أثارت زيارة وفد جزائرى إلى سوريا مؤخرا ولقاؤه بالرئيس السورى بشار الأسد، جدلا سياسيا وشعبيا بين مؤيد ومعارض، إذ يرى المؤيدون أن الزيارة هدفها "مساندة سوريا وتجنيبها الانقسام"، فيما يعتقد المعارضون أنها زيارة "مؤسفة" بسبب الأزمة الدموية التى تشهدها سوريا. وفى هذا الصدد، قال رئيس الوفد الجزائرى الذى زار سوريا مؤخرا (رئيس اللجنة الوطنية الجزائرية لدعم صمود سوريا) رمضان بودلاعة، إن "موقفنا من القضية السورية واضح، حقيقة هناك شعوب تسعى للديمقراطية والحرية، ونحن مع الديمقراطية، ولكن لا يجب أن ننسى أن هناك مؤامرات تحاك من قبل إسرائيل وحلفائها، ضد بعض الدول التى تهدد أمن إسرائيل، وسوريا من بين هذه الدول".
وعن كيفية الوصول إلى الرئيس بشار الأسد فى ظل الوضع القائم والحرب المشتعلة بين الجيش النظامى والجيش الحر، قال رئيس الوفد الجزائرى إن "صور الدمار والموت والضحايا كذبة كبرى"، مشيرا إلى أن "دمشق مؤمنة وما يحدث يخص مناطق بعينها دون الأخرى، وما يقال عن انقسام الجيش السورى مجرد افتراءات وأكاذيب لأن الجيش السورى موحد ويقف مع قيادته، لأنه على علم بما يحاك ضد سوريا، ما لاحظناه هو أن الوضع كان عاديا خلال تواجدنا طيلة تلك الفترة بسوريا، ولا يمكن إنكار وجود مرتزقة ومسلحين مأجورين فى بعض المناطق مهمتهم تدمير ما تبقى من دول عربية قائمة، غير أن حديثنا إلى الشارع السورى، يؤكد أن السوريين يدعمون رئيسهم، وهم حاليا يتجندون من أجل إنشاء فرق لمنع "الإرهابيين" من العودة، فى وقت يعمل فيه الجيش النظامى على استعادة السيطرة على كثير من المناطق التي يوجد بها من يسمون أنفسهم "الجيش الحر".
واضاف أن "الشعب السورى والرئيس أكدوا عمق العلاقات الجزائرية - السورية، وأشادوا بالموقف الجزائرى سواء الرسمى أو الشعبى، ويعتبرون أن تمسك الجزائر بالشرعية فى سوريا مرده العلاقات الوطيدة بين البلدين، كما أن الرئيس الأسد يعتبر أن النزاع الذى يخوضه نظامه ضد المعارضة المسلحة شبيه بالنزاع الذى غرقت فيه الجزائر قرابة عقد من الزمن".
وقال رئيس الوفد إن "بشار الأسد قائد يواجه أكبر مؤامرة تقودها أمريكا وإسرائيل بتمويل وأدوات عربية مثل قطر وتركيا"، مشيرا إلى أن "ما تردد عن استخدام الأسد للسلاح الكيميائى محض افتراء لأن بشار الأسد أكد لنا أنه لم يستعمل قط هذا السلاح لا فى الغوطة، ولا فى أى ربع من ربوع سوريا، بل هى مطية سعت بعض الدول إلى استغلالها لضرب سوريا"، كما قال إنه ليس بحاجة للسلاح الكيماوي، حيث سيتم استبداله بصواريخ ردع روسية الصنع.
وأكد أن تنازله عن الأسلحة الكيماوية جاء فى إطار حماية دول المنطقة من حرب شاملة لا ناقة لها فيها ولا جمل، لأن ضرب سوريا يعني حرب دمار شامل تمس باقي دول الجوار، حسبما قال، كما أضاف أن "قرار التخلى عن الكيماوى جاء استجابة لرغبة روسيا الصديقة، ومن أجل التأسيس لمطلب إجبار إسرائيل على إخلاء المنطقة من أسلحة الدمار الشامل التى بحوزتها.