حوار: زكية هداية مابين طرفة عين وانتباهتها يبدل الله من حالٍ إلى حال.. هذا ماحدث مع نظام حكم الإخوان المسلمين فرحلوا عن مصر بعد 4 أيام من احتجاجات واسعة ومظاهرات حاشدة فى كل محافظات وميادين مصر, ودخلت على إثرها موسوعة جينيس للأرقام القياسية بتنظيم أكبر مظاهرات شارك فيها حوالى 30 مليون مواطن نزلوا من بيوتهم مطالبين بإسقاط حكم الإخوان المسلمين وأيدهم فى ذلك الجيش المصرى الذى رأى أن الإخوان يدفعوا بمصر نحو الهاوية بعد عام مثل نزيف من الخسائر على كل الأصعدة السياسية والإقتصادية والإجتماعية بل والداخلية والخارجية, وتحول الإخوان المسلمين من السلطة إلى المعارضة مرة أخرى ولكن هيهات فهذه المرة ليست كسابقتها, فاليوم ظهرت حقيقتهم المرة أمام الناس ولم يعد هناك أحد يتعاطف معهم .
ومع كل هذه التداعيات أكد الدكتور "ثروت الخرباوى" القيادى المنشق عن جماعة الإخوان المسلمين أن جماعة الإخوان المسلمين التى تريد مقاومة دولة بأكملها لتحصل على كرسى الحكم وهناك الجيش المصرى الأبى الذى يقف صارما لحماية هذا الشعب الذى جار عليه الإخوان المسلمين وهذا سيجعل الجماعة تخسر الكثير من رصيدها الذى أوشك على الإنتهاء داخل الشارع.
بداية كيف تقرأ المشهد السياسى الحالى ؟ المشهد السياسى الحالى متخبط للغاية ويعانى من تصارع فئتين هما الشعب المصرى وجماعة الإخوان المسلمين التى تريد مقاومة دولة بأكملها لتحصل على كرسى الحكم وهناك الجيش المصرى الأبى الذى يقف صارما لحماية هذا الشعب الذى جار عليه الإخوان المسلمين وحتى الآن نستيقظ كل يوم على أصوات التفجيرات فى سيناء وغيرها من المحافظات من قِبَل جماعات إرهابية ممولة لا تريد الخير لمصر, والإخوان المسلمين يريدون الإحتفاظ بأى شئ من رقعة الدولة المصرية بعدما خسروا الرئيس المعزول "محمد مرسى", فلم يعد الرهان قائم عليه بعد الآن بل على العكس تماما هم يحاولون الإحتفاظ بأى مكسب ويريدون سيناء على الأخص حتى يقوموا بتهديد الأمن المصرى .
هل قضت تصرفات الإخوان فى العام الماضى على شعبيتهم فى الشارع ؟ نعم, للأسف فقد الإخوان المسلمين تعاطف مزيد من الجماهير معهم ولم يعد أحد يثق فيهم بعد تنصلهم من كل الوعود التى عاهدوا الشعب عليها قبيل وصولهم للحكم, فالإخوان لم يحققوا أهداف ثورة 25 يناير من "عيش وحرية وعدالة إجتماعية" لأنهم انشغلوا بتمكين الجماعة من مفاصل الدولة المصرية والتغلغل داخلها كالسرطان دون الإلتفات لمصالح الشعب ولهذا ظهر أداء الإخوان المسلمين داخل الحكومة بالمترهل وكأنهم لا يدرون شئ عن كيفية إدارة الدولة .
ما هى أبرز أخطاء مرحلة حكم الإخوان المسلمين ؟ الأخطاء كثيرة ولم أتوقع صدورها من قلب جماعة الإخوان المسلمين بداية على المستوى السياسى الجماعة أخذتها العزة بالإثم وغرتها السلطة ولم تستمع لكل القوى السياسة بل والرئيس المعزول "محمد مرسى" تحول لفرعون ولم يدرك أن هذا الشعب قادر على الإطاحة به .
هل فقد الإخوان سلاح استمالة الناس بالدين ؟ نعم, وللأسف زاد عدد الملحدين فى عهد الرئيس المعزول "محمد مرسى" ليصلوا ل 15 ألف مواطن وهؤلاء من أعلنوا وما خفى كان أعظم, والمصريون أصبحوا أكثر وعيا ونضجا ولن يستطيع أحد السطو على عقولهم مرة أخرى باسم الدين, فصكوك الغفران التى إدعى الإخوان المسلمين امتلاكها سقطت للأبد .
متى سيرحل الإخوان المسلمين عن إشارة رابعة العدوية ؟ سيظلون فترة يتحرشون بالقوات المسلحة فهم كالذبيحة التى تلفظ أنفاسها الأخيرة وأتوقع رحيلهم قبيل عيد الفطر بعد أن يتم سجن القيادات التى ارتكبت جرائم تحريض وقتل للمتظاهرين .
كيف ترى المستقبل السياسى للإخوان المسلمين ؟ مظلم وليس واضح الملامح بعد أن تكشف الوجه الحقيقى للجماعة التى تريد التضحية بمصر لأجل كرسى الحكم, فالشارع المصرى الآن هو من يلفظ الإخوان وليست الحكومة أو الرئيس المؤقت الحالى وهذا أسوء ما قام به الإخوان, فهم المسئولون عما حدث من كره الناس لهم بل يتمادون بإستفزاز الشعب عن طريق خطف المجندين وقتلهم وتعذيبهم داخل إشارة رابعة العدوية فالشعب أكلهم ولفظهم للمرة الأخيرة ولن ينظر لهم أحد بعين الرحمة بعد الآن .
هل سيحصل الإخوان على مقاعد فى البرلمان المقبل ؟ لم تتضح الخريطة بعد من قبولهم للمصالحة الوطنية ودخول المعترك السياسى مرة أخرى أو الوقوف فى خندق المعارضة ومقاطعة الإنتخابات وإن كنت أتوقع أن الإخوان المسلمين يرغبون فى حيازة أى انتصار سياسى والجلوس على أى كرسى حتى لا يختفوا من المشهد السياسى.
كيف ترى تأسيس حركات ك"إخوان أحرار" وهل انفصلوا بالفعل عن الجماعة ؟ لن تجدى شيئًا وأعتقد أنها كيانات بديلة للحفاظ على الجماعة وعدم انتهائها, فالشخص يخرج من الجماعة ولا تخرج منه وهؤلاء المنسحبين أعلنوا رفضهم لسياسات جماعة الإخوان المسلمين فى مصر وليس التنظيم العالمى للجماعة فهم مجرد ظهير للجماعة فقط.
هل ستتحول مصر من الفاشية الدينية إلى الدولة علمانية ؟ ولمَ لا, إن أراد الشعب هذا فسيكون له مايريد, فالرهان على الناس الآن وليس أى شئ آخر والإسلام السياسى وحكم الإسلام أصبح سيئ السمعة فى كل الدولة التى تولى فيها الإسلاميون مقاليد الحكم كاتركيا ومصر وتونس .
هل سقط تيار الإسلام السياسى للأبد ؟ لم يسقط, ولكنه لن يستمر كثيرا, فمصيره الهاوية بعد السياسات المعيبة التى قام بها الإخوان فى مصر وتونس وتركيا, فالناس أصبحت تشك فى كل ما هو إسلامى حتى الشخص الملتحى أصبح غير مرغوب فيه داخل المجتمع .
هل سيستمر الإخوان المسلمين فى استفزاز الجيش بالهجوم على منشآته ؟ نعم, لإصطناع بطولات وتمثيل دور المجنى عليه أمام العالم, فهم يريدون ترويج أخبار للداخل والخارج تؤكد أن الجيش منقسم على نفسه وأيضا يريدون مزيد من الضحايا حتى ينقلوا صورة خادعة للغرب عن إقصائهم وقتلهم .
متى ستتوقف العمليات الإرهابية فى سيناء ؟ فى حال دخول الإخوان المسلمين فى صفقات مع النظام الحالى وعقد صفقة تتضمن هذا الأمر, حينها ستتوقف العمليات الإرهابية فى كل محافظات مصر .
هل العمليات العسكرية من قبل الجيش فى سيناء هى الحل الأمثل للتعامل مع البؤر الإرهابية داخلها ؟ نعم, حتى الآن فهم يشعرون بقوتهم الفارقة أمام الجيش ولابد له أن يكسرهم أولا حتى يستطيع التفاوض معهم على أرض صلبة وقوية وهذا ما سيقوم به الجيش فى المرحلة المقبلة بعدما نفذ صبره وملّ من محاولات فتح قنوات اتصال ووقف حمَّام الدم الذى يُسال على أرض مصر وبأيدى مصرية .
هل سقوط الإخوان فى مصر يعنى سقوط التنظيم الدولى للإخوان فى العالم ؟ ليس بهذه الطريقة ولكن سقوط الإخوان المسلمين فى مصر يعنى تهديد واضح وإعصار "تسونامى" للتنظيم العالمى, فمصر بها أكبر تجمع لتنظيم الإخوان المسلمين على مستوى العالم وسقوط الإخوان فى مصر يعنى تهديد صارخ لهم فى ال84 دولة الموجود بها التنظيم .