من المؤكد أن الغالبية من المصريين تابعت بعض البرامج الحوارية الفنية على المحطات الفضائية برمضان الماضى، سيقف البعض عند بعض الملاحظات فى تلك البرامج، أولها تشابه الضيوف من نجمات الصف الأول بثمانينيات وتسعينيات القرن الماضى بالإضافة لبعض نجمات الصف الثانى والمطربات، وسيلاحظ المشاهد أن غالبية تلك النجمات هن ذات الضيوف فى تلك البرامج فى الأعوام السابقة، وسنرى شيئا مهماً أن المذيعين لبنانيون، فالأول هو طونى خليفة الذى بدأ يقدم برنامجا كل رمضان مع افتتاح قناة طارق نور القاهرة والناس حتى أصبح يقدم طيلة العام مع البث الدائم للمحطة والثانى هو اللبنانى نيشان، الذى كان يقدم فى محطة m.t.v اللبنانية كل رمضان منذ عشر سنوات حتى أصبح يقدم فكرته مع بعض التطوير على قنوات الحياة. وظهرت العام الماضى المصرية الداخلة على كار الإعلام جديد وهى سمر يسرى أخت المغنى القديم فى النايت كلابس سامح يسرى، المصريون اعتادوا فى البداية طريقة طونى خليفة وهو ينوع بين الضيوف من الإعلاميين والفنانين والسياسيين لكن تجد عنده بعض الضيوف دائمين كل رمضان مثل الاستاذ مفيد فوزى، وفى نيشان تجد أصالة وليلى علوى وإلهام شاهين وغادة عبدالرازق، وكنت زمان أتعجب كيف لواحد مثل طونى خليفة أو نيشان أن يتجرأ أو يستأسد على ضيوفه عندما يدخل فى مناطق شخصية حرجة وأحياناً تصل إلى بكاء الضيف، وكيف يقبل الضيف إظهار نقاط ضعفه فالبعض يستطيع الرد ويكسب الجولة والبعض الآخر يظهر بمظهر سيئ للغاية يفقده الكثير ولماذا لا ينسحب الضيف بعد أن يتحول بعضهم كالخرقة البالية أمام المشاهد.
زال عجبى عندما علمت أن الدولار غلب الكارنيه وهو تحريف للمثل المصرى «الجنيه غلب الكارنيه» فهؤلاء الضيوف جميعاً يتقاضون مقابل تقطيع المذيع لهم واختراقه لحياتهم الشخصية والضيف وشطارته لذا يعتقد المشاهد أن ذلك المذيع أو ذاك حاجة ماحصلتش لكن إذا عرف السبب زال العجب فسيادته مستأسد بالدولارات التى دفعها منتج البرنامج هو والمحطة للضيف وما على المذيع سوى قراءة الأسئلة الموضوعة فى الإعداد وهو وشطارته فى الارتجال ولازم ياخدوا بفلوسهم المدفوعة من النجم إثارة.
وأجد فى نفسى مبررات كثيرة لبعض الضيوف الذين يقبلون الخوض فى حياتهم الشخصية أو تقطيعهم من هذا أو ذاك كأن يكون جديدا على الميديا وعايز يفرش لنفسه أرضية فى برنامج له نسبة مشاهدة فلا ضير لو ظهر واتقطع أو أن يكون الضيف فنانة درجة ثانية عاملة دورين حلوين وعايزة تنط للدرجة الأولى فتضرب عصفورين بحجر منها شهرة ومنها شوية دولارات مثل ظهور رانيا يوسف ونجلاء بدر مثلاً مع نيشان لكن الذى لا أجد له مبرراً ظهور فنانة بشهرة وفلوس غادة عبدالرازق مع نيشان مثلاً ويحبك لها كميناً على الهواء باستحضار مخرج مسلسلها الأخير حكاية حياة والمخرج يقول والمذيع يكمل وهى لا تجد إجابة لأنها لو نطقت ستزيد الطين بلة.
هل غادة فى حاجة للخمسين ستين ألف دولار التى حصلت عليها من استضافتها وهى التى تبرعت بمليون جنيه لصندوق دعم مصر؟ هل غادة فى حاجة للشهرة؟.. أعتقد أن الكل سيجيب «لا»، فهى الآن الأولى بين جيلها سينمائياً وتليفزيونياً إذاً ما الداعى لذهابها بيروت والتصوير وكوافير وماكياج وفستان ودنيا من أجل الظهور ثم تتقطع أمام الناس بسكين مذيع لبنانى قال للخيار يا لوبيا وليس فى لسانه سوى جملة واحدة شهيرة صديقتى فلانة قالت وصديقتى النجمة الفلانية وصفت لى فى استعراض لمعرفته بنجوم ونجمات الصف الأول.
طب ما طبعاً يا صديقى لازم يكونوا أصدقاءك بدولارات المحطة غصبا عن التخين ويحسنوا علاقتهم بك حتى يحصلوا كل عام على مئات الآلاف من الدولارات وإقامة وظهور فى البرنامج يعنى مش لسواد عيونك ولا عيونهم وإنما لعيون الأموال التى تدفعها المحطة يا أخ.
أما الأخت سمر التى ظهرت العام الماضى بشعر كيرلى مثل ميريام فارس وأسئلة معدة لها تدخل فى خصوصية الخصوصية لنجوم صف أول من أهل الفن والإعلام والصحافة وبرنامج مصروف عليه قد كده فأعتقد أنها صناعة منتج شاطر لوجه نسائى مهتم بذهابه لصالونات التجميل بانتظام ليأتى العام الثانى لها بشوية فساتين وتقليد للبرامج الحوارية اللبنانية واستضافة بعض الفنانات من أجيال مختلفة وأسئلة فى الحياة الشخصية لا ذنب لها فيها وإنما هى من طهو المعد لكن أتعجب من الجرأة وأتحفظ على كلمة «.. .. » فى إلقائها للأسئلة للضيوف شىء مقزز لا أدرى هل نحن فى مجتمع شرقى أم مجتمع «.. ..» لا مؤاخذة؟
هل وصل بنا التمدن لدرجة الانحلال حتى يتم طرح أسئلة على ضيفة درجة ثالثة لمجرد أنها ظهرت فى مسلسل بميكروجيبات ورددت بعض الألفاظ الخارجة فى رمضان من عينة «ظبطنى ملط على الصوفا»، وتنحنى فترى ما تحت الميكروجيب والمذيعة المصرية تسألها إن بعض الرجال بيقولوا لما كنا بنشاهد المسلسل وإنتى فيه كنا «.. ..» يا أخى «.. ..»، هو إحنا فى مصر يا نحرق يا نمرق على رأى المثل يعنى يا إخوان يا إما ظبطنى ملط على الصوفا مفيش وسط أبداً.
أرى فى الأخت سمر أنها صنيعة كوافرجى شاطر وشوية لبس واستايلست حضر الملابس ومنتج جهز استوديو وديكور حلو ومعد كتب كلمتين واحضر نجمات ونجوما دفع لهم ويالا هوبا أى واحدة فى البيت تأتى من المطبخ مباشرة دخلها على هذه المراحل كدا وضع فى أذنها سماعة للأسئلة عشان ما تعكش وادفع لفنانين حتى يجلسوا أمامها تخترق حياتهم الشخصية بالفلوس طبعاً، وأكيد مؤكد بالطبع سينجح فمن منا لا يحب مشاهدة طبخة محترمة مثل هذه فهل تجرؤ الأخت سمر مثلاً أن تستضيف ضيفا بعقل وحيد حامد أو جمال الغيطانى أو شاهندة مقلد وتحاورهم فى الأدب والسياسة والوطن وبدون إعداد وسماعة فى أذنها مثلاً؟! تورينا.
أما البرامج غير المدفوع فلوس فيها للضيوف وقد حضر الضيف مجاملة للمذيع فلا يستطيع المذيع أو المذيعة أو قل لا يجرؤ أحد منهم أن يمر على الخط الأحمر فى أى شىء يغضب الضيوف.
فالضيف بدون أجر يعنى شوية أسئلة إيه رأيك فى الإخوان وحياته عاملة إزاى ولو كان الضيف ربع لبة لمجرد ملء مساحة وخلاص حتى يحصل المذيع والمعد على الأوبيج فيمكن نقرص شوية عليه لأنه كفاية اعطاء فرصة الظهور له وهذه النوعية أكبر مثال لها برنامج «الجريئة» بتاع إيناس الدغيدى لكن بالفلوس مرمط الضيف وطبعاً ليس هناك أبلغ من سى رامز بتاع السنة دى وكل الضيوف حصلوا على عشرين لثلاثين ألف دولار-ويقال إن هيفاء حصلت على أضعاف هذا المبلغ- لذا كنت تجد الضيف لما يعرف إنه كان مقلب يتحول لوحش مفترس ثم فجأة يتغير، وبعدها يجلس يشكر فى رامز فى النص بقا ما شفناش الفلوس وهى بتتاخد.