سعر الدولار اليوم مقابل الجنيه المصري الجمعة 6 يونيو 2025 (آخر تحديث)    الكرملين: من المهم لروسيا مواصلة الاتصالات مع واشنطن عبر قنوات مختلفة    حسام المندوه: جماهير الزمالك قدمت «ملحمة حقيقية».. ووجدنا في الرمادي «الشغف»    تشكيل المغرب الرسمي لمواجهة تونس وديًا    الدمايطة يحتفلون بعيد الأضحى في الحدائق ورأس البر    نجم هوليوود جيمي فوكس يشارك في إنتاج فيلم "هابي بيرث داي ل نيللي كريم    رواتب مجزية| 25 صورة ترصد آلاف فرص العمل الجديدة.. قدم الآن    أسعار الكتاكيت والبط اليوم الجمعة 6 يونيو 2025    مانشستر سيتي يستهدف ضم نجم ميلان.. صفقة نارية تتخطى 60 مليون يورو    مع قرب انتهاء أول أيام عيد الأضحى.. الغرف التجارية: لا داع للقلق السلع متوفرة.. شعبة الخضروات: انخفاض ملحوظ في الأسعار.. المخابز: لا توجد إجازة لتلبية احتياجات المواطنين    مصرع مسن أسفل عجلات قطار في الإسماعيلية    حريق مخلفات كرتون وسيارات قديمة بقطعة أرض بالهرم    المؤتمر العام لمنظمة العمل الدولية يصوت بالإجماع لصالح رفع عضوية فلسطين إلى دولة مراقب    تركي آل الشيخ يكشف حقيقة ظهور زيزو في فيلم 7Dogs    منى الشاذلي تضع تامر عاشور في موقف صعب.. والأخير يعلق (فيديو)    نصائح طبية لحماية صحة الأطفال خلال أيام عيد الأضحى (فيديو)    فلسطين ترحب برفع عضويتها إلى دولة مراقب في منظمة العمل الدولية    مواعيد مواجهات الوداد المغربى فى كأس العالم للأندية 2025    المملكة المتحدة : تحديد جلسة لمحاكمة 3 أشخاص في افتعال حرائق استهدفت رئيس الوزراء البريطاني    نشاط وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني في اسبوع    ترامب يدعو مجلس الفدرالي الأميركي إلى خفض أسعار الفائدة نقطة مئوية كاملة    البنك المركزي الروسي يخفض سعر الفائدة للمرة الأولى منذ مايقرب من ثلاث سنوات    نائب محافظ قنا يتابع جاهزية مركز سيطرة الشبكة الوطنية للطوارئ خلال عيد الأضحى    مصطفى حمدى يكتب: هل يسابق «نجم الجيل» الزمن فى عصر ال «تيك توك»؟!    ياسر جلال يحتفل بعيد الأضحى بصحبة مصطفى أبوسريع أمام مسجد الشرطة (فيديو)    أحمد العوضي من مسقط رأسه بعين شمس: «ضحينا وسط أهل بلدي»    أنشطة توعوية للثقافة برأس غارب وسفاجا احتفاء بالحج وعيد الأضحى    العودة من بعيد.. رافينيا أفضل لاعب في الدوري الإسباني    في أول أيام عيد الأضحى.. غرفة الأزمات بصحة المنوفية تنعقد لمتابعة المنشآت الصحية    بحر وبهجة في العيد.. الإسكندرية تستقبل المصطافين بإقبال متوسط وشواطئ مستعدة    وزيرة العدل الأوكرانية: أمامنا عام واحد لتلبية شروط التمويل الأوروبي الكامل    حسين لبيب: تتويح الزمالك ببطولة كأس مصر نتاج عمل جماعى.. صور    السعودية: 10 آلاف نشاط توعوى و34 مليون رسالة خلال يومي التروية وعرفة    تفاصيل تواجد زيزو في اتحاد الكرة ودور أحمد مجاهد.. رئيس تحرير مجلة الأهلي يكشف    السينما والمسرحيات.. أشهر أفلام عيد الأضحى التي لا غنى عنها في البيوت المصرية    وزير الأوقاف يشهد صلاة الجمعة بمسجد سيدنا الإمام الحسين بالقاهرة    الفتة.. من موائد الفراعنة إلى طبق الأعياد في مصر الحديثة    من الصلاة والأضاحى للاحتفالات.. بلاد العرب تستقبل عيد الأضحى.. ألعاب نارية وكرنفالات.. زيارة المقابر فى الكويت.. المغرب بدون "النحر" للمرة الأولى و"الرومى" بديل الأضحية.. مشهد مهيب للصلاة بالمسجد الحرام    نسب وأرقام.. أول تعليق من حزب الأغلبية على «القائمة الوطنية» المتداولة ل انتخابات مجلس الشيوخ    الصحة: إجراء 2 مليون و728 ألف عملية جراحية ضمن المبادرة الرئاسية لإنهاء قوائم الانتظار    باكستان تدين الغارات الإسرائيلية على الضاحية الجنوبية لبيروت    الرئيس النمساوي يهنئ المسلمين بعيد الأضحى المبارك    أهالى بنى سويف يلتقطون الصور السيلفى مع المحافظ بالممشى السياحي أول أيام عيد الأضحى المبارك    حكم من فاتته صلاة عيد الأضحى.. دار الإفتاء توضح التفاصيل    الهلال الأحمر المصري يشارك في تأمين احتفالات عيد الأضحى    محافظ دمياط يحتفل بمبادرة العيد أحلى بمركز شباب شط الملح    محافظ القليوبية يتفقد حدائق القناطر الخيرية    لا تكدر صفو العيد بالمرض.. نصائح للتعامل مع اللحوم النيئة    سعر الريال السعودي مع بداية التعاملات في أول أيام عيد الأضحي 2025    وزير الدفاع الإسرائيلي يهدد لبنان: لا استقرار دون أمن لإسرائيل    محافظ بني سويف يؤدي شعائر صلاة عيد الأضحى بساحة مسجد عمر بن عبدالعزيز    "إكسترا نيوز" ترصد مظاهر احتفالات المواطنين بعيد الأضحى في مصر الجديدة    محافظ الفيوم يؤدي صلاة عيد الأضحى المبارك بمسجد ناصر الكبير.. صور    مدح وإنشاد ديني بساحة الشيخ أحمد مرتضى بالأقصر احتفالا بعيد الأضحى    عاجل - موضوع خطبة الجمعة.. ماذا يتحدث الأئمة في يوم عيد الأضحى؟    سنن وآداب صلاة عيد الأضحى المبارك    سنن وآداب صلاة عيد الأضحى المبارك للرجال والنساء في العيد (تعرف عليها)    «ظلمني وطلب مني هذا الطلب».. أفشة يفتح النار على كولر    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



محمد عبد الحافظ: إنّْ لم يؤمن الإخوان بالفن فلن يستمروا
نشر في الفجر يوم 22 - 03 - 2012

كثيرًا ما جسد أدوار الولد الشقي، واعتمد على موهبته ودراسته الأكاديمية بعيدًا عن والده المخرج، إسماعيل عبد الحافظ، إلا أنه اعترف في هذا الحوار الخاص أنه صاحب اكتشافه، وأن على يديه كانت أول بطولة مطلقة له في مسلسل "أهالينا".
إنه الفنان الشاب محمد عبد الحافظ الذي أجرينا معه هذا الحوار ليتحدث عن دوره في مسلسل "ابن ليل"، كما تحدث عن والده باعتباره أحد أكبر مخرجي الدراما المصرية، كما تطرق إلى جانب من السياسة والتي فرضت نفسها - ولا تزال تفرضها - على الساحة الفنية في مصر بعد ثورة 25 يناير.
حدثنا عن دورك في "ابن ليل"؟
أجسد شخصية ربيع ابن العمدة، وهي شخصية غشيمة ومتطلعة للسلطة، ودائمًا يقلل من شأن أبيه، ومن وضعه في كل شيء يقوم به حتى يظهر أنه فاهم وواعي، ودائمًا يقول له: انتظر أنت لا تفهم ما يريده الناس.
ويتزوج ربيع من ابنة عمه بطريقة تقليدية ليس فيها قصة حب للحفاظ على المال والأرض ضمن العائلة، فهو شخصية متعجرفة جدًّا وطائش ومغرور، ويعيش حالة من النرجسية، ولأن كل شيء متحقق له فلا يرى أي شخص غير نفسه، أي أحد يعطي له أمر ولا ينفذه من الممكن أن يتعرض له بالضرب أو بالحبس أو أي شيء، ويرى أن الكون كله لا بد وأن يمشي على هواه ومزاجه من سلطة البلد وأبيه وأخيه.
بعيدًا عن دورك ب"ابن ليل" أنت ابن أحد المخرج إسماعيل عبد الحافظ، هل دخلت المجال الفني بالهواية باعتبار أنك منذ صغرك ترى الوالد أم بالدراسة الأكاديمية؟
أولاً منذ الصغر كنت أهوى تقليد الممثلين، لأنني كنت أراهم مع والدي بالبيت، وكنت أذهب مع والدي إلى الاستوديوهات، وبعد تخرجي في الثانوية العامة قررت دخول فنون مسرحية قسم تمثيل وإخراج، وكانت مصادفة أنني تقدمت إلى معهد السينما، ومعهد الفنون المسرحية، ونجحت فيهما، وكان عليَّ الاختيار بينهما، وقررت أن أدخل الفنون المسرحية قسم التمثيل والإخراج، فأنا اكتشاف الوالد، وأول بطولة كانت على يده في مسلسل "أهالينا".
الوالد دائمًا ما يعشق الجو الصعيد في أعماله، فما سر ذلك؟
لأنه تربى في مثل هذه البيئة وعاش حياة كاملة بها، ولأنه صعد من القاع إلى القمة، فهو شخصية بحاجة إلى سيرة ذاتية، لأنه نموذج يقتضى به حتى على المستوى الشخصي، وعندما نعرف أنه تربى في قرية وكان يذهب للسينما كل أسبوع ويعود، وهو بطبعه دقيقًا جدًا ومرتب فكل شيء يفعله بالورقة والقلم، وكان يرجع ويكتب القصة كمخرج ويدون ملاحظاته عليها، وكان ذلك برفقة صديق عمره الكاتب الراحل أسامة أنور عكاشة، وكانا لا يفارقان بعضهما في المدرسة أو الكلية أو أي شيء، فمن صغره ونشأته بالقرية أثرت فيه، وهو أثر فيها عندما أخرجها فنيًّا.
باعتبارك ابن إسماعيل عبد الحافظ ما هي أهم الصفات التي تراها في الوالد؟
أي سؤال أجد عنده إجابته، فهو عبقري ومثقف جدًّا، ويفهم جيدًا كل تفاصيل عمله، ولو أي شيء متذبذب فيها أو متردد تسأله وتأخذ الإجابة بكل سهولة، فالخبرة هنا تلعب دورًا كبيرًا.
ماذا تعلمت من إسماعيل عبد الحافظ؟
المذاكرة، والورقة والقلم، وتدوين كل شيء أريد عمله.
وفي الإخراج؟
أحبه جدًّا، وأمنيتي أن أمارسه، ولكن لم يأت وقته بعد، ومن الممكن في يوم من الأيام أُخرج عملًا لأنني بالطبع درست إخراج كما ذكرت إلى جانب التمثيل.
ألم يعطك الوالد فرصة حتى يدربك على الإخراج؟
لا، لأن هوايتي الرئيسية التمثيل، ولكن من الممكن بعد فترة الدخول في تجربة إخراج وذلك بعد الوصول لدرجة معينة من النجاح في مجال التمثيل، وقتها يمكن التفكير في الدخول في تجربة إخراجية من باب التجربة.
الراحل أسامة أنور عكاشة، كان توأم روح إسماعيل عبد الحافظ، والوالد أكد لي في حوار سابق أن الحياة لا تتوقف وهذا قضاء الله، فما تعليقك؟
بالطبع، كانا ثنائيًا متميزًا، والجمهور العربي كان المستفيد، لأنك ترى وتسمع أحلى ورق ككتابة، وأحلى إخراج، فالعنصران مكتملان بشكل غير عادي، وهذا لا يمنع من التعاون مع المؤلفين الجدد الذين يمتازون بكتابة نص ممتاز، كما أن هناك عددًا من المخرجين الجدد ما بين ثلاثة إلى أربع لهم مستقبل رائع وكبير، لأنهم نفذوا أعمالاً ونجحت، وهذا بمثابة علامة مميزة لهم عند الجمهور.
من خلال مسلسل "أكتوبر الآخر" لإسماعيل عبد الحافظ، رأى أن هناك ثورة قادمة، فما تعليقك؟
بحكم خبرته كان يرى أن هناك ثورة قادمة، وأن الناس سيخرجون ويقولون: لا، ففي نهاية مسلسل "أكتوبر الآخر" كان مشهد الاعتصام بمثابة ثورة، والكل يمسك يافطات عليها مطالبهم، وانتهى العمل على ذلك وهو رسالة تحققت.
كيف تقيم الدراما المصرية هل هي في تصاعد أم تذبذب؟
أرى أنها في تصاعد، لأن الفرز مستمر، ويخرج الكثير من المخرجين والمؤلفين والممثلين الجدد، وكلهم بمستوى رائع ومتميز، ولا أقول إن الكل متميز، ولكن هناك عددًا لا بأس به، ويتميز بمستوى مهني رائع.
هناك من يؤكد أن الدراما السورية استطاعت أن تسحب البساط من الدراما المصرية، هل في رأيك أنه استطاعت بالفعل عمل ذلك؟
رأيي الشخصي وبكل صراحة، ممكن أن يكون ذلك حدث بالفعل في الأعمال التاريخية فقط لا غير، ولو خرجوا إلى أي نوع آخر من الدراما الاجتماعية أو غير ذلك لا يستطيعون مجاراة المصريين في ذلك، لأن هذه المنطقة من الدراما يتميز بها المصريون، كلغة وأسلوب ومناظر.
أما السوريون فيتميزون في الأعمال التاريخية، لأنهم يجدون دعمًا ماديًا كبيرًا عليها، فكل الأماكن التي يصورون فيها تعطيها الحكومة لهم مجانًا، ولأن كل أماكن الديكور ومستلزماته مجانًا،على خلاف هنا في مصر كل شيء بمقابل مادي كبير، وهذا يعتبر أحد الأشياء السيئة التي تعيق نجاح مثل هذه الأعمال التاريخية، ولو وجد هذا الدعم لدينا في مصر لا تستطيع أن تكفي أو تعد الأعمال التاريخية التي سينتجها المصريون، لأن هناك الكثيرون يريدون التصوير في القلعة أو الهرم أو سيوة ولو فتحت هذه الأماكن للتصوير بأجر رمزي ومتاح للجميع لاختلف الوضع.
ما سبب انجراف المشاهد العربي تجاه الأعمال التركية في رأيك؟
إحساسي الشخصي أن المشاهد العربي يفتقد للرومانسية على الرغم من وجود أفلام ومسلسلات مصرية رومانسية إلا أن هناك ميزة تحدثنا عنها آنفًا، وهي الطبيعة الخلابة وتوفر كل الإمكانيات مجانًا أو بأجر رمزي، ولكن في مصر أي شيء يفعله المنتج يدفع في مقابله أموالاً كثيرة، ولا توجد إمكانيات كما عند السوريين والإيرانيين والأتراك، فنحن بحاجة إلى دعم كبير.
المتابع للحركة السياسية في مصر يرى أن الإخوان بدؤوا يسيطرون على بعض مقاليد الحكم، ألا ترى أنهم قد يعرقلون حركة الدراما أو الفن عمومًا، خصوصًا أن هناك محاكمة للفنان عادل إمام؟
لا أعتقد ذلك، لأنهم يدركون تمامًا أن الفن هو محاكاة الشعوب، أما فيما يتعلق بمحاكمة عادل إمام فهذا متعلق باتهامه بازدراء الأديان والسخرية من الشيوخ أو ما إلى ذلك، وأنا مع الفن أن يكون محترمًا ويؤدي رسالة.
إسماعيل عبد الحافظ في آخر حوار أكد لي أن وجود الإسلاميين على الساحة لن يدوم طويلًا، هل توافقه الرأي؟ ولماذا في رأيك قال ذلك؟
إسماعيل عبد الحافظ والدي ولديه رؤية وخبرة كبيرة، وهذا رأيه، وأنا لا أوافقه، فقد يصدق الإسلاميون، ويستمروا في الحكم، وإذا لم يصدقوا لن يستمروا، وهذا شيء في علم الغيب.
إلى أي اتجاه تفضل أن يكون الرئيس القادم لمصر منتمٍ، إخواني أم سلفي أم ليبرالي أم يساري؟
ليبرالي بالطبع.. ولابد أن يكون ليبرالي حتى يستطيع التحدث والتعامل مع كل الفئات.
كثيرًا ما جسد أدوار الولد الشقي، واعتمد على موهبته ودراسته الأكاديمية بعيدًا عن والده المخرج، إسماعيل عبد الحافظ، إلا أنه اعترف في هذا الحوار الخاص أنه صاحب اكتشافه، وأن على يديه كانت أول بطولة مطلقة له في مسلسل "أهالينا".
إنه الفنان الشاب محمد عبد الحافظ الذي أجرينا معه هذا الحوار ليتحدث عن دوره في مسلسل "ابن ليل"، كما تحدث عن والده باعتباره أحد أكبر مخرجي الدراما المصرية، كما تطرق إلى جانب من السياسة والتي فرضت نفسها - ولا تزال تفرضها - على الساحة الفنية في مصر بعد ثورة 25 يناير.
حدثنا عن دورك في "ابن ليل"؟
أجسد شخصية ربيع ابن العمدة، وهي شخصية غشيمة ومتطلعة للسلطة، ودائمًا يقلل من شأن أبيه، ومن وضعه في كل شيء يقوم به حتى يظهر أنه فاهم وواعي، ودائمًا يقول له: انتظر أنت لا تفهم ما يريده الناس.
ويتزوج ربيع من ابنة عمه بطريقة تقليدية ليس فيها قصة حب للحفاظ على المال والأرض ضمن العائلة، فهو شخصية متعجرفة جدًّا وطائش ومغرور، ويعيش حالة من النرجسية، ولأن كل شيء متحقق له فلا يرى أي شخص غير نفسه، أي أحد يعطي له أمر ولا ينفذه من الممكن أن يتعرض له بالضرب أو بالحبس أو أي شيء، ويرى أن الكون كله لا بد وأن يمشي على هواه ومزاجه من سلطة البلد وأبيه وأخيه.
بعيدًا عن دورك ب"ابن ليل" أنت ابن أحد المخرج إسماعيل عبد الحافظ، هل دخلت المجال الفني بالهواية باعتبار أنك منذ صغرك ترى الوالد أم بالدراسة الأكاديمية؟
أولاً منذ الصغر كنت أهوى تقليد الممثلين، لأنني كنت أراهم مع والدي بالبيت، وكنت أذهب مع والدي إلى الاستوديوهات، وبعد تخرجي في الثانوية العامة قررت دخول فنون مسرحية قسم تمثيل وإخراج، وكانت مصادفة أنني تقدمت إلى معهد السينما، ومعهد الفنون المسرحية، ونجحت فيهما، وكان عليَّ الاختيار بينهما، وقررت أن أدخل الفنون المسرحية قسم التمثيل والإخراج، فأنا اكتشاف الوالد، وأول بطولة كانت على يده في مسلسل "أهالينا".
الوالد دائمًا ما يعشق الجو الصعيد في أعماله، فما سر ذلك؟
لأنه تربى في مثل هذه البيئة وعاش حياة كاملة بها، ولأنه صعد من القاع إلى القمة، فهو شخصية بحاجة إلى سيرة ذاتية، لأنه نموذج يقتضى به حتى على المستوى الشخصي، وعندما نعرف أنه تربى في قرية وكان يذهب للسينما كل أسبوع ويعود، وهو بطبعه دقيقًا جدًا ومرتب فكل شيء يفعله بالورقة والقلم، وكان يرجع ويكتب القصة كمخرج ويدون ملاحظاته عليها، وكان ذلك برفقة صديق عمره الكاتب الراحل أسامة أنور عكاشة، وكانا لا يفارقان بعضهما في المدرسة أو الكلية أو أي شيء، فمن صغره ونشأته بالقرية أثرت فيه، وهو أثر فيها عندما أخرجها فنيًّا.
باعتبارك ابن إسماعيل عبد الحافظ ما هي أهم الصفات التي تراها في الوالد؟
أي سؤال أجد عنده إجابته، فهو عبقري ومثقف جدًّا، ويفهم جيدًا كل تفاصيل عمله، ولو أي شيء متذبذب فيها أو متردد تسأله وتأخذ الإجابة بكل سهولة، فالخبرة هنا تلعب دورًا كبيرًا.
ماذا تعلمت من إسماعيل عبد الحافظ؟
المذاكرة، والورقة والقلم، وتدوين كل شيء أريد عمله.
وفي الإخراج؟
أحبه جدًّا، وأمنيتي أن أمارسه، ولكن لم يأت وقته بعد، ومن الممكن في يوم من الأيام أُخرج عملًا لأنني بالطبع درست إخراج كما ذكرت إلى جانب التمثيل.
ألم يعطك الوالد فرصة حتى يدربك على الإخراج؟
لا، لأن هوايتي الرئيسية التمثيل، ولكن من الممكن بعد فترة الدخول في تجربة إخراج وذلك بعد الوصول لدرجة معينة من النجاح في مجال التمثيل، وقتها يمكن التفكير في الدخول في تجربة إخراجية من باب التجربة.
الراحل أسامة أنور عكاشة، كان توأم روح إسماعيل عبد الحافظ، والوالد أكد لي في حوار سابق أن الحياة لا تتوقف وهذا قضاء الله، فما تعليقك؟
بالطبع، كانا ثنائيًا متميزًا، والجمهور العربي كان المستفيد، لأنك ترى وتسمع أحلى ورق ككتابة، وأحلى إخراج، فالعنصران مكتملان بشكل غير عادي، وهذا لا يمنع من التعاون مع المؤلفين الجدد الذين يمتازون بكتابة نص ممتاز، كما أن هناك عددًا من المخرجين الجدد ما بين ثلاثة إلى أربع لهم مستقبل رائع وكبير، لأنهم نفذوا أعمالاً ونجحت، وهذا بمثابة علامة مميزة لهم عند الجمهور.
من خلال مسلسل "أكتوبر الآخر" لإسماعيل عبد الحافظ، رأى أن هناك ثورة قادمة، فما تعليقك؟
بحكم خبرته كان يرى أن هناك ثورة قادمة، وأن الناس سيخرجون ويقولون: لا، ففي نهاية مسلسل "أكتوبر الآخر" كان مشهد الاعتصام بمثابة ثورة، والكل يمسك يافطات عليها مطالبهم، وانتهى العمل على ذلك وهو رسالة تحققت.
كيف تقيم الدراما المصرية هل هي في تصاعد أم تذبذب؟
أرى أنها في تصاعد، لأن الفرز مستمر، ويخرج الكثير من المخرجين والمؤلفين والممثلين الجدد، وكلهم بمستوى رائع ومتميز، ولا أقول إن الكل متميز، ولكن هناك عددًا لا بأس به، ويتميز بمستوى مهني رائع.
هناك من يؤكد أن الدراما السورية استطاعت أن تسحب البساط من الدراما المصرية، هل في رأيك أنه استطاعت بالفعل عمل ذلك؟
رأيي الشخصي وبكل صراحة، ممكن أن يكون ذلك حدث بالفعل في الأعمال التاريخية فقط لا غير، ولو خرجوا إلى أي نوع آخر من الدراما الاجتماعية أو غير ذلك لا يستطيعون مجاراة المصريين في ذلك، لأن هذه المنطقة من الدراما يتميز بها المصريون، كلغة وأسلوب ومناظر.
أما السوريون فيتميزون في الأعمال التاريخية، لأنهم يجدون دعمًا ماديًا كبيرًا عليها، فكل الأماكن التي يصورون فيها تعطيها الحكومة لهم مجانًا، ولأن كل أماكن الديكور ومستلزماته مجانًا، على خلاف هنا في مصر كل شيء بمقابل مادي كبير، وهذا يعتبر أحد الأشياء السيئة التي تعيق نجاح مثل هذه الأعمال التاريخية، ولو وجد هذا الدعم لدينا في مصر لا تستطيع أن تكفي أو تعد الأعمال التاريخية التي سينتجها المصريون، لأن هناك الكثيرون يريدون التصوير في القلعة أو الهرم أو سيوة ولو فتحت هذه الأماكن للتصوير بأجر رمزي ومتاح للجميع لاختلف الوضع.
ما سبب انجراف المشاهد العربي تجاه الأعمال التركية في رأيك؟
إحساسي الشخصي أن المشاهد العربي يفتقد للرومانسية على الرغم من وجود أفلام ومسلسلات مصرية رومانسية إلا أن هناك ميزة تحدثنا عنها آنفًا، وهي الطبيعة الخلابة وتوفر كل الإمكانيات مجانًا أو بأجر رمزي، ولكن في مصر أي شيء يفعله المنتج يدفع في مقابله أموالاً كثيرة، ولا توجد إمكانيات كما عند السوريين والإيرانيين والأتراك، فنحن بحاجة إلى دعم كبير.
المتابع للحركة السياسية في مصر يرى أن الإخوان بدؤوا يسيطرون على بعض مقاليد الحكم، ألا ترى أنهم قد يعرقلون حركة الدراما أو الفن عمومًا، خصوصًا أن هناك محاكمة للفنان عادل إمام؟
لا أعتقد ذلك، لأنهم يدركون تمامًا أن الفن هو محاكاة الشعوب، أما فيما يتعلق بمحاكمة عادل إمام فهذا متعلق باتهامه بازدراء الأديان والسخرية من الشيوخ أو ما إلى ذلك، وأنا مع الفن أن يكون محترمًا ويؤدي رسالة.
إسماعيل عبد الحافظ في آخر حوار أكد لي أن وجود الإسلاميين على الساحة لن يدوم طويلًا، هل توافقه الرأي؟ ولماذا في رأيك قال ذلك؟
إسماعيل عبد الحافظ والدي ولديه رؤية وخبرة كبيرة، وهذا رأيه، وأنا لا أوافقه، فقد يصدق الإسلاميون، ويستمروا في الحكم، وإذا لم يصدقوا لن يستمروا، وهذا شيء في علم الغيب.
إلى أي اتجاه تفضل أن يكون الرئيس القادم لمصر منتمٍ، إخواني أم سلفي أم ليبرالي أم يساري؟
ليبرالي بالطبع.. ولابد أن يكون ليبرالي حتى يستطيع التحدث والتعامل مع كل الفئات.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.