كسائر المسلمين فى كافة أرجاء المعمورة، احتفل المواطنون الصينيون المسلمون فى كافة أنحاء الصين الذين يمثلون حوالى 25 مليون نسمة من تعداد سكان الصين البالغ عدد سكانها مليارًا و700 ألف نسمة، حيث أقيمت الاستعدادات والتحضيرات طوال يوم "الوقفة" بالعودة إلى القرى والالتقاء ولم شمل الأسر، والسهر طوال الليل حتى إقامة شعائر صلاة العيد فى المساجد القريبة من مناطق إقامتهم.
وبالتأكيد شاطرهم خلالها الفرحة بالعيد أبناء الجاليات العربية والإسلامية الذين يعملون أو يقيمون فى الصين وغالبا ما يتم إحياء أول أيام عيد الأضحى المبارك فى جامع السفارة السودانية فى بكين حيث تقام الصلاة ثم يتم بعدها حضور إفطار جماعي للجميع حيث تقدم الهدايا والحلوى للأطفال ابتهاجا بالمناسبة الكريمة.
وخلال العيد تحتفي منطقة (نينجشيا) ذاتية الحكم لقومية هوي المسلمة بشمال غربي الصين، وهي المنطقة التى تضم أكبر عدد من المسلمين فى الصين وتشتهر عالميا بعلاقاتها وارتباطها بالدول العربية والإسلامية من خلال التجارة والاستثمارات وأيضا تشابه العادات والتقاليد خاصة فى ذبح الأضاحي أو الاحتفال بالمناسبات الدينية وصيام شهر رمضان وغيرها من الشعائر المقدسة.
والاحتفال بعيد الأضحى هذا العام له طابع خاص حيث يصادف اليوم ثاني أيام العطلة التي تدوم 5 أيام بمناسبة العيد، فى وقت يشارك المسلمون في نينجشيا في الشعائر الدينية بالمساجد الكبيرة المنتشرة فى المدينة فى وقت أصدرت الحكومة الصينية المحلية لمنطقة نينغشيا قرارات تفضيلية، بما فيها تمديد العطلة وإعفاء السيارات التي تتسع لأقل من 7 مقاعد من رسوم العبور في الطرق السريعة، لمنح المسلمين المزيد من الوقت لأداء شعائرهم الدينية وزيارة الأقارب ولم شمل الاسرة فى العيد، كما تمنح السياح تخفيضات عند الزيارة للمواقع السياحية المحلية.
على الجانب الآخر، تجمع كبار المسئولين الصينيين فى حفل الاستقبال الذي أقامته الجمعية الإسلامية الصينية ببكين أمس الاثنين "وقفة العيد"، وشارك خلاله كبار الشخصيات الإسلامية وممثلو المسلمين الصينيين للاحتفال عشية أول أيام عيد الأضحى، حيث ألقى تشن قوانغ يوان رئيس الجمعية كلمة أعرب عن تمنياته إلى المسلمين فى الصين وفى أنحاء العالم وكذلك إلى مسلمى الصين الذين يقومون حاليا بأداء فريضة الحج فى المملكة السعودية.
وقال تشن - فى كلمته - إن "الجمعية سوف تواصل خدمة المسلمين الصينيين وتقديم إسهامات فى التنمية الاقتصادية والتناغم الاجتماعى والازدهار الثقافى فى الصين".. متعهدا بمواصلة الجمعية العمل على خدمة المسلمين الصينيين وتوحيدهم للقيام بجلائل الأعمال والإسهام فى تنمية الصين والتناغم الاجتماعي بها.
يذكر أن مسلمي الصين يتعدي عددهم 25 مليون مواطن صيني, يعيش معظمهم فى مناطق متفرقة من الصين أبرزها قاطعات تشينغهاى, وقانسو, ويوننان, ومنطقة نينغشيا ذاتية الحكم لقومية هوى، ومنطقة شينجيانج الويجورية ذاتية الحكم وبعض المناطق والمدن الكبرى وبالعاصمة بكين التي تضم أحد أهم الشوارع الإسلامية ويطلق عليه "شارع البقر" حيث يشتهر بتجارة اللحوم والأضاحي والدواجن المذبوحة طبقا للشريعة الإسلامية.