وكالات مثل ما كان متوقعاً، طغت الأزمة في الولاياتالمتحدةالأمريكية على عناوين ومقالات الصحف الفرنسية، الصادرة اليوم الأربعاء.
هافنغتون بوست: أوباما يسعى لتحميل الجمهوريين الثمن المرتفع في الانتخابات القادمة واتفقت الصحف على أن قرار اللّجوء لآلية الإغلاق، مؤشر على صعوبة ودقة الوضع السياسي الداخلي الأمريكي.
انهض يا جفرسون واعتبرت صحيفة"لوموند" تحت عنوان مثير"انهض يا جيفرسون، لقد أصيبوا جميعاً بالجنون"، أن الأزمة الراهنة ليست" سوى مقدمة لأزمة منتظرة أعمق بمناسبة المفاوضات حول الترفيع في سقف التداين الحكومي منتصف الشهر". وأضافت الصحيفة قائلة: "إن الوضع الحالي لا يعكس خلافاً سياسياً حقيقياً مع اوباما أو مع الحزب الديموقراطي، بل يعكس موقف النواة الصلبة للحزب الجمهوري أو ما يعرف باسم حزب الشاي، من أوباما شخصياً، وهو موقف أقرب للأفكار السائدة زمن الحرب الأهلية الأمريكية منها للأفكار السياسية الحديثة".
عزلة اوباما أما "لوفيغارو" اليمينية، فقالت: "تكشف الأزمة الراهنة، حدّة وخطورة أزمة سياسية تشق الطبقة السياسية الأمريكية، فرئيس أقوى دولة في العالم أوباما، لم يسبق له أن مرّ بعزلة سياسية مماثلة" وتكشف "الصفعة الجديدة" التي تلقاها الرئيس أوباما، المسار السلبي الذي ميّز أداءه في الفترة الأخيرة بعد توالي الفشل" فمن الفشل في فرض قانون على حمل السلاح، إلى إصلاح قانون الهجرة، إلى فضيحة التصنّت والتجسّس في وكالة الأمن القومي" كلها علامات فشل وإخفاق لن يتسنى" للرئيس الأمريكي تحمّل نتائجها السياسية طويلاً".
الإغلاق في فرنسا؟ لم لا من جهتها تساءلت صحيفة "لي اكو" الإقتصادية، عن شكل الوضع في فرنسا، لو كان الدستور ونظام الحكم فيها يسمح بهذه الآلية، التي "تسمح لحزب أو طرف سياسي معين باختطاف الدولة واحتجازها رهينة بين يديه حتى تحقيق أهدافه السياسية أو الإيديولوجية.
وعلى العكس من ذلك، أعربت صحيفة "لوبينيون" عن أسفها لعدم سماح النظام الدستوري والحكم في باريس بمثل هذه الآلية، وقالت: "تعكس هذه الآلية أحقية النواب، نواب الشعب بممارسة واحدة من السلطات الأصيلة المتاحة لهم، الرقابة المشددة على الأموال العمومية".
دموع التماسيح أما موقع "هافنغتون فرنسا" فاعتبر في مقال بعنوان "دموع التماسيح، لماذا يفرح اوباما سراَ بالإغلاق"، تعليقاً على تأثر الحزب الديموقراطي وفي طليعته أوباما برفض الحزب الجمهوري التصويت على الميزانية والتسبب في شلل الحكومة الفيدرالية أنه و"على عكس الظاهر يسعى أوباما إلى استغلال الأزمة الحالية لمصلحته الشخصية ولمصلحة حزبه، إذ يحرص في الواقع على أن يدفع الجمهوريون انتخابياً ثمن الأزمة الحالية في أقراب المواعيد الإنتخابية، بما أن كل استطلاعات الرأي تفيد برفض أغلبية كاسحة من الأمريكيين لاستراتيجية الحزب الجمهوري ومقايضة التصويت على الميزانية مقابل تعديل قانون الضمان الصحي، وفي المقابل يواصل أوباما اكتساب النقاط في دراسات سبر الآراء بعد أن ارتفعت شعبيته مجدداً إلى 44% من المؤيدين".