دعا سمو الشيخ جابر مبارك الحمد الصباح رئيس مجلس الوزراء الى القيام بالتخطيط الواقعي السليم لاعداد برنامج عمل واضح المعالم قابل للتنفيذ لمعالجة أوجه القصور والخلل في الجهات الحكومية وأن يراعى الأولويات الأهم قبل المهم وتلمس هموم المواطنين ومشاكلهم والبحث عن سبل الارتقاء بالخدمات العامة وتجسيد الالتزام الجاد بتطبيق القانون بلا تهاون، ومحاربة آفة الفساد والواسطة وأن يكون التنفيذ مقترناً بجدول زمني محدد المواعيد مشمولاً بأدوات المتابعة والتقويم وآليات الثواب والعقاب الكفيلة بانضباط العمل وتحقيق الانجاز المنشود، وكذلك معالجة الأخطاء التي تعرقل التقدم في اللحاق بالركب الحضاري وتحقيق التنمية الشاملة والمستدامة وانجاز الاصلاح الكامل والقضاء على مظاهر الفساد وأسبابه والسعي نحو الارتقاء بالخدمات العامة الى المستوى الذي يليق ببلدنا الغالي ومكانته بين الأمم.
وتطرق سموه في كلمة ألقاها في الاجتماع الأول لمجلس الوزراء أمس الى سبل تطوير منهجية العمل الحكومي والتركيز على الجهاز الاداري للدولة والارتقاء بأدائه ليكون قادراً على مواجهة مسؤولياته الجسيمة ودفع عجلة التنمية في البلاد بمجالاتها المختلفة وذلك وفق آليات المتابعة الحثيثة وتفعيل مبدأ الثواب والعقاب وبمكافأة المجدين والمبدعين ومحاسبة المقصرين، كما جدد سموه في كلمته التأكيد على تجسيد المفهوم الصحيح للوظيفة العامة لكونها خدمة للمواطنين وتسهيل مصالحهم وأن تتسع صدور الوزراء للنقد والشكوى وتقبل الملاحظات والآراء دون جزع أو ضجر والتفاعل معها بكل جدية وايجابية.
وقد رد نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية الشيخ صباح خالد الحمد الصباح باسمه نيابة عن اخوانه الوزراء بكلمة تعهد فيها ببذل قصارى الجهد لترجمة توجيهات سمو الأمير، وكذلك التوجيهات التي رسم بها سمو رئيس مجلس الوزراء معالم النهج الجديد لمواجهة المرحلة المقبلة للتوصل لايجاد خطط وبرامج عملية مدروسة وفق محددات زمنية يستشعر منها المواطنون سرعة تحقيق آمالهم وتطلعاتهم من خلال العمل الجاد الدؤوب لمواجهة متطلبات هذه المرحلة وتحقيق الغايات الوطنية المطلوبة.
وكان المجلس قد استعرض في مستهل جلسته مضامين الكلمة التي وجهها سمو الأمير الى الشعب بمناسبة العشر الأواخر من شهر رمضان المبارك، وقد تدارس المجلس المعاني السامية التي تضمنتها كلمة سموه والتي أكد فيها على ضرورة المحافظة على وطننا الكويت وصيانة استقلاله وتدعيم أواصر وحدته الوطنية والعمل على النهوض به وتطويره وتنميته والتطلع الى تحقيق المزيد من الانجازات والتطلعات الاقتصادية والتنموية الطموحة.
ونوه سموه ما عاشته الكويت منذ أيام عرساً ديموقراطياً مارس المواطنون حقهم الدستوري في اختيار ممثليهم لعضوية مجلس الأمة مجددين بذلك تأكيدهم على أصالة مسيرتنا الديموقراطية وتجذرها في نفوسهم وعلى محبتهم وولائهم لوطنهم الكويت ولنظامه الديموقراطي، كما أعرب سموه عن خالص التهنئة لمن نال شرف تمثيل المواطنين الكرام راجياً ان يكونوا عند حسن الظن بهم لتحمل الأمانة والمسؤولية التي ألقيت على عاتقهم للعمل على تحقيق طموحات المواطنين والاسراع بإنجاز الخدمات العامة المقدمة لهم على أحسن وجه وتحريك عجلة التنمية في البلاد بعيداً عن الصراع والاختلاف المؤدي الى قصور الهمة وبطء الانجاز، وأن الكويت مقبلة على مرحلة جديدة خلال هذا الفصل التشريعي الجديد ستشهد فيها البلاد انطلاقة واعدة نحو آفاق من التقدم والتنمية والعمل الجاد لتنويع مصادر الدخل ومتابعة تنفيذ الخطة التنموية واقامة المشاريع الحيوية الكبرى وذلك من خلال التعاون المثمر والبنّاء والمأمول بين السلطتين التشريعية والتنفيذية.
وبمناسبة حلول عيد الفطر المبارك، تقدم مجلس الوزراء بأسمى آيات التهاني والتبريكات لمقام سمو الأمير وسمو ولي العهد والشعب الكريم، مبتهلا للعلي القدير أن يعيد هذه المناسبة الكريمة بالخير واليمن والبركات على كويتنا الغالية وعلى الأمة العربية والاسلامية ترفل بأثواب العزة والازدهار.