في مسعى جديد يهدف لحماية الكوكب من أي تداعيات كارثية قد تنجم مستقبلاً عن ارتطام نيازك أو كويكبات بالأرض، تستعد وكالة الفضاء الأوروبية لإطلاق قمر صناعي الشهر المقبل يمكنه التقاط وتحديد تلك الكويكبات التي تدور بين الشمس والأرض، ومن ثم تجنيب الأرض أية مخاطر، وذلك بكلفة قدرها 800 مليون استرليني. وإلى الآن، لم يتمكن رواد الفضاء من التوصل لآلية أو تقنية تسمح لهم بمشاهدة الكويكبات التي تدور بين الأرض والشمس وذلك لأن الإشعاع القوي الذي يصدر من الشمس يعيق عمل التلسكوبات التي تتم الاستعانة بها من جانب العلماء في الأرض.
وكان أحد النيازك قد ارتطم بالأرض في شباط/ فبراير الماضي، بعد سقوطه في مدينة تشيليابينسك الروسية، التي تقع على بعد ما يقرب من 1000 ميل شرق موسكو.
ولهذا تستعد وكالة الفضاء الأوروبية لأن تطلق عما قريب قمرها الاصطناعي، Gaia، وسيتم تكليفه بعدة مهام، من بينها تتبع تلك الكويكبات التي لم تكن تُشَاهَد سابقاً.
وذكرت صحيفة صنداي تايمز البريطانية أن هذا القمر، الذي تقدر تكلفته ب 800 مليون إسترليني، سيستقر في مدار يبعد بحوالي 90 مليون ميل عن كوكب الأرض.
وفي تصريحات أدلى بها للصحيفة، قال غيري غيلمور، أستاذ الفلسفة التجريبية بمعهد علم الفلك التابع لجامعة كامبردج، وهو من الباحثين الذين يقودون هذا المشروع الضخم :" سيقوم هذا القمر بقياس كافة الكويكبات بما في ذلك تلك التي تتواجد بيننا وبين الشمس والتي تعتبر أكثرها بغاضة بالفعل لأنه لا يتسنى لنا مشاهدتها".
وأضافت الصحيفة أن الهدف الرئيسي الذي سيهتم القمر الاصطناعي الجديد بالقيام به هو إعداد خريطة دقيقة ثلاثية الأبعاد لمجرتنا، درب التبانة.
وسيقوم بذلك من خلال تصوير ومسح حوالي 1 % من نجوم المجرة التي يقدر عددها ب 100 مليار نجم.
وخلال عملية رسم الخريطة، سوف يقوم القمر ( الذي يتسم بقوة رصده وتحديده للأشياء ) بالكشف عن حركة كل نجم، وقياسها بدقة، داخل مداره حول مركز المجرة.
وأوضح الباحثون الذين يقفون وراء هذا الجهد الجديد أنهم يأملون أن يتمكن القمر من اكتشاف أشياء أخرى خلال رحلته التي ستستمر في الفضاء على مدار خمسة أعوام.