يقدر ثمن البضائع والسلع المتداولة فى "السوبر ماركت" فى مصر ب 200 مليار جنيه سنويا، حسب دراسة لمركز معلومات مجلس الوزراء.. وعالم "السوبر ماركت" يبدأ من كشك السجائر مرورا بمحل البقالة وصولا إلى الهايبر.. أشهرها "كارفور ومترو وألفا ماركت وهايبر وان وسبينس واولاد رجب وابو ذكرى وخير زمان وفتح الله وأولاد غانم والمحمل وسعودى وزهران والهوارى".. لكن الشهرة لم تعصم محلات السوبر ماركت من تهمة الاشتراك فى قتل المصريين بعرض وبيع بضائع فاسدة ومنتهية الصلاحية ومتعفنة ويؤدى تناولها للموت أو على الاقل الاصابة بأمراض الكبد والكلى القاتلة. الدراسات التى ترصد حجم الجرائم التى ترتكبها محلات بيع الاغذية، دراسات شحيحة، الدراسة الوحيدة التى وقعت تحت ايدينا تقول إن 16% على الاقل من محلات السوبر ماركت فى القاهرة والجيزة غير مستوفاة للشروط الصحية واماكن عرض وتخزين السلع والمنتجات الغذائية، الدراسة أجرتها الجمعية المصرية المركزية لحماية المستهلك، وكانت العينة التى اعتمدت عليها اكثر من 90 سوبر ماركت فى المحافظتين الاكبر فى مصر من حيث عدد السكان وبالتالى اكبر سوق للمستهلكين وزبائن السوبر ماركت.. يعتقد البعض ان نتائج هذه الدراسة ترصد فقط سوء اوضاع المحلات الصغيرة.. لكن الكارثة التى لم تذكرها الدراسة أن بضائع سلاسل السوبر ماركت الشهيرة اكثر فسادا وغير قابلة للاستهلاك الآدمى وبعضها يقتل من يأكله.
ليست هذه الاتهامات جزافية، لكنها معلومات حقيقية رصدها تقارير الادارة العامة لشرطة التموين، إذ رصدت تجارة سلسلة سوبر ماركت شهيرة فى الاغذية الفاسدة، أو على اقل تقدير قيامها بعرض بضائع قاتلة للجمهور بطريق الخطأ.
الشركة المتهمة فى هذا الملف هى شركة «سبينس مصر» التى تمتلك سلسلة من الهايبر ماركت، وتنتشر فروعها فى سيتى ستارز ومول العرب والغردقة.. وهى مملوكة لرجل الاعمال البريطانى مايكل سيورت رايت، وتتولى ادارتها فى مصر مجموعة لبنانى..
القصة بدأت عندما خرج 4 ضباط من الادراة العامة لشرطة التموين والتجارة فى حملة تفتيش معتادة على الاسواق منذ اسابيع قليلة، تحديدا فى 3/ 9/2013، وكان بصحبتهم مفتشو اغذية ولجنة من الطب البيطرى بالجيزة وقوة من الشرطة.
توجهت الحملة إلى منطقة 6 اكتوبر لتدخل فرع شركة سبينس فى مول العرب.. بدأ اعضاء اللجنة فى فحص ما تعرضه الشركة من منتجات وسلع غذائية، واشرف على عملية التفتيش لجنة الطب البيطرى ومفتشو الاغذية، وكانت المفاجأة فى انتظارهم داخل ثلاجات عرض السلع الغذائية.
ضبطت الحملة 29 كجم كبدة بدون بيانات تفيد الانتاج والصلاحية، وبالكشف الطبى البيطرى الظاهرى عليها وجدت فى حالة سيولة وتظهر عليها علامات الفساد والتلف الظاهرى حيث يميل لونها إلى اللون الداكن وبها سائل انفصالى اسود وتنبعث منها رائحة كريهة وغير مطابقة للمواصفات القياسية وغير صالحة للاستهلاك الادمى.
لم تكن الكبدة هى الصيد الفاسد الوحيد الذى وقع تحت ايدى رجال الحملة، فقد ضبطوا 25 كجم من الدواجن الفاسدة، ووصفوها بنفس اوصاف الكبدة الفاسدة.
وضبطوا 33 كجم من الدجاج الرومى بدون أكياس وبدون بيانات تثبت الانتاج والصلاحية وكانت فاسدة ايضا وكريهة الرائحة ولونها داكن ويتخللها سائل اسود وغير صالحة للاستهلاك الادمى.
وفى قائمة المضبوطات 76 كجم لحم مفروم من انتاج شركة ريتش فود للصناعات الغذائية انتاج 24/7/ 2013 وصلاحيتها ثلاثة شهور، وحسب تقرير لجنة الاغذية والطب البيطرى فقد تبين بالكشف الظاهرى عليها انها فى حالة سيولة وعليها علامات الفساد والتلف الظاهرى حيث يميل لونها الى اللون الاسود ومتهتكة الانسجة وبها سائل انفصالى وتنبعث منها رائحة كريهة وغير مطابقة للمواصفات القياسية وغير صالحة للاستهلاك الادمى.
كما ضبطت الحملة 21 كجم ممبار محشى من انتاج شركة الهنا انتاج 3/7/2013 وصلاحيتها 3 شهور وبالكشف عليها وجدت فى حالة سيولة وعليها علامات الفساد ويميل لونها الى اللون الاسود وتنبعث منها رائحة كريهة، ووصفتها اللجنة بأنها غير مطابقة للمواصفات وغير صالحة للاستهلاك الادمى.
وفى قائمة الاغذية الفاسدة التى ضبطتها الحملة 48 كجم سى فو داخل اكياس بلاستيك انتاج 18 مارس 2013 وصلاحيتها 10 شهور وبالكشف الظاهرى عليها وجدت فى حالة سيولة وتبين وجود علامات التلف عليها، وأثبتت اللجنة انها غير مطابقة للمواصفات ولا تصلح للاستهلاك.
وبين الاغذية الفاسدة ضبطت اللجنة 41 كجم من اسماك البورى المستوردة محفوظة داخل برانيك بلاستيك بدون بيانات تفيد المصدر والانتاج والصلاحية، وبالكشف الظاهرى عليها وجدت وقد تهتكت أنسجتها وتفوح منها رائحة كريهة وغير مطابقة للمواصفات ولا تصلح للاستهلاك.
وفى نهاية تقريرها قالت اللجنة: إن جميع المضبوطات غير صالحة للاستهلاك الادمى واوصت اللجنة باعدامها لخطورتها على صحة المستهلك.. وتم حفظ المضبوطات بمجمع احمد عرابى التابع لشركة الاهرام للمجمعات الاستهلاكية لحين صدور قرار من النيابة بخصوصها.
وسألت اللجنة المسئول عن ثلاجات العرض بالشركة ويدعى محمد جمال عن البضائع الفاسدة والمنتهية الصلاحية التى تم ضبطها فى ثلاجات العرض فقال "الحاجات دى مرتجعات كنا هنرجعها للشركات المنتجة".
وفى تقرير آخر لنفس اللجنة فى نفس اليوم كتبته فى حضور المسئولين عن الشركة رصدت بضائع اخرى فاسدة منها " 15 كجم جبن ابيض و35 علبة زبدة صفراء و170 علبة ايس كريم و55 عبوة جلاش، وكميات أخرى من الكنافة والسمك الفيليه والسبانخ والجمبرى والسبيط وهوت دوج وصدور فراخ وبرجر وسالمون ومأكولات بحرية" ومعظم هذه المنتجات بها عفن ظاهرى ومنها ما هو منتهى الصلاحية وجميعها غير مطابقة للمواصفات وغير صالحة للاستهلاك الادمى.
فى محضر شرطة آخر بتاريخ 5/2/2013 كتب بمعرفة الضابط علاء طه رئيس قسم المحلات العامة بادارة التحريات، رصد المحضر مئات الكيلوجرامات من البضائع والسلع الفاسدة.
وفى تاريخ اقدم، وجدنا شكاوى من جمهور اشترى بالفعل بضائع فاسدة ومنتهية الصلاحية، منها شكوى تحولت الى قضية وصدر فيها حكم ضد الشركة، وصاحبها هو اشرف صالح سيد الذى اشترى "رقائق الشوفان" منتهية الصلاحية وأصر على عقاب الشركة التى سمحت ببيع هذا المنتج الذى من الممكن ان ينهى حياته.
لم تنته حكايات السلع الفاسدة التى جمعتها تقارير الاجهزة الرقابية، وحصلنا على التقارير والمستندات، ولم تجد هذه السلع طريقها للفقراء فقط، لكنها تصل الى الطبقات الاكثر قدرة على الشراء ويعتقدون ان السلاسل الشهيرة والكبيرة بضائعها اكثر أماناً.. وبالطبع ليست البضائع الفاسدة حكرا على "سبينس" وحدها، لكنها التقارير التى وقعت تحت ايدينا، ونعلم ان حجم السلع الفاسدة اكبر بكثير من سوبر ماركت واحد، حتى ان كان هذا السوبر ماركت هو "سبينس".
ولم تكتف هذه الشركة فقط بعرض وبيع الاغذية الفاسدة، لكنها سمحت ببيع منتجات مقلدة لماركات عالمية، وهو ما كشفه انذار على يد محضر من شركة ازديج يتهم "سبينس" بعرض وبيع منتجات مقلدة باسم ماركات تنتجها "ازديج" وذلك فى فرع الشركة بمول سيتى ستارز، وهو ما اعتبرته الشركة صاحبة الانذار عملية سطو على ملكيتها الفكرية لمنتجاتها.