برغم إختلاف "زمانهن – ثقافتهن – حدودهن" التى لا يقدرن على أن يتخطيهن ولو حتى فى أحلامهن، برغم ضغف عضلاتهن تمكن بداخلهن قوة كجمرة النار، فكانوا حكماء كالحيَّات.. أقوياء كالأسود.. ولكن فاتنات كالأميرات، جعلوا من أسمائهن فخر للتاريخ، ونماذج تُدرَّس فى دول العالم أجمع, فكانوا مَثَل أعلى للكثيرين, فكان منهم... "سميرة موسى".. أول عالمة ذرة مصرية, لقبت ب"ميس كورى الشرق" إلتحقت بكلية العلوم جامعة القاهرة وحصلت على البكالوريوس وكانت الآولى على دفعتها وعُيِّنَت معيدة رغم إحتجاجات الأساتذة الأجانب .
حصلت على ماجيستير فى موضوع التواصل الحرارى للغازات، درست الإشعاع النووى فى بريطانيا، وحصلت على الدكتوراه فى الأشعة السينية وتأثيرها على المواد المختلفة, كانت تريد أن تنشئ معمل خاص لها فى منطقة الهرم، وكانت تريد أن تخدم قضية السلام ولكن فى زيارتها لأمريكا لتفقُّد عدة مراكز بحثية، صدمتها إحدى الشاحنات الكبيرة لتلقى مصرعها، ولكن الذى لفت الآنظار هو قفز السائق الذى كان بصحبتها من السيارة قبل وقوع الحادثة بلحظات.
وإن كانت الدلائل تشير إلى أن "الموساد" المخابرات الإسرائيلية هى التى إغتالتها حتى لا تقوم بنقل العلم النووى إلى مصر فى فترة مبكرة .
"صفية زعلول".. رمز ثورى لقبت بأم المصريين,كانت ابنة لرئيس وزراء مصر، ولكنها تزوجت من رجل من عامة الشعب وهو "سعد زغلول" أحد أكبر وأقوى زعماء مصر، حيث تقدمت صفية صفوف الثوار أثناء حياة زوجها وبعد وفاته.
قادت المسيرة النسائية فى ثورة 1919 مع الرجال لأول مرة مطالبة بإستقلال البلاد، وكان سعد زوجها مُلهِم الثورة ولكن لم يقودها بنفسه بسبب إعتقاله فى ذلك الوقت .
حيث إحتشدت جموع كثيرة أما منزلها، وأعلنت سكرتارية "صفية زغلول" على لسانها قائلة: إذا كانت السلطة الإنجليزية الغاشمة إعتقلت "سعد" ولسانه، فإن قرينته تشهد لله والوطن على أن تضع نفسها فى نفس المكان الذى وضع زوجها العظيم نفسه فيه من التضحية والجهاد من أجل الوطن، وأن أعتبر نفسى أم لكل أولئك الأبناء الذين خرجوا يواجهون الرصاص من أجل الحرية.
"درية شفيق".. كاتبة وناشطة, وصفتها الصحافة ذات مرة بأنها "الرجل الوحيد فى مصر" فبفضلها أعطى الدستور المصرى للمرأة حق الإنتخاب وحق تولى المناصب السياسية .
وفى 19 فبراير عام 1950 قادت "درية شفيق" مظاهرة قوامها 1500 سيدة واقتحمت أبواب البرلمان أثناء إنعقاد إحدى جلساته وأعلنت إضرابها عن الطعام حتى تنال المرأة المصرية حقوقها الدستورية المساوية للرجل, وبعدها بأسبوع كان لها ما أرادت .
حصلت "درية" على درجة الدكتوراه من "الوربن" عام 1940 وكان موضوعها "المرأة فى الإسلام" أثبتت من خلالها أن الإسلام يساوى بين الرجل والمرأة، حيث عادت إلى مصر وأسست حركة لتحرير المرأة أسمتها "اتحاد بنت النيل" .
"نبوية موسى".. رائدة تعليم البنات, كانت من أهم الشخصيات النسائية المثرية فى القرن العشرين، دافعت عن حقوق المرأة وعن حرية وطنها، حفرت صورتها فى ذاكرة المصريين عندما خلعت إحدى السيدات حجابها فى محطة القطار لتعلن للجميع بأن المرأة لن تظل صامتة أو مختبأة بعد ذلك, أدركت نبوية بأن تعليم المرأة هو الطريق الوحيد الذى سيؤدى بها لتحقيق إستقلالها المادى والحصول على حقوقها.
كما نُشِرَ لها كتاب "المرأة والعمل" و"ثمرة الحياة فى تعليم الفتاة" الذى أدخلته وزارة المعارف كجزء من المقرارات الدرسية, كتبت قصة حياتها إستعرضت فيها كفاحها الطويل فى تحرير المرأة فى مجتمع ذكورى وفى دولة تحت الإحتلال .
"الفلاحة المصرية".. رمز مصر, كانت تُفْلِح الأرض مع زوجها الأمر الذى يؤكد على أهمية دورها فى الزراعة التى شكلت لآلاف السنين العمود الفقرى للإقتصاد المصرى, حيث رمز الكتاب والشعراء كثيرًا لإسم "بهية" وهو اسم ريفى أصيل يوحى بفلاحة شابة جميلة، فالفلاحة ترميز للخصوبة والرخاء وهى سر وجود المصريين منذ فجر التاريخ، ولهذا أصبحت رمزا لمصر.
ويكفى أن نقول أن تمثال الحرية الشهير بمدينة نيويورك إستُلهِمَت فكرته من الفلاحة المصرية.