كشفت مصادر خاصة, بالوثائق عن اجتماع أعضاء التنظيم الدولي لجماعة الإخوان المسلمين, في بازل بسويسرا, منذ أيام, لبحث أزمة "الإحياء الثالث" للجماعة في مصر, كمحاولة للإبقاء علي التنظيم, وخشية انتهاء التنظيم, ومروره بحالة من الضمور النهائي, بعد الأزمة الأخيرة. فقد كشفت المصادر أن الاجتماع شهد طرح العديد من الرؤي المختلفة، والتي من شأنها أن تظهر الجماعة في ثوب جديد ومختلف عما سبق , يحمل الكثير من الانفتاح علي المجتمع, ويتخلى عن الكثير من أمور التشدد التي بدا عليها مؤخرا.
وأكدت المصادر أن قادة التنظيم، لم تكن لديها نظرة أحادية الفكر في اجتماعها ومعالجتها للازمة, وإعادة الجماعة بشكل أفضل للمشهد السياسي، حيث منحت الشباب فرصة تولي المناصب المركزية, ومشاركة المرأة, بشكل أقوي في المناصب الادارية, وزيادة الوعي الأمني للشباب.
وكان أخطر ما في الوثائق هو تدويل منصب المرشد بعد أن تم احتكاره لإخوان مصر, علي مدار تاريخ الجماعة, ووضع لائحة جديدة لانتخاب المرشد من مجلس شوري التنظيم الدولي .
وقد ركزت الوثائق علي طرح عدة توصيات بشأن أزمة "الأحياء الثالث للجماعة" جاءت كالتالي :
أولاً: الكفاح السياسي الهادئ, من خلال الإبقاء علي الحزب، والتأكيد علي أنه حزب سياسي اجتماعي, وليس ديني, ومحاولة الانخراط المجتمعي في اطار توجهات وادبيات الجماعة والأسس التي تسير عليها منذ نشأتها علي يد الإمام البنا .
ثانيًا: إذا تعسر المحافظة علي حزب "الحرية والعدالة", لابد من التواجد تحت لافته جديدة, حتي يظل تواجد عناصر الجماعة مطروحا في الحياة السياسية, ولعل محنة 45 , و65 خير مذّكر علي ما تمر به الجماعة في مصر حاليا .
ثالثًا: ضرورة المصالحة الوطنية مع الشعب المصري, واحتواء الأزمة بعد تعرض الجماعة لحالة من التشوية منذ ثورة 25 يناير, وانتقاد كل تحركاتها, والمصالحة مع الأجهزة الأمنية، التي بدونها لن تكون للجماعة شوكة مرة أخري, والدخول في هدنة سياسية مقابل الحفاظ علي التنظيم والجماعة من الملاحقات الأمنية .
رابعًا: بات من الواضح أن أدبيات وأفكار الجماعة, في حاجة إلي عدة مراجعات علي المستوي الفكري والتنظيمي, لاسيما أن الكثير من كتب الجماعة تحوي العديد, من الأمور التي تغيرت خلال تحركات الجماعة, عبر مسيرتها السياسية والفكرية, ومن الضروري طرح مصطلحات جديدة, تلقي قبولا في الشارع السياسي والشعبي .
خامسًا: التأكيد علي أن الجماعة سلمية في أهدافها وتحركاتها داخل المجتمعات, وأنها لم ولن تدعو العنف في يوم ما, مهما كانت المحن التي مرت بأبنائها .
سادسًا: ضرورة المشاركة الاجتماعية التربوية, وطرح مشاريع توعوية وأخلاقية تحمل روح دعوة الاخوان وأفكارهم, وتخدم الجميع دون تفرقة, حتي تستطيع الجماعة الاحتفاظ بالمساحة التي حظيت عليها وتقليل حجم الخسائر في ظل الأزمة الراهنة .
سابعًا: إعادة مراجعة خطة التمكين, ومراحل الفرد المسلم ثم الأسرة والمجتمع ثم الحكومة الإسلامية، انتهاء بالحكم الرشيد, ثم استاذية العالم, ولا ينبغي أن يكون اليأس والاحباط سيدا الموقف من قبل شباب الجماعة, ولتفادي تلك الأزمة يجب أن يتم تصعيد الشباب حتي يقودوا وسائل الخروج من المحنة الراهنة, وأن يشعروا أنهم أصحاب القضية الحقيقيين, لا مجرد ديكور تكميلي للأزمة .
ثامنا: إعادة نشر كتاب "دعاة لا قضاة" للمستشار "الهضيبي" للتأكيد علي أن الجماعة بعيدة كل البعد عن أي منهج تكفيري أو اللجوء للعنف .
تاسعا: الرد القوي والفعلي بدراسة مستفيضة علي أفكار" سيد قطب"، وانها تم فهمها بشكل خاطئ, والتبرأة من كل فهم يدفع وينادي بالعنف, وأن الجماعة وقيادتها بعيدة عن العنف واستخدام السلاح .
عاشرًا: السعي لمحاولة حماية الكيان من التصدع أو "فرط العقد" والتفلت, سواء علي مستوي أعضاء التنظيم أو المحبين والمؤيدين للفكرة, من خلال التركيز التربوي , والروحاني, ودراسة تجارب الإخوان في مثل هذه الأزمة في الأقطار المختلفة, وإيجاد دلائل مقنعة للشباب حول الازمة خشية الكفر بمبادئ الجماعة .
الحادي عشر: توثيق المشهد الحالية, علي أنها إحدى المحن الشداد التي تعرضت لها عبر مسيرتها وتاريخها, الحافل بالابتلاءات من قبل النظم الحاكمة .
الثاني عشر: زيادة الوعي الأمني لدي الجماعة , واعادة ترتيب مستويات الافراد التربوية والتنظيمية بشكل جديد يراعي ظروف الأزمة, والحيطة والحذر من الأعضاء الجدد, الذين لم يعاصروا الجماعة في كفاحها علي مدار السنوات الماضية التي تعرضت فيها للسجون والمعتقلات, وحتي لا يتم اختراق التنظيم في ظل الوضع الراهن ويتم القضاء عليه نهائيا من قبل الأجهزة المعنية .
الثالث عشر: إعادة هيكلة الكيان تنظيميا ابتداء من المناصب الادارية علي مستوي مكاتب المحافظات والشُعب, واللجان, ومكتب شوري الجماعة, ومكتب الإرشاد, بحيث تكون الاغلبية بيد الشباب, لأنهم هم الأمل الذي سوف يدفع الجماعة للبقاء والسير في هدفها دون تعطيل أو تأخير.
الرابع عشر: في اطار التغيير الحادث للمشهد السياسي والدعوي, واثبات الدور الوطني والتاريخي للأخوات ومشاركتهن للإخوة في الميدان كتفا بكتف, بل تصدرهن للمشهد وللصفوف الأول, كان من الضروري تمثلهن في المناصب الادارية, ومكتب شوري الجماعة ومكتب الارشاد, وان يكون لهن كيانا منفصل, يخضع لميزانية منفصلة وللجان تربوية تهتم بوضعهن التربوي, والاداري والتصعيدي, نقلا عن مبتدا .
الخامس عشر: في ظل المحنة الحالية والضغوط الأمنية المتوقعة علي قيادات التنظيم في مصر, وفي ظل تمسك قيادات الإخوان بالاحتفاظ بمنصب المرشد, يجب تدويل المنصب بين مختلف الدول, وفقا للائحة جديدة لاختيار المرشد وبناء علي انتخابات رسمية من قبل مكتب شوري التنظيم الدولي، وعدم احتكار المنصب بما يخدم أهداف الدعوة والحركة الاسلامية في العالم , وحتي يظل كل فرع للجماعة منتميا انتماءً حقيقيا للتنظيم .
السادس عشر: محاولة احتواء الشباب المنشق عن الجماعة في ظل الأزمة علي اعتبار انهم الاكثر ايمانا بالفكرة من غيرهم, وخشية تفلتهم نحو الفكر اليساري والإعراض عن الفكرة الاسلامية واهدافها, والتركيز علي مبادئ الفتن والابتلاءات، وأنها لم تكن جديدة علي مدار تاريخ الجماعة ومسيرتها .