السياحة الفلسطينية: الاحتلال دمر خلال عدوانه على غزة 264 موقعا أثريا و4992 منشأة سياحية    كوريا الشمالية تعرض تقدما في بناء غواصة نووية وكيم يدين جهود الجنوب للحصول على التقنية    مدير وكالة الطاقة الذرية: لا علامات على استعداد الدول الكبرى لإجراء تجارب نووية    حدث الآن، غلق الطريق الصحراوي بالإسكندرية من البوابات بسبب شبورة تعوق الرؤية    بدون مفاجآت، ترتيب مجموعات كأس أمم إفريقيا 2025 بعد الجولة الأولى    كان على وشك الزواج.. حبس ربة منزل لقتلها طليقها بشبرا الخيمة    تطعيم الجديري المائي بمراكز «فاكسيرا» في القاهرة والمحافظات    الكرملين: المفاوضات حول أوكرانيا ينبغي أن تجري خلف أبواب مغلقة    الدفاعات الجوية الروسية تدمر 29 مسيرة أوكرانية خلال 3 ساعات    الكويت تدين الهجوم المسلح الذي استهدف أفراداً من الشرطة الباكستانية    إعلام فلسطيني: قوات الاحتلال تطلق النار على مناطق بخان يونس ومدينة غزة    سقوط نواب بارزين وصعود وجوه جديدة.. أطول ماراثون برلماني يقترب من خط النهاية    مع اقتراب رأس السنة.. «الوكالة» تخطف الأضواء وركود بمحلات وسط البلد    60 دقيقة متوسط تأخيرات القطارات بمحافظات الصعيد.. الخميس 25 ديسمبر 2025    وزير الثقافة يلتقي محافظ الأقصر لبحث تكثيف التعاون    بطولة أحمد رمزي.. تفاصيل مسلسل «فخر الدلتا» المقرر عرضه في رمضان 2026    بعد غياب أكثر من 4 سنوات.. ماجدة زكي تعود للدراما ب «رأس الأفعى»    بعد 159 عامًا في قصر العيني.. «البرلمان» ينقل جلساته للعاصمة الجديدة    ضربة قوية لداعش.. القبض على طه الزعبي وعناصر تابعين له بريف دمشق    إصابة 4 أشخاص في حادث تصادم سيارة ملاكي وربع نقل بقنا    عاجل- طقس الخميس، الهيئة العامة للأرصاد الجوية: ظاهرتان تؤثران على طقس الخميس في جميع أنحاء مصر    براءة المدعي عليه لانتفاء أركان الجريمة.. حيثيات رفض دعوى عفاف شعيب ضد محمد سامي    بعد تصريح مدبولي: "لا أعباء جديدة حتى نهاية برنامج صندوق النقد الدولي".. كيف طمأنت الحكومة المواطنين؟    اليوم، البنك المركزي يحدد أسعار الفائدة الجديدة    كارم محمود: لم أجد صحفيا مهنيا تورط يوما في انتهاكات أثناء تغطية العزاءات    الجيش الإسرائيلي يعلن اغتيال عنصر من «حزب الله» في جنوب لبنان    اليوم.. أولى جلسات محاكمة المتهمين في قضية السباح يوسف    أخبار × 24 ساعة.. رئيس الوزراء: انتهاء برنامج مصر مع صندوق النقد الدولي بعد عام    التعليم وتغير قيم الإنجاب لدى المرأة.. رسالة دكتوراه بآداب السويس    قفزة تاريخية في أسعار الذهب بمصر اليوم الخميس 25 ديسمبر 2025    بالأسماء، أحكام الإدارية العليا في 49 طعنا على نتائج ال 30 دائرة الملغاة بانتخابات النواب    ترتيب أمم إفريقيا - رباعي عربي في الصدارة عقب الجولة الأولى    خبير مروري لتليفزيون اليوم السابع: تغليظ عقوبات المرور يعالج سلوكيات خطرة    محافظ الدقهلية يتفقد موقع انفجار أنبوبة بوتاجاز بعقار المنصورة    لم تحدث منذ 70 عاما، محمد علي خير يكشف "قنبلة مدبولي" للمصريين في 2026    الكاميرون تفتتح مشوارها الإفريقي بانتصار صعب على الجابون    دوري أبطال آسيا 2.. عماد النحاس يسقط بخماسية رفقه الزوراء أمام النصر بمشاركة رونالدو    كأس الأمم الأفريقية 2025.. الكاميرون تهزم الجابون بهدف "إيونج"    صاحب فيديو صناديق الاقتراع المفتوحة بعد خسارته: لم أستغل التريند وسأكرر التجربة    العالمي فيديريكو مارتيلو: الموسيقى توحد الشعوب ومصر وطني الثاني    صفاء أبو السعود: 22 دولة شاركت في حملة مانحي الأمل ومصر تلعب دور عظيم    سكرتير بني سويف يتابع أعمال تطوير مسجد السيدة حورية للحفاظ على هويته التاريخية    تحت عنوان: ديسمبر الحزين 2025.. الوسط الفني يتشح بسواد الفقدان    ما حكم حشو الأسنان بالذهب؟.. الإفتاء توضح    موعد مباريات اليوم الخميس 25 ديسمبر 2025| إنفوجراف    بطريرك الكاثوليك في عظة عيد الميلاد: العائلة مكان اللقاء بالله وبداية السلام الحقيقي    سلطة محكمة النقض في نقض الحكم من تلقاء نفسها لمصلحة المتهم في رسالة دكتوراة    محافظ القليوبية: توريد الأجهزة الطبية لمستشفى طوخ المركزي تمهيدا للتشغيل التجريبى    محافظ الدقهلية ورئيس جامعة المنصورة يتفقدان أعمال التطوير بمكتبة مصر العامة    يلا شوت بث مباشر.. مشاهدة الكاميرون × الجابون Twitter بث مباشر دون "تشفير أو اشتراك" | كأس الأمم الإفريقية    وسرحوهن سراحا جميلا.. صور مضيئة للتعامل مع النساء في ضوء الإسلام    بحضور مستشار رئيس الجمهورية للصحة، الاحتفال باليوم السنوي الأول قسم الباطنة العامة بكلية الطب    موعد الامتحان الإلكتروني للمتقدمين لشغل 964 وظيفة معلم مساعد حاسب آلي بالأزهر    صحة الفيوم تطلق مبادرة "صوت المريض" لدعم مرضى الكلى    محافظ البحيرة تتفقد القافلة الطبية المجانية بقرية الجنبيهي بحوش عيسى    حسام بدراوي يهاجم إماما في المسجد بسبب معلومات مغلوطة عن الحمل    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الأربعاء 24-12-2025 في محافظة الأقصر    فاضل 56 يومًا.. أول أيام شهر رمضان 1447 هجريًا يوافق 19 فبراير 2026 ميلاديًا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



محمد عبد الحافظ: إنّْ لم يؤمن الإخوان بالفن فلن يستمروا
نشر في الفجر يوم 22 - 03 - 2012

كثيرًا ما جسد أدوار الولد الشقي، واعتمد على موهبته ودراسته الأكاديمية بعيدًا عن والده المخرج، إسماعيل عبد الحافظ، إلا أنه اعترف في هذا الحوار الخاص أنه صاحب اكتشافه، وأن على يديه كانت أول بطولة مطلقة له في مسلسل "أهالينا".
إنه الفنان الشاب محمد عبد الحافظ الذي أجرينا معه هذا الحوار ليتحدث عن دوره في مسلسل "ابن ليل"، كما تحدث عن والده باعتباره أحد أكبر مخرجي الدراما المصرية، كما تطرق إلى جانب من السياسة والتي فرضت نفسها - ولا تزال تفرضها - على الساحة الفنية في مصر بعد ثورة 25 يناير.
حدثنا عن دورك في "ابن ليل"؟
أجسد شخصية ربيع ابن العمدة، وهي شخصية غشيمة ومتطلعة للسلطة، ودائمًا يقلل من شأن أبيه، ومن وضعه في كل شيء يقوم به حتى يظهر أنه فاهم وواعي، ودائمًا يقول له: انتظر أنت لا تفهم ما يريده الناس.
ويتزوج ربيع من ابنة عمه بطريقة تقليدية ليس فيها قصة حب للحفاظ على المال والأرض ضمن العائلة، فهو شخصية متعجرفة جدًّا وطائش ومغرور، ويعيش حالة من النرجسية، ولأن كل شيء متحقق له فلا يرى أي شخص غير نفسه، أي أحد يعطي له أمر ولا ينفذه من الممكن أن يتعرض له بالضرب أو بالحبس أو أي شيء، ويرى أن الكون كله لا بد وأن يمشي على هواه ومزاجه من سلطة البلد وأبيه وأخيه.
بعيدًا عن دورك ب"ابن ليل" أنت ابن أحد المخرج إسماعيل عبد الحافظ، هل دخلت المجال الفني بالهواية باعتبار أنك منذ صغرك ترى الوالد أم بالدراسة الأكاديمية؟
أولاً منذ الصغر كنت أهوى تقليد الممثلين، لأنني كنت أراهم مع والدي بالبيت، وكنت أذهب مع والدي إلى الاستوديوهات، وبعد تخرجي في الثانوية العامة قررت دخول فنون مسرحية قسم تمثيل وإخراج، وكانت مصادفة أنني تقدمت إلى معهد السينما، ومعهد الفنون المسرحية، ونجحت فيهما، وكان عليَّ الاختيار بينهما، وقررت أن أدخل الفنون المسرحية قسم التمثيل والإخراج، فأنا اكتشاف الوالد، وأول بطولة كانت على يده في مسلسل "أهالينا".
الوالد دائمًا ما يعشق الجو الصعيد في أعماله، فما سر ذلك؟
لأنه تربى في مثل هذه البيئة وعاش حياة كاملة بها، ولأنه صعد من القاع إلى القمة، فهو شخصية بحاجة إلى سيرة ذاتية، لأنه نموذج يقتضى به حتى على المستوى الشخصي، وعندما نعرف أنه تربى في قرية وكان يذهب للسينما كل أسبوع ويعود، وهو بطبعه دقيقًا جدًا ومرتب فكل شيء يفعله بالورقة والقلم، وكان يرجع ويكتب القصة كمخرج ويدون ملاحظاته عليها، وكان ذلك برفقة صديق عمره الكاتب الراحل أسامة أنور عكاشة، وكانا لا يفارقان بعضهما في المدرسة أو الكلية أو أي شيء، فمن صغره ونشأته بالقرية أثرت فيه، وهو أثر فيها عندما أخرجها فنيًّا.
باعتبارك ابن إسماعيل عبد الحافظ ما هي أهم الصفات التي تراها في الوالد؟
أي سؤال أجد عنده إجابته، فهو عبقري ومثقف جدًّا، ويفهم جيدًا كل تفاصيل عمله، ولو أي شيء متذبذب فيها أو متردد تسأله وتأخذ الإجابة بكل سهولة، فالخبرة هنا تلعب دورًا كبيرًا.
ماذا تعلمت من إسماعيل عبد الحافظ؟
المذاكرة، والورقة والقلم، وتدوين كل شيء أريد عمله.
وفي الإخراج؟
أحبه جدًّا، وأمنيتي أن أمارسه، ولكن لم يأت وقته بعد، ومن الممكن في يوم من الأيام أُخرج عملًا لأنني بالطبع درست إخراج كما ذكرت إلى جانب التمثيل.
ألم يعطك الوالد فرصة حتى يدربك على الإخراج؟
لا، لأن هوايتي الرئيسية التمثيل، ولكن من الممكن بعد فترة الدخول في تجربة إخراج وذلك بعد الوصول لدرجة معينة من النجاح في مجال التمثيل، وقتها يمكن التفكير في الدخول في تجربة إخراجية من باب التجربة.
الراحل أسامة أنور عكاشة، كان توأم روح إسماعيل عبد الحافظ، والوالد أكد لي في حوار سابق أن الحياة لا تتوقف وهذا قضاء الله، فما تعليقك؟
بالطبع، كانا ثنائيًا متميزًا، والجمهور العربي كان المستفيد، لأنك ترى وتسمع أحلى ورق ككتابة، وأحلى إخراج، فالعنصران مكتملان بشكل غير عادي، وهذا لا يمنع من التعاون مع المؤلفين الجدد الذين يمتازون بكتابة نص ممتاز، كما أن هناك عددًا من المخرجين الجدد ما بين ثلاثة إلى أربع لهم مستقبل رائع وكبير، لأنهم نفذوا أعمالاً ونجحت، وهذا بمثابة علامة مميزة لهم عند الجمهور.
من خلال مسلسل "أكتوبر الآخر" لإسماعيل عبد الحافظ، رأى أن هناك ثورة قادمة، فما تعليقك؟
بحكم خبرته كان يرى أن هناك ثورة قادمة، وأن الناس سيخرجون ويقولون: لا، ففي نهاية مسلسل "أكتوبر الآخر" كان مشهد الاعتصام بمثابة ثورة، والكل يمسك يافطات عليها مطالبهم، وانتهى العمل على ذلك وهو رسالة تحققت.
كيف تقيم الدراما المصرية هل هي في تصاعد أم تذبذب؟
أرى أنها في تصاعد، لأن الفرز مستمر، ويخرج الكثير من المخرجين والمؤلفين والممثلين الجدد، وكلهم بمستوى رائع ومتميز، ولا أقول إن الكل متميز، ولكن هناك عددًا لا بأس به، ويتميز بمستوى مهني رائع.
هناك من يؤكد أن الدراما السورية استطاعت أن تسحب البساط من الدراما المصرية، هل في رأيك أنه استطاعت بالفعل عمل ذلك؟
رأيي الشخصي وبكل صراحة، ممكن أن يكون ذلك حدث بالفعل في الأعمال التاريخية فقط لا غير، ولو خرجوا إلى أي نوع آخر من الدراما الاجتماعية أو غير ذلك لا يستطيعون مجاراة المصريين في ذلك، لأن هذه المنطقة من الدراما يتميز بها المصريون، كلغة وأسلوب ومناظر.
أما السوريون فيتميزون في الأعمال التاريخية، لأنهم يجدون دعمًا ماديًا كبيرًا عليها، فكل الأماكن التي يصورون فيها تعطيها الحكومة لهم مجانًا، ولأن كل أماكن الديكور ومستلزماته مجانًا،على خلاف هنا في مصر كل شيء بمقابل مادي كبير، وهذا يعتبر أحد الأشياء السيئة التي تعيق نجاح مثل هذه الأعمال التاريخية، ولو وجد هذا الدعم لدينا في مصر لا تستطيع أن تكفي أو تعد الأعمال التاريخية التي سينتجها المصريون، لأن هناك الكثيرون يريدون التصوير في القلعة أو الهرم أو سيوة ولو فتحت هذه الأماكن للتصوير بأجر رمزي ومتاح للجميع لاختلف الوضع.
ما سبب انجراف المشاهد العربي تجاه الأعمال التركية في رأيك؟
إحساسي الشخصي أن المشاهد العربي يفتقد للرومانسية على الرغم من وجود أفلام ومسلسلات مصرية رومانسية إلا أن هناك ميزة تحدثنا عنها آنفًا، وهي الطبيعة الخلابة وتوفر كل الإمكانيات مجانًا أو بأجر رمزي، ولكن في مصر أي شيء يفعله المنتج يدفع في مقابله أموالاً كثيرة، ولا توجد إمكانيات كما عند السوريين والإيرانيين والأتراك، فنحن بحاجة إلى دعم كبير.
المتابع للحركة السياسية في مصر يرى أن الإخوان بدؤوا يسيطرون على بعض مقاليد الحكم، ألا ترى أنهم قد يعرقلون حركة الدراما أو الفن عمومًا، خصوصًا أن هناك محاكمة للفنان عادل إمام؟
لا أعتقد ذلك، لأنهم يدركون تمامًا أن الفن هو محاكاة الشعوب، أما فيما يتعلق بمحاكمة عادل إمام فهذا متعلق باتهامه بازدراء الأديان والسخرية من الشيوخ أو ما إلى ذلك، وأنا مع الفن أن يكون محترمًا ويؤدي رسالة.
إسماعيل عبد الحافظ في آخر حوار أكد لي أن وجود الإسلاميين على الساحة لن يدوم طويلًا، هل توافقه الرأي؟ ولماذا في رأيك قال ذلك؟
إسماعيل عبد الحافظ والدي ولديه رؤية وخبرة كبيرة، وهذا رأيه، وأنا لا أوافقه، فقد يصدق الإسلاميون، ويستمروا في الحكم، وإذا لم يصدقوا لن يستمروا، وهذا شيء في علم الغيب.
إلى أي اتجاه تفضل أن يكون الرئيس القادم لمصر منتمٍ، إخواني أم سلفي أم ليبرالي أم يساري؟
ليبرالي بالطبع.. ولابد أن يكون ليبرالي حتى يستطيع التحدث والتعامل مع كل الفئات.
كثيرًا ما جسد أدوار الولد الشقي، واعتمد على موهبته ودراسته الأكاديمية بعيدًا عن والده المخرج، إسماعيل عبد الحافظ، إلا أنه اعترف في هذا الحوار الخاص أنه صاحب اكتشافه، وأن على يديه كانت أول بطولة مطلقة له في مسلسل "أهالينا".
إنه الفنان الشاب محمد عبد الحافظ الذي أجرينا معه هذا الحوار ليتحدث عن دوره في مسلسل "ابن ليل"، كما تحدث عن والده باعتباره أحد أكبر مخرجي الدراما المصرية، كما تطرق إلى جانب من السياسة والتي فرضت نفسها - ولا تزال تفرضها - على الساحة الفنية في مصر بعد ثورة 25 يناير.
حدثنا عن دورك في "ابن ليل"؟
أجسد شخصية ربيع ابن العمدة، وهي شخصية غشيمة ومتطلعة للسلطة، ودائمًا يقلل من شأن أبيه، ومن وضعه في كل شيء يقوم به حتى يظهر أنه فاهم وواعي، ودائمًا يقول له: انتظر أنت لا تفهم ما يريده الناس.
ويتزوج ربيع من ابنة عمه بطريقة تقليدية ليس فيها قصة حب للحفاظ على المال والأرض ضمن العائلة، فهو شخصية متعجرفة جدًّا وطائش ومغرور، ويعيش حالة من النرجسية، ولأن كل شيء متحقق له فلا يرى أي شخص غير نفسه، أي أحد يعطي له أمر ولا ينفذه من الممكن أن يتعرض له بالضرب أو بالحبس أو أي شيء، ويرى أن الكون كله لا بد وأن يمشي على هواه ومزاجه من سلطة البلد وأبيه وأخيه.
بعيدًا عن دورك ب"ابن ليل" أنت ابن أحد المخرج إسماعيل عبد الحافظ، هل دخلت المجال الفني بالهواية باعتبار أنك منذ صغرك ترى الوالد أم بالدراسة الأكاديمية؟
أولاً منذ الصغر كنت أهوى تقليد الممثلين، لأنني كنت أراهم مع والدي بالبيت، وكنت أذهب مع والدي إلى الاستوديوهات، وبعد تخرجي في الثانوية العامة قررت دخول فنون مسرحية قسم تمثيل وإخراج، وكانت مصادفة أنني تقدمت إلى معهد السينما، ومعهد الفنون المسرحية، ونجحت فيهما، وكان عليَّ الاختيار بينهما، وقررت أن أدخل الفنون المسرحية قسم التمثيل والإخراج، فأنا اكتشاف الوالد، وأول بطولة كانت على يده في مسلسل "أهالينا".
الوالد دائمًا ما يعشق الجو الصعيد في أعماله، فما سر ذلك؟
لأنه تربى في مثل هذه البيئة وعاش حياة كاملة بها، ولأنه صعد من القاع إلى القمة، فهو شخصية بحاجة إلى سيرة ذاتية، لأنه نموذج يقتضى به حتى على المستوى الشخصي، وعندما نعرف أنه تربى في قرية وكان يذهب للسينما كل أسبوع ويعود، وهو بطبعه دقيقًا جدًا ومرتب فكل شيء يفعله بالورقة والقلم، وكان يرجع ويكتب القصة كمخرج ويدون ملاحظاته عليها، وكان ذلك برفقة صديق عمره الكاتب الراحل أسامة أنور عكاشة، وكانا لا يفارقان بعضهما في المدرسة أو الكلية أو أي شيء، فمن صغره ونشأته بالقرية أثرت فيه، وهو أثر فيها عندما أخرجها فنيًّا.
باعتبارك ابن إسماعيل عبد الحافظ ما هي أهم الصفات التي تراها في الوالد؟
أي سؤال أجد عنده إجابته، فهو عبقري ومثقف جدًّا، ويفهم جيدًا كل تفاصيل عمله، ولو أي شيء متذبذب فيها أو متردد تسأله وتأخذ الإجابة بكل سهولة، فالخبرة هنا تلعب دورًا كبيرًا.
ماذا تعلمت من إسماعيل عبد الحافظ؟
المذاكرة، والورقة والقلم، وتدوين كل شيء أريد عمله.
وفي الإخراج؟
أحبه جدًّا، وأمنيتي أن أمارسه، ولكن لم يأت وقته بعد، ومن الممكن في يوم من الأيام أُخرج عملًا لأنني بالطبع درست إخراج كما ذكرت إلى جانب التمثيل.
ألم يعطك الوالد فرصة حتى يدربك على الإخراج؟
لا، لأن هوايتي الرئيسية التمثيل، ولكن من الممكن بعد فترة الدخول في تجربة إخراج وذلك بعد الوصول لدرجة معينة من النجاح في مجال التمثيل، وقتها يمكن التفكير في الدخول في تجربة إخراجية من باب التجربة.
الراحل أسامة أنور عكاشة، كان توأم روح إسماعيل عبد الحافظ، والوالد أكد لي في حوار سابق أن الحياة لا تتوقف وهذا قضاء الله، فما تعليقك؟
بالطبع، كانا ثنائيًا متميزًا، والجمهور العربي كان المستفيد، لأنك ترى وتسمع أحلى ورق ككتابة، وأحلى إخراج، فالعنصران مكتملان بشكل غير عادي، وهذا لا يمنع من التعاون مع المؤلفين الجدد الذين يمتازون بكتابة نص ممتاز، كما أن هناك عددًا من المخرجين الجدد ما بين ثلاثة إلى أربع لهم مستقبل رائع وكبير، لأنهم نفذوا أعمالاً ونجحت، وهذا بمثابة علامة مميزة لهم عند الجمهور.
من خلال مسلسل "أكتوبر الآخر" لإسماعيل عبد الحافظ، رأى أن هناك ثورة قادمة، فما تعليقك؟
بحكم خبرته كان يرى أن هناك ثورة قادمة، وأن الناس سيخرجون ويقولون: لا، ففي نهاية مسلسل "أكتوبر الآخر" كان مشهد الاعتصام بمثابة ثورة، والكل يمسك يافطات عليها مطالبهم، وانتهى العمل على ذلك وهو رسالة تحققت.
كيف تقيم الدراما المصرية هل هي في تصاعد أم تذبذب؟
أرى أنها في تصاعد، لأن الفرز مستمر، ويخرج الكثير من المخرجين والمؤلفين والممثلين الجدد، وكلهم بمستوى رائع ومتميز، ولا أقول إن الكل متميز، ولكن هناك عددًا لا بأس به، ويتميز بمستوى مهني رائع.
هناك من يؤكد أن الدراما السورية استطاعت أن تسحب البساط من الدراما المصرية، هل في رأيك أنه استطاعت بالفعل عمل ذلك؟
رأيي الشخصي وبكل صراحة، ممكن أن يكون ذلك حدث بالفعل في الأعمال التاريخية فقط لا غير، ولو خرجوا إلى أي نوع آخر من الدراما الاجتماعية أو غير ذلك لا يستطيعون مجاراة المصريين في ذلك، لأن هذه المنطقة من الدراما يتميز بها المصريون، كلغة وأسلوب ومناظر.
أما السوريون فيتميزون في الأعمال التاريخية، لأنهم يجدون دعمًا ماديًا كبيرًا عليها، فكل الأماكن التي يصورون فيها تعطيها الحكومة لهم مجانًا، ولأن كل أماكن الديكور ومستلزماته مجانًا، على خلاف هنا في مصر كل شيء بمقابل مادي كبير، وهذا يعتبر أحد الأشياء السيئة التي تعيق نجاح مثل هذه الأعمال التاريخية، ولو وجد هذا الدعم لدينا في مصر لا تستطيع أن تكفي أو تعد الأعمال التاريخية التي سينتجها المصريون، لأن هناك الكثيرون يريدون التصوير في القلعة أو الهرم أو سيوة ولو فتحت هذه الأماكن للتصوير بأجر رمزي ومتاح للجميع لاختلف الوضع.
ما سبب انجراف المشاهد العربي تجاه الأعمال التركية في رأيك؟
إحساسي الشخصي أن المشاهد العربي يفتقد للرومانسية على الرغم من وجود أفلام ومسلسلات مصرية رومانسية إلا أن هناك ميزة تحدثنا عنها آنفًا، وهي الطبيعة الخلابة وتوفر كل الإمكانيات مجانًا أو بأجر رمزي، ولكن في مصر أي شيء يفعله المنتج يدفع في مقابله أموالاً كثيرة، ولا توجد إمكانيات كما عند السوريين والإيرانيين والأتراك، فنحن بحاجة إلى دعم كبير.
المتابع للحركة السياسية في مصر يرى أن الإخوان بدؤوا يسيطرون على بعض مقاليد الحكم، ألا ترى أنهم قد يعرقلون حركة الدراما أو الفن عمومًا، خصوصًا أن هناك محاكمة للفنان عادل إمام؟
لا أعتقد ذلك، لأنهم يدركون تمامًا أن الفن هو محاكاة الشعوب، أما فيما يتعلق بمحاكمة عادل إمام فهذا متعلق باتهامه بازدراء الأديان والسخرية من الشيوخ أو ما إلى ذلك، وأنا مع الفن أن يكون محترمًا ويؤدي رسالة.
إسماعيل عبد الحافظ في آخر حوار أكد لي أن وجود الإسلاميين على الساحة لن يدوم طويلًا، هل توافقه الرأي؟ ولماذا في رأيك قال ذلك؟
إسماعيل عبد الحافظ والدي ولديه رؤية وخبرة كبيرة، وهذا رأيه، وأنا لا أوافقه، فقد يصدق الإسلاميون، ويستمروا في الحكم، وإذا لم يصدقوا لن يستمروا، وهذا شيء في علم الغيب.
إلى أي اتجاه تفضل أن يكون الرئيس القادم لمصر منتمٍ، إخواني أم سلفي أم ليبرالي أم يساري؟
ليبرالي بالطبع.. ولابد أن يكون ليبرالي حتى يستطيع التحدث والتعامل مع كل الفئات.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.