نشرت وكالة اسوشيتد برس تقريرا اوردت فيه ان كاهن الكنيسة الأرثوذكسية لا يتحدث مع ضيفه الا بعد ان اختبأ من أعين مسلم ملتحي يخفي مسدس من تحت ثوبه . لذلك انتقل الأب يوأنس وراء جدار متفحم بالدير القديم ليصف كيف احرقه الاسلاميون، ثم نهبوه عندما استولوا على هذه المدينة المصرية الجنوبية بعد الاطاحة برئيس البلاد .
و قال يوأنس لوكالة أسوشيتد برس انه " استمر اشعال النيران في الدير بشكل متقطع لمدة ثلاثة أيام ، و استمر النهب لمدة أسبوع ". كما تم تجريد مصلى الدير تحت الارض الذي يقدر تاريخه 1600 عاما من الرموز القديمة، و تم حفر النفق اعتقادا بأنه يوجد كنز دفن هناك . و اضاف "حتى رفات القديسين القديمة تم الاعتداء عليها".
و قد كانت دلجا التي يقطنها 120 الف شخص ، بينهم 2000 مسيحي، خارج سيطرة الحكومة منذ أخرج المتشددين الإسلاميين من أنصار محمد مرسي الشرطة واحتلت مركزهم في 3 يوليو، يوم عزل محمد مرسي من السلطة. وكان ذلك جزءا من موجة من الهجمات في محافظة المنياجنوبا التي استهدفت المسيحيين و بيوتهم وأعمالهم .
ومنذ ذلك الحين ، فرض المتشددين قبضتهم على دلجا، و احبطوا محاولتين للجيش لارسال ناقلات جند مدرعة لإطلاق النار عليهم. و يشير هذا الي قوة الإسلاميين المتشددين في جنوب مصر حتى بعد إزالة مرسي - و تصميمهم على تحدي القيادة المدعومة من الجيش الذي حل محله.
وقال يوأنس انه فر نحو 40 عائلة مسيحية من دلجا منذ ذلك الحين. كما هاجم الإسلاميين ما يقرب من 40 منزلا و مخازن يملكها مسيحيون، وفقا لنشطاء المنيا. وقالوا انه انضم قطاع الطرق من الصحارى القريبة لاعمال النهب والحرق. لضمان انتشار الخوف، أحرق المهاجمين المنازل في جميع الأحياء المسيحية. و أشعلت النيران أيضا بالكنيسة الكاثوليكية الوحيدة مثلما تم حرق دير السيدة العذراء والقديس أبرام، ونهب الكنيسة الإنجيلية.
دلجا هي المثال الأكثر تطرفا للقوى الإسلامية في المنيا، و شهدت البلدة تصاعدا في اعمال العنف الاسلامية منذ عزل مرسي بشكل عام. تمت مهاجمة 35 كنيسة ، بما في ذلك 19 التهمهم الحريق تماما. كما تم تدمير ما لا يقل عن ستة مدارس مسيحية و خمس دور الأيتام ، بالاضافة الي خمس محاكم ، و سبعة مراكز للشرطة و ستة مبان لمجلس المدينة. و نهب المتحف في مدينة ملاوي . في الفراغ الأمني الذي تشهده البلاد، يدفع المسيحيون الثمن إلى حد كبير .