أصدر "أيمن الظواهري" زعيم تنظيم القاعدة توجيهات عامة للعمل الجهادى فى الفترة المقبلة حث خلالها التنظميات الجهادية "عدم التعرض للاقباط والسيخ والهندوس في البلاد الإسلامية وإذا حدث عدوان منهم فيكتفي بالرد على قدر العدوان، مع بيان أننا لا نسعى في أن نبدأهم بقتال، لأننا منشغلون بقتال رأس الكفر العالمي، وأننا حريصون على أن نعيش معهم في سلام ودعة إذا قامت دولة الإسلام قريبًا. وحصلت "الفجر" على بعض الوثائق التى تكشف المخطط الذى ستنفذه الجماعات الجهادية فى الفترة المقبلة وتركيزهم على "نشر الفكر الجهادى على مستوى الطليعة المجاهدة لتكوين قوة جهادية عقائدية منظمة واعية متحدة تؤمن بعقيدة الإسلام وتلتزم بشرائعه وتحقق الذلة للمؤمنين والعزة على الكافرين والسعي الحثيث لأن تخرج من صفوف الحركة الجهادية كفاءات علمية دعوية تحافظ على سلامة المسيرة وتنشر الدعوة بين المسلمين".
وجاء فى نص التوجيهات ...
"أن العمل العسكري يستهدف أولًا رأس الكفر العالمي أمريكا وحليفتها إسرائيل، وثانيًا حلفاءها المحليين الحاكمين لبلادنا واستهداف أمريكا هدفه إنهاكها واستنزافها، لتنتهي لما انتهى له الاتحاد السوفيتي وتنكفئ على نفسها من خسائرها العسكرية والبشرية والاقتصادية، وبالتالي تخف قبضتها على بلادنا، ويبدأ حلفاؤها في التساقط واحدًا بعد الآخر.
وأما استهداف عملاء أمريكا المحليين فيختلف من مكان لمكان، والأصل ترك الصراع معهم إلا في الدول التي لا بد من مواجهتهم فيها.
ففي "باكستان" الصراع معهم مكمل لقتال الأمريكان لتحرير"أفغانستان" ثم إنشاء منطقة آمنة للمجاهدين في باكستان، ثم السعي في إقامة النظام الإسلامي في باكستان انطلاقًا منها.
وفي "الجزائر" حيث الوجود الأمريكي قليل وغير ملحوظ، فالصراع مع النظام بغرض إضعافه، ونشر النفوذ الجهادي للمغرب الإسلامي وبلاد الساحل الإفريقي الغربي وبلاد جنوب الصحراء وقد بدأت في تلك المناطق بوادر الصدام مع الأمريكان وحلفائهم.
وفي "جزيرة العرب" الصراع معهم باعتبارهم وكلاء الأمريكان.
وفي "الصومال" الصراع معهم باعتبارهم رأس حربة الاحتلال الصليبي.
وفي "الشام" الصراع معهم باعتبارهم لا يسمحون أصلًا بوجود أي كيان إسلامي ناهيك عن أن يكون جهاديًا، وتاريخهم الدموي في السعي لاستئصال الإسلام معروف مشهود.
وفي"أكناف بيت المقدس"الاشتباك الرئيسي والأساسي مع اليهود، ويُصبر على الحكام المحليين في سلطة أوسلو قدر الإمكان.
أما العمل الدعوي فوجه "الظواهرى" بتوعية الأمة بخطر الغزو الصليبي وإيضاح معاني التوحيد بأن يكون الحكم لله وتحقيق الأخوة الإسلامية ووحدة ديار الإسلام كمقدمة لقيام الخلافة على منهاج النبوة .
وتتركز توجيهات"رئيس تنظيم القاعدة" فى توعية وتربية الطليعة المجاهدة التي تحمل وستحمل عبء مواجهة الصليبيين وعملائهم حتى تقوم الخلافة وتوعية الجماهير وتحريضها والسعي في تحريكها لتثور على حكامها وتنحاز للإسلام والعاملين له.
وتأتى التوجيهات من باب السياسة الشرعية التي تسعى في جلب المصالح ودرء المفاسد وهى التركيز في العمل العسكري على إنهاك رأس الكفر العالمي حتى يستنزف عسكريًا واقتصاديًا وبشريًا، وينكمش لمرحلة من التراجع والانزواء.
ووجه "الظواهرى" المجاهدين أن يعتبروا أن ضرب مصالح التحالف الغربي الصليبي الصهيوني في أي مكان في العالم من أهم واجباتهم، وأن يسعوا في ذلك قدر ما يستطيعون ويلحق بهذا الأمر أن يبذل الإخوة قصارى جهدهم لفك أسارى المسلمين بشتى الوسائل بما في ذلك مهاجمة سجونهم أو خطف الرهائن من الدول المشاركة في غزو ديار المسلمين للمفاداة بهم.
والتركيز على رأس الكفر العالمي لا يتعارض مع حق الشعوب المسلمة في جهاد ظالميها بالقول واليد والسلاح فمن حق إخواننا في القوقاز المسلم أن يجاهدوا الروس المعتدين وأتباعهم ومن حق إخواننا في كشمير أن يجاهدوا الهندوس المجرمين، ومن حق إخواننا في تركستان الشرقية أن يجاهدوا الصينيين الباغين، ومن حق إخواننا في الفلبين وبورما وفي كل أرض يعتدى فيها على المسلمين أن يجاهدوا من اعتدى عليهم.
عدم الاشتباك القتالي مع الأنظمة إلا إذا اضطررنا لذلك، كأن يكون النظام المحلي يشكل جزءًا من قوة الأمريكان كما في أفغانستان، أو يقاتل المجاهدين نيابة عن الأمريكان كما في الصومال وجزيرة العرب، أو لا يقبل بوجود المجاهدين كما في المغرب الإسلامي والشام والعراق ولكن يتجنب الدخول في قتال معه كلما أمكن ذلك، وإن اضطررنا للقتال معه فيجب إظهار أن معركتنا معه هي جزء من مدافعتنا للحملة الصليبية ضد المسلمين.
وحيثما أتيحت للمجاهدين الفرصة لتهدئة الصراع مع الحكام المحليين لاستغلال ذلك للدعوة والبيان والتحريض والتجنيد وجمع الأموال والأنصار فيجب أن نستثمرها لأقصى درجة، فإن معركتنا طويلة والجهاد بحاجة لقواعد آمنة، وإمداد متصل من الرجال والأموال والكفاءات ولا يتعارض مع هذا أن نُفهم الأنظمة الوكيلة للحملة الصليبية أننا لسنا لقمة سائغة. وأن لكل فعل رده المناسب، ولو بعد حين. ويطبق هذا الأمر في كل جبهة بما يتناسب مع وضعها.
وحث "الظواهرى" الى عدم مقاتلة الفرق المنحرفة مثل الروافض والإسماعيلية والقاديانية والصوفية المنحرفة ما لم تقاتل أهل السنة وإذا قاتلتهم فيقتصر الرد على الجهات المقاتلة منها، مع بيان أننا ندافع عن أنفسنا ويتجنب ضرب غير مقاتليهم وأهاليهم في مساكنهم وأماكن عبادتهم ومواسمهم وتجمعاتهم الدينية. مع الاستمرار في كشف باطلهم وانحرافهم العقدي والسلوكي.
أما في الأماكن التي تقع تحت سيطرة المجاهدين وسلطتهم فيُتعامل مع هذه الفرق بالحكمة بعد الدعوة والتوعية وكشف الشبهات، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بما لا يسبب ضررًا أكبر منه، كأن يؤدي لطرد المجاهدين من تلك المناطق، أو لثورة الجماهير ضدهم، أو لإثارة فتنة يستغلها أعداؤهم في احتلال تلك المناطق.
وبالعموم يتجنب قتال أو ضرب كل من لم يرفع في وجهنا السلاح أو يعين عليه والتركيز على التحالف الصليبي أساسًا ووكلائه المحليين بالتبعية والامتناع عن قتل وقتال الأهالي غير المحاربين، حتى ولو كانوا أهالي من يقاتلنا ما استطعنا لذلك سبيلًا والامتناع عن إيذاء المسلمين بتفجير أو قتل أو خطف أو إتلاف مال أو ممتلكات والامتناع عن استهداف الأعداء في المساجد والأسواق والتجمعات التي يختلطون فيها بالمسلمين أو بمن لا يقاتلنا.
والأولوية في المواجهة مع أعداء الإسلام وخصومه ولذا لا يجب أن يخرجنا الخلاف مع الجماعات الإسلامية الأخرى إلى الانصراف عن مواجهة أعداء الإسلام وخصومه عسكريًا ودعويًا وفكريًا وسياسيًا.
إذا تورطت جماعة تنتسب للإسلام في المشاركة في القتال مع العدو الكافر، فيرد عليها بأقل قدر يكف عدوانها، سدًا لباب الفتنة بين المسلمين، أو الإضرار بمن لم يشارك العدو.
وجاء موقف التنظيم من ثورات المظلومين على الظالمين بالتأييد لأن تأييد المظلوم ضد الظالم واجب شرعي بغض النظر عن كون أحدهما مسلمًا أو غير مسلم والمشاركة لأنها من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الذي فرض علينا والتوجيه ببيان أن الغاية من عمل الإنسان يجب أن تكون تحقيق التوحيد بالتزام أوامر الله وتحكيم شرعه والسعي في إقامة النظام الإسلامي والدولة المسلمة.
ويجب الانتصار للمظلومين والمستضعفين مسلمين أو غير مسلمين ممن ظلمهم واعتدى عليهم، وتأييد وتشجيع كل من يساندهم ولو كان من غير المسلمين وكل تهمة باطلة يرى المجاهدون أنها قد ألصقت بهم زورًا وكذبًا فعليهم بالاجتهاد في دفعها وتبيين وجه الحق فيها، وكل خطأ يرى المجاهدون أنهم قد وقعوا فيه فعليهم بالاستغفار منه والتبرؤ من خطأ فاعله والسعي في تعويض المتضرر بما يقتضيه الشرع قدر إمكانهم.