. لأنها حُرِمت علينا في الدنيا.. إنها البشارة.. إنها البشارة".
ولم يكتفِ "محمد سلامة" بهذا القدر من التهكم والإساءة؛ حيث أجاب عن أحدهم في تويتر عند سؤاله عن مذهبه قائلاً: "لا تتعب نفسك.. لا علاقة لي بأي مذهب.. والبخاري مثله مثل الكافي بالنسبة لي"! كما قام "محمد سلامة" بنشر مقطع فيديو على اليوتيوب "يستهتر" فيه بالمشايخ وطرق الدعوة المتَّخذَة للإسلام.
"سبق" بدورها حاولت الوصول إلى حسابه في تويتر للتأكد مما نُسب إليه، إلا أنه أغلق حسابه أو حذفه؛ حيث أفادت الرسالة بأن الحساب غير موجود، إلا أن بعض المستخدمين رصدوا تجاوزاته ووثقوها بالصور وفي مقاطع فيديو تم تداولها.
وفتح مستخدمو تويتر "هاش تاق" خاص بالمدعو محمد سلامة والمطالبة بإيقافه ومحاكمته على كلامه في تغريدات قام بنشرها عبر حسابه في تويتر قبل أن يتم إغلاقه.
الشيخ الشايع : نعتذر إلى الله مما تطاول به المجرمون من ألفاظ الإلحاد
أكد الشيخ خالد بن عبدالرحمن بن حمد الشايع، الأمين العام المساعد لهيئة نصرة الرسول على البراءة التَّامة المطلقة مما صدر عن بعض المجرمين المبطلين من بني جلدتنا، من ألفاظ الإلحاد وعبارات الزندقة التي تحدثوا بها عن الله ربِّ العالمين، وكذلك عن رسوله الكريم محمد عليه الصلاة والسلام، وتكذيبه، والاستهزاء به.
وقال الشايع : "الاعتراض على السنة والتشكيك فيها وسوء الأدب مع صاحبها عليه أفضل الصلاة وأتم السلام تكرر من هؤلاء المبطلين في منتديات ومجلات وصحف، لا أقول في بلاد أو صحف يهودية أو نصرانية أو غيرها، كلا، بل صحف وأشخاص يجاورون الحرمين الشريفين! وعندي وبيدي تحديد تلك الصحف بأسمائها وأرقام أعدادها وصفحاتها. وقد رَدَدْتُ أنا وإخواني طلبة العلم ومشايخنا عليهم، فنشرت تلك الصحف بعضاً ومنعت الأكثر".
وقال الشيخ الشايع في رسالة خص بها "سبق" : الحامل على تحرير هذه الأسطر الاعتذار إلى الله سبحانه، والبراءة التَّامة المطلقة مما صدر عن بعض المجرمين المبطلين من بني جلدتنا، من ألفاظ الإلحاد وعبارات الزندقة التي تحدثوا بها عن الله ربِّ العالمين. وكذلك عن رسوله الكريم محمد عليه الصلاة والسلام وتكذيبه والاستهزاء به.
فيا رَبِّ لا تؤاخذنا بذنوبنا وتقصيرنا، ولا بما فعله السفهاء منها، وأقول كما قال نبيك الكليم موسى عليه السلام: (أَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ السُّفَهَاءُ مِنَّا إِنْ هِيَ إِلا فِتْنَتُكَ تُضِلُّ بِهَا مَنْ تَشَاءُ وَتَهْدِي مَنْ تَشَاءُ أَنْتَ وَلِيُّنَا فَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا وَأَنْتَ خَيْرُ الْغَافِرِينَ).
فما الأمرُ يا ربِّ إلا أمرُك، وما الحكمُ إلا لك، فما شئتَ كان، تُضِلُّ من تشاء، وتهدي من تشاء، لا هادي لمن أضللت، ولا مُضِل لمن هَدَيت، ولا مُعطِي لما مَنَعت، ولا مانع لما أعطيت، فالملك كلُّه لك، والحكم كله لك، لك الخلق والأمر، لا إله إلا أنت، فداءُ أمرك وشرعك وقدسك أرواحنا جميعاً وكلُّ ما وهبتنا وتفضلت به علينا، فنحن لك، وإليك راجعون، لكَ العُتبى يا ربِّ حتى ترضى، ولا حول ولا قوة إلا بك.
ثم عملاً بقول الحقِّ جلَّ شأنه: (وَكَذَلِكَ نُفَصِّلُ الْآَيَاتِ وَلِتَسْتَبِينَ سَبِيلُ الْمُجْرِمِينَ) [الأنعام/55] حتى يُدمغوا ويُكبتوا، ولأجل الحذر من طرقهم وشبههم، فهذا أيضاً توضيحٌ لبعض أقوالهم البغيضة:
فقد تسامع الناس اليوم بخبر نبتةٍ خبيثةٍ، من زرع الإلحاد والفجور والضلال، زين لها الشيطان مسالك الضلال، وحسَّن لها رذائل الإلحاد، وأزَّها نحوها أزَّاً، فلم تزل هذه النبتة الخبيثة تراوغ في إظهار ضلالها، خشيةَ الناس وغضبتهم؛ عندما يغار المؤمنون لله ولدينه ولرسوله عليه الصلاة والسلام.
ويزداد النكير من جهة أنَّ هذه الهجمة الإلحادية في الكتابة والطرح قد حاول المجرمون بثها انطلاقاً من المملكة العربية السعودية، دولة التوحيد وراعية الحرمين الشريفين، التي دستورها القرآن والسنة، وما قام كيانها إلا على تعظيم الله وإجلال شرعه. وعلى هذا تتابع ملوكها بدءاً من الملك الموحد عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل، وأبناؤه الملوك من بعده رحمهم الله جميعاً، وحتى هذا العهد للملك عبدالله بن عبدالعزيز أيده الله وأعزَّه.
ويأبى الله والمؤمنون أئمتهم وعامتهم أن يجد المجرمون موطئ قدم أو مغرس بذر لإلحادهم وضلالهم في هذه المملكة العربية السعودية.
وكان من جملة ما لبَّست به تلك الطُّغمة المجرمة على الأمة:
تشكيكهم في السُّنة النبوية والاستهزاء بها، بأساليب وأطروحات متنوعة، حتى آل بهم الأمر إلى الحال التي وصفها المصطفى صلى الله عليه وسلم محذراً، كما روى أبو رافع رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "لا أُلْفِيَنَّ أَحَدَكُمْ مُتَّكِئًا عَلَى أَرِيكَتِهِ، يَأْتِيهِ الأَمْرُ مِنْ أَمْرِي مِمَّا أَمَرْتُ بِهِ أو نَهَيْتُ عَنْهُ، فَيَقُولُ: لا نَدْرِي! مَا وَجَدْنَا فِي كِتَابِ اللَّهِ اتَّبَعْنَاهُ". رواه أحمد وأبوداود والترمذي وابن ماجة وصححه الألباني.
وكما أخبر المعصوم عليه الصلاة والسلام فيما رواه عنه المقدام بن معدي كرب رضي الله عنه قال: "أَلا إِنِّي أُوتِيتُ الْكِتَابَ وَمِثْلَهُ مَعَهُ، أَلا يُوشِكُ رَجُلٌ شَبْعَانُ عَلَى أَرِيكَتِهِ يَقُولُ: عَلَيْكُمْ بِهَذَا الْقُرْآنِ! فَمَا وَجَدْتُمْ فِيهِ مِنْ حَلالٍ فَأَحِلُّوهُ وَمَا وَجَدْتُمْ فِيهِ مِنْ حَرَامٍ فَحَرِّمُوهُ" رواه أبوداود وغيره، وصححه الألباني.
والاعتراض على السنة والتشكيك فيها وسوء الأدب مع صاحبها عليه أفضل الصلاة وأتم السلام تكرر من هؤلاء المبطلين في منتديات ومجلات وصحف، لا أقول في بلاد أو صحف يهودية أو نصرانية أو غيرها، كلا، بل صحف وأشخاص يجاورون الحرمين الشريفين!. وعندي وبيدي تحديد تلك الصحف بأسمائها وأرقام أعدادها وصفحاتها.
وقد رَدَدْتُ أنا وإخواني طلبة العلم ومشايخنا عليهم، فنشرت تلك الصحف بعضاً ومنعت الأكثر!.
ومما سلكه المبطلون في إجرامهم وأذيتهم لله ولرسوله: استغلال بعض وسائل الإعلام التقليدية ووسائط الإعلام الحديثة، إضافة لاستخدام الروايات والقصص لينطقوا فيها بالضلال والإلحاد وسوء الأدب مع الله جل شأنه وتقدَّست أسماؤه، فإذا صاح بهم المؤمنون منكرين ومشنعين، قالوا: هذا ليس منَّا! ولكنه من شخصيات الرواية والقصة، زعموا!.
ولما زاد أمنُ أولئك المجرمين من أَخذةٍ قاصمةٍ أو عقوبة عاجلة صرَّحوا بضلالهم وإلحادهم؛ فأخرجوا للناس ما تخفيه صدورهم، عبر صفحات شبكة المعلومات في الإنترنت تويتر وغيره، وعبر تجمعات في مقاهٍ ومنتديات لا تبعد عن بيت الله الحرام إلا مسافة قصيرة. فصرحوا وكتبوا العبارات الشنيعة، التي فيها الجرأة على الله، ووصفه سبحانه بأوصافٍ كفرية إلحادية، ما قالها فرعون ولا كفار قريش، وهذا مدونٌ عنهم في محاضرات مسجلة وكتابات موثقة عبر صفحاتهم في الإنترنت وغيره.
فكانت بذرة الضلال منذ سنين أن كتب مقدَّمهم مذؤوماً مدحوراً: (الله [تعالى وتقدَّس] والشيطان وجهان لعملة واحدة).
وما زال المؤمنون ينكرون هذا القول، وما زال صاحبه يرفع عقيرته: أنتم فهمتم غير ما أقصد! ولو كان معظماً لله ولكتابه لصرَّح بلا امتراء ولا تردد بالبراءة من أيِّ قولٍ يُحاد به الله ورسوله. ولكنه زاد الأمر ضِغثاً على إِبالة فلم تزل أطروحاته وتغريداته مما ينكره أهل الإيمان، كما سأنقل بعد أسطر.
فجاء على خطاه في أيامنا هذه قول أحد منظريهم في كينوناته الآثمة: (لم يعد ممكناً استمرار ذلك التصور عن الله. لا بد مراجعته. نقده. الشك به. تصور جديد. يلائم وعينا الإنساني الجديد. هذا يبقى الله في حياتنا).
وقوله: (تصورنا عن الله نشأ في القرن الأول مرتكزاً على نموذج السوبر ملك. سوبر في قدرته وعلمه. و"سوبر" في عقده وخوفه. لذلك يغضب لا كالملوك بل كطفل حانق).
وقوله: (نحن بحاجة لله. لا شك. ولكن بحاجة لصياغة علاقة جديدة معه. وهذا لا يأتي إلا بالتشكيك به. فإذا تحب الله وتريد استمراره في حياتنا فشكك فيه).
وقوله: (..... حتى الله لا نؤمن به ما لم ينسجم مع أخلاقنا).
وأقول بقول الله تعالى : (كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ إِنْ يَقُولُونَ إِلا كَذِبًا) [الكهف/5]
وقد خطط هؤلاء المجرمون لاستمرار سلالة الضلال فأوحى الشيطان لهم استقطاب حدثاء الأسنان، ومكروا بهم الليلَ والنهار، فأظهر أحدُهم تطاولَه على الله سبحانه وتكذيبَه لرسوله محمد عليه الصلاة والسلام، فكتب: (إن قدرة الله على البقاء ستكون محدودة لولا وجود الحمقى). وقوله: (ولو افترضنا وجود الله فإنه سيجعلكم في عينه على الدوام ما دمتم جيدين). إلى غير ذلك مما اشتهر عند الناس شأنه.
ولما هيأ الله النكير على هذا الأخير في قلوب العباد وعلى ألسنتهم وما سبقه من نكير العلماء ووازع السلطان تواصى أصحاب نادي المنكر إلى الدفاع عن قرينهم وتهوين جرمه ومحاولة إخفائه في أقاصي الأرض.
وفي مثل هؤلاء قال ربنا جلَّ وعلا: (وَاللَّهُ وَرَسُولُهُ أَحَقُّ أَنْ يُرْضُوهُ إِنْ كَانُوا مُؤْمِنِينَ) [التوبة/62].
وعندما استمرأ هؤلاء المجرمون تأخر العقوبة على جرأتهم في التطاول على الله تعالى وعلى كتابه ورسوله عليه الصلاة والسلام كتب أحد كبرائهم في الجرم والإثم: (ما بال إلهكم عاجز؟ لا يحسن الدفاع عن نفسه)!.
والجواب له ولأمثاله: (إِنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ لِيَزْدَادُوا إِثْمًا وَلَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ) [آل عمران/178].
وهؤلاء المجرمون شابهوا أسلافهم في مُحادة الله واستعجال عذابه كما أخبر الله عنهم: (وَقَالُوا رَبَّنَا عَجِّلْ لَنَا قِطَّنَا قَبْلَ يَوْمِ الْحِسَابِ) [ص/16].
ولا تزال صفحات الإنترنت وأوراق عدد من الكتب والصحف مأزومةً من أطروحات بقية الطغمة المجرمة، وما أوردته ما هو إلا نموذج على عظيم جُرمِهم، حسيبهم الله على قولهم الإفك: (تَكَادُ السَّمَوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَتَنْشَقُّ الأَرْضُ وَتَخِرُّ الْجِبَالُ هَدًّا) [مريم/90].
وبعد الاعتذار إلى الله جلَّ شأنه وتقدَّست أسماؤه، والبراءة من أقوال الإلحاد، وبعد بيان طرف من مكرهم وبغيهم، يجدر وضع المعالم المهمة في التَّوَقِّي من هذه المسالك الخاطئة وكيفية التعامل معها:
فأولاً: يجب أن يحمي المسلم نفسه من الزيغ وأن يسأل الله الثبات:
وقد جاء تأكيد هذا المبدأ في مواضع عديدة من القرآن والسنة، كما قال الله سبحانه: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إذا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ) [الأنفال/24].
وأخبر جلَّ وعلا أنَّ أفاضل عباده لهم دعاءٌ عظيم الشأن: (وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آَمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلا أُولُو الأَلْبَابِ () رَبَّنَا لا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ) [آل عمران/7، 8].
وتوعد الله جل شأنه أولئك المجترئين المتطاولين على شرعه وحُكمه، أو على جناب رسوله محمد عليه الصلاة والسلام فقال عزَّ وجلَّ: (لا تَجْعَلُوا دُعَاءَ الرَّسُولِ بَيْنَكُمْ كَدُعَاءِ بَعْضِكُمْ بَعْضًا قَدْ يَعْلَمُ اللَّهُ الَّذِينَ يَتَسَلَّلُونَ مِنْكُمْ لِوَاذًا فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أو يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ) [النور/63].
قال الإمام أحمد رحمه الله: أتدري ما الفتنة؟ الفتنة الشرك، لعله إذا ردَّ بعضَ قوله - أي قول النبي صلى الله عليه وسلم - أن يقع في قلبه شيء من الزَّيغ فيهلك.
ويؤيده قول الحق سبحانه: (فَلَمَّا زَاغُوا أَزَاغَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ) [الصف/5] وكما قال سبحانه: (وَنُقَلِّبُ أَفْئِدَتَهُمْ وَأَبْصَارَهُمْ كَمَا لَمْ يُؤْمِنُوا بِهِ أول مَرَّةٍ وَنَذَرُهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ) [الأنعام/110].
ولا يمتري أيُّ مؤمنٍ طرفة عينٍ أنَّ أذيَّة الرسول صلى الله عليه وسلم الذي إحسانُه إلى الخلق فوق كلِّ إحسان بعد إحسان الله، أنَّ إيذاءَه عليه الصلاة والسلام غاية الوقاحة والجراءة والزيغ عن الصراط المستقيم، الذي قد علِمُوه وتركوه.
وكان من هدي المصطفى صلى الله عليه وسلم ما أخبرت عنه أمُّ المؤمنين أمُّ سلمة رضي الله عنها قالت: "كان أكثر دعائه عليه الصلاة والسلام: يا مُقَلِّب القلوب ثبت قلبي على دينك. فقيل له في ذلك؟. فقال: " إِنَّهُ لَيْسَ آدَمِيٌّ إِلا وَقَلْبُهُ بَيْنَ أُصْبُعَيْنِ مِنْ أَصَابِعِ اللَّهِ، فَمَنْ شَاءَ أَقَامَ، وَمَنْ شَاءَ أَزَاغَ" رواه الترمذي وغيره وصححه الألباني.
فالواجب على أهل الإيمان جميعاً الأخذُ بهذه الأوامر الربانية والتوجيهات النبوية، وبخاصة فئة الشباب من الجنسين، وكذلك إخواننا وأخواتنا المنتسبين للثقافة أو لشيء من المجالات الإعلامية. فلي تواصلٌ مع عدد منهم، وقد وجدت فيهم النبل والفضل وحبَّ الخير، والمأمول أن يكونوا من المدافعين عن القرآن الكريم وعن السنة النبوية، فذلك فضل وشرف يوفق الله إليه من أحب من عباده.
ثانياً: يتعين ترسيخ تعظيم الله جل وعلا وتعظيم شرعه ورسوله وهديه:
فما مِنْ مُؤمنٍ ولا مُؤمنةٍ إلا وقد أيقنوا أن لا معبود يستحق الألوهية على الخلق إلا الله الذي له الخلق والأمر، فخلع المؤمنون الأنداد والآلهة، وأفردوا لله العبادة.
فالله سبحانه له الملكُ كلُّه، وله الحمدُ كلُّه، وإليه يُرجع الأمرُ كلُّه، لا معقِّب لحكمه، وليس له وزير ولا نصير ولا شريك ولا مشير، تعالى وتقدَّس: (مَا مِنْ دَابَّةٍ إِلا هُوَ آخِذٌ بِنَاصِيَتِهَا) [هود: 56]، أي: مُتصرفٌ فيها. وهو سبحانه: (يُجِيرُ وَلا يُجَارُ عَلَيْهِ) فهو السَّيِّد العظيمُ الذي لا أعظم منه، والذي له الخلق والأمر، ولا مُعَقِّب لحُكمه، الذي لا يُمَانَع ولا يُخَالَف، فما شاء كان، وما لم يشأ لم يكن: (لا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ) [الأنبياء: 23]: لا يُسأل عما يفعل؛ لِعَظَمَتِهِ وكِبرِيَائِه، وقَهْرِه وغَلَبَتِه، وعِزَّتِه وحِكْمَتِه، والخَلْقُ كلُّهم يُسألون عن أعمالهم، كما قال تعالى: (فَوَرَبِّكَ لَنَسْأَلَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ) [الحجر: 92، 93].
ولذلك خضعت له جلَّ وعلا كُلُّ الخلائق والعوالم وأذعنت:
(سُبْحَانَهُ بَلْ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ كُلٌّ لَهُ قَانِتُونَ () بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَإِذَا قَضَى أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ) [البقرة/116، 117].
(وَلَهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ كُلٌّ لَهُ قَانِتُونَ) [الروم/26].
(وَلَهُ أَسْلَمَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ طَوْعًا وَكَرْهًا وَإِلَيْهِ يُرْجَعُونَ) [آل عمران/83].
(وَلِلَّهِ يَسْجُدُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ طَوْعًا وَكَرْهًا وَظِلالُهُمْ بِالْغُدُوِّ وَالآَصَالِ) [الرعد/15].
فالواجب أن يربَّى الناس جميعاً على منهج التعظيم لله والانقياد لشرعه، وأن يُضمَّن ذلك في مسالك التربية ومناهج التعليم ووسائل الإعلام، وفي غُدُونا ورَوَاحنا، وفي كُلِّ شؤوننا. ومن الحسن جداً أن يتم إعداد حملات تربوية وإعلامية ودعوية موضوعها: تعظيم الله جلَّ وعلا.
وقد أنكر الله على عامة المكلَّفين تركهم هذا الواجب العظيم، فقال تعالى وتقدَّس: (مَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ) [الحج/74] وقال سبحانه: (لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ وَتُسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلاً) [الفتح/9]. وقال جلَّ شأنه على لسان نبيه نوح عليه السلام: (مَا لَكُمْ لا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقَارًا) [نوح/13].
ثالثاً: وجوب الحذر من التعرض للشبهات والقراءة فيها دون تحصن:
فعند التتبع لأحوال من تنكَّبوا الصِّراط المستقيم وآل بهم الأمر إلى الضَّلال والإلحاد، وُجد أنهم سمحوا في البداية لتلك الشبهات أن تلوث فِطَرَهم، وبخاصة من خلال ما استجدَّ في زماننا من الكتب المترجمة أو المقالات الفلسفية أو كتابات لأشخاص مغموزين بتشربهم وانتسابهم لتيارات ضالة ومنحرفة.
وقد ثبت عن النبيِّ صلَّى الله عليه وسلم أنه قال: "فَمَنْ اتَّقَى الشُّبُهَاتِ اسْتَبْرَأَ لِدِينِهِ وَعِرْضِهِ" رواه الشيخان من حديث العرباض بن سارية رضي الله عنه.
رابعاً: من ألحد وتزندق فلا يضر إلا نفسه:
أخبر الله سبحانه أنَّ من ضلَّ وأعرض فإنه لا يضرُّ الله شيئاً، وإنما يهلك نفسه. وتوعدهم الله بالنَّكال، كما سلَّى الله قلوب المؤمنين وطمأنهم كلما أظهر الشيطان هؤلاء المجرمين.
يقول الله تعالى: (وَلا يَحْزُنْكَ الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الْكُفْرِ إِنَّهُمْ لَنْ يَضُرُّوا اللَّهَ شَيْئًا يُرِيدُ اللَّهُ أَلا يَجْعَلَ لَهُمْ حَظًّا فِي الآَخِرَةِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ () إِنَّ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الْكُفْرَ بِالإِيمَانِ لَنْ يَضُرُّوا اللَّهَ شَيْئًا وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ () وَلا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ خَيْرٌ لأَنْفُسِهِمْ إِنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ لِيَزْدَادُوا إِثْمًا وَلَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ) [آل عمران/176-179].
وقال الله عزَّ وجل: (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَشَاقُّوا الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْهُدَى لَنْ يَضُرُّوا اللَّهَ شَيْئًا وَسَيُحْبِطُ أَعْمَالَهُمْ) [محمد/32].
وقال الله جلَّ شأنه: (إِنَّ الَّذِينَ يُحَادُّونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ كُبِتُوا كَمَا كُبِتَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَقَدْ أَنْزَلْنَا آَيَاتٍ بَيِّنَاتٍ وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ مُهِينٌ) [المجادلة/5].
وقال سبحانه: (إِنَّ الَّذِينَ يُحَادُّونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ فِي الأَذَلِّينَ) [المجادلة/20].
خامساً: ما يجب على ولاة الأمر من الغيرة لله ولرسوله عليه الصلاة والسلام:
ولا ريب أنَّ على ولاة الأمر واجباً عظيماً في كفِّ هذا الأذى عن الله وعن رسوله عليه الصلاة والسلام والانتصار لشرعه، لا لحاجة الله، ولكنه مقتضى التكليف.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.