اليوم استيقظت مبكرا قليلا وقررت ان اتمشى قليلا وخاصة اننا في اجواء الخريف ويكون الهواء نظيفا الى حد ما وذهبت الى مكاني المفضل تحت شجرة التوت وقررت ان اصعد اليها كما كنت افعل في السابق ولكن وجدت الشجرة عالية والصعود اليها ليس بالأمر اليسير فقد كبر السن وعلت الهامة وزاد الحمل على القدمين وكبرت النفس على الصعود وتسلق الشجرة وحتى حينما هزمت عوامل الزمن وقررت ان اصعد وحين هممت بالصعود وجدت ان الجذع لا يتحملني ويكاد يلفظني ويلقيني ارضا من ثقلي ويكاد يقول لي لقد هرمنا على هذا فلم اعد اتحملك كما كنت صغيرا فلقد كبرت ولا استطيع تحملك مثل السابق وانت كبرت ولم تعد صغيرا وخفيفا كما السابق فانزل عنى فلن يعود الزمن الى الوراء هكذا هو حالنا نحن البشر فنحن نكبر ونشيخ ويشيخ معنا احبائنا واشيائنا فهذا هو ما يجرى عليه الزمان فلا تحمل نفسك ما لا طاقة لك بها ولا تتسلق على اكتاف من سبقوك فهم ايضا قد هرموا ودع الزمن يأخذ مجراه فلن تسطيع تعويض ما فاتك ولن تستطيع تغيير ما حدث فما قد حدث هو ماضيا ليس لنا منه سوى العبرة وما هو اتيا هو مستقبلا وحاضرا سوف يجرى سواء شئنا ام ابينا..
يوما تمنيت وانا صغيرا ان اركب عجلة مثل أقراني ولكنى لم اجد ما شتريه بها لضيق الحال وضيق الرزق وظلت أمنيتي قابعة داخل نفق مظلم في قاع راسي ظل يكبر ويكبر ويطاردني الى انا كبرت وعملت وبدأ في التضاؤل الا ان ذهبت يوما ما لأركب العجلة فوجدت انى هرمت وكبرت على ركوبها ولم تعد النفس راغبة فيها وهكذا كبرت على أحلامي فالحلم يظل حلما وهذا روعته و حينما يتحقق يصبح ماضيا لا يستطيع الانسان ان يذوق طعم حلاوته تمنى واحلم كما شئت ولكن لا تتدع الزمان يهزم احلامك ويضيع عليك فرحتك بالحلم فلن تسطيع تذوق طعم الشيء الا في اوانه وحينما يفوت اوانه لابد ان تنساه لأنه لن يكون له طعم حينما يفوت اوانه فكما لا يؤكل البطيخ في الشتاء فلن تسطيع ركوب العجل بعد الستين الا لو كنت قادرا على الركض فوق الماء ولن تتذوق حلاوة الطيران طالما انت عاجز عن التحليق خارج احلامك.