الولايات المُتّحدة, الجيش, سينما "ثقافة علم الجسد لغزو الشّعوب بأقل خسارة مُمكنة"
*بدأت القصّة بغزو الولايات المُتّحدة للعراق ،الدولة العربيّة ذات الجيش القوىّ والحضارة البابليّة القديمة والثروات البتروليّة والمعدنيّة الهائلة، قام الأمريكيّون بالإستفادة من إخطائهم هناك لتلافيها عند تعاملهم مع الدول الأخرى.
من الأخطاء الشّائعة والتى أدّت لقتل الكثير من العراقيين العرب على يد مرتزقة المارينز الغزاة إختلاف ثقافة "لغة الجسد" بينهما وكانت كالتالى.
1-فى الثقافة الأمريكيّة عندما يقوم شخص بالوقوف أمامك ووجهه قريب من وجهك تماماً ثم يبدأ بالتحدث بصوت مرتفع فإن ذلك يعنى علامة تهديد باللجوء للعنف الجسدى ، بينما فى الثقافة العربيّة فإن قرب وجه العربى من وجه الرجل الآخر يعنى حميميّة وأنّه "قريب منك" ويرغب فى تصفية الخلاف بصورة شخصيّة حتى وإن كان الصوت مرتفعاً ، أدّت تلك الحركة لقتل الكثير من العرب ما أن إقتربو من محدّثيهم الغزاة الأمريكان.
2-التصفيق فى الثقافة العربيّة دون وجود "نجم سينما أو لاعب كرة" يعنى أنّك معترض على شيئ أو ترغب فى لفت إنتباه "جرسون" أو - كما فى الثقافة المصريّة - ياعينى عليكى يادنيا/وسيلة للإشارة للتعجّب من مقادير القدر، بينما فى الثقافة الأمريكيّة هى تعنى أنّك تقوم بمحاولة زيادة ضخّ الدّم فى الذراعين وأنّك تتجهّز للقتال ، نرى تلك الحركة فى أفلام الكاوبوى "يضرب كفّيه أمام خصمه كنوع من التسخين".
3-إبراز المسدّس أمام وجوه العراقيين العرب هى علامة تحدّى واستفزاز أو لإثبات أنّك صاحب السلطة والنفوذ فى تلك المنطقة ، بينما فى ثقافة الأمريكيين مِمّن توارثو حمل السّلاح ونصّت عليه دساتيرهم بجواز حمله فى أى مكان هو حق دستورى يكفله الدستور الأميريكى لهم "لكن فى بلادهم مش عندنا" ، فى الصعيد حمل السّلاح لايُعتبر إستفزازاً لأنها ثقافة سائدة تماماً مثل حمل أهل اليمن للخناجر حول بطونهم فهى علامة للشرف والرّجولة ،ستكون فكرة أفضل لو قام الأميريكى الزّائر بإخفاء سلاحه داخل القميص أو الجاكيت لتفادى إستفزاز أصحاب البلد.
4-وجود إصبع الإبهام منتصب فى الثقافة الأمريكيّة يعنى أنّ الشخص فى وضع جهوزيّة ل"نتش" مسدّسه من خصره/وسطه بسرعة لإستعماله ، بينما - وعلى سبيل المثال- فإن فى دولة الإمارات العربيّة الشقيقة يقوم المواطنون -خاصةً الشباب منهم- دائماً أبداً عند سيرهم فى الأسواق أو الطرقات أوعند مقابلة الآخرين برفع إصبع الإبهام لأعلى كعلامة على الشّرف ونبل الأخلاق والتمسّك بالكرامة والإعتزاز بالنفس.
5-يشترك الأمريكان والعرب - وربّما أغلب شعوب العالم- على أنّ قيامك بنزع غطاء الرّأس عن شخص آخر هو إهانة كبيرة ، نزع قبّعة الكاوبوى المستعملة حتى اليوم فى أمريكا ومحاولة الدّعس عليها بقدمك هى رسالة شديدة العداوة والإهانة ، تماماً مثل قيام الغازى الأميريكى ب"لطش/صفع" مواطن عراقى وإطاحة "الغترة والعقال" العربى عن رأسه ، لم يحزن العربى من الصفعة بقدر إسراعه لإلتقاط الغترة والعقال واللتان هما رمز لعزّته وكرامته "الكليب موجود على اليوتيوب من جرائم غزو العراق".
6-إستاذى فى المرحلة الثانويّة فى مادّة "الجغرافيا" كان من أفراد المقاومة الشعبيّة ضد الإحتلال البريطانى ، بالرغم من عداوته الشديدة لهم إلا أنّه ذكر أنّ الجندى البريطانى المُحتلّ راكب الدراجة البخاريّة كان إن رأى "فلاحاً مصريّاً بسيطاً" يؤدّى الصلاة فإنه يتوقف بدراجته حتى إنهاء الفلاح لصلاته، عبر لغة الجسد يقوم الغازى المُحتل بإرسال رسالة للفلاح البسيط أنّه يحترم ثقافته ، كمحاولة يائسة لتجميل وجه الإحتلال القبيح لعل وعسى أن ينخدع المواطن البسيط بنوايا المُحتل، خبرة الإنجليز فى إحتلال الدول وثقافات الشعوب فى مستعمراتها فى الهند والدول العربيّة لاتزال مدوّنة فى كتبهم لفهم ثقافة كل شعب ،كان الإنجليز أقل خسائر عند إحتلالهم للبصرة والتى كانو فيها أيضاً فترة الثلاثينيّات قبل إستقلال العراق.
7-يلعب الميراث الثقافى دوراً كبيراً أقوى من المعلومات المُقدّمة والخطط المُدبّرة ، فثقافة "الكاوبوى" التى سمحت للجدّ - المنفى من أوروبا لإرتكابه جرائم أو بسبب البطالة - بأن يستهزئ بمقدّسات الهنود الحُمر ويسحقهم باستخفاف دون الإلتفات لدراسات مُقدّمة عن ثقافتهم ،لن تسمح للحفيد أن يحترم مُقدّسات الهنود العرب. **رغم قيام المسئولين الأمريكيين بالإستعانة بأحد خبراء علم الإجتماع المصريين المعروفين ومدير أحد المراكز المعلوماتيّة التى لايُعرف هدفها ، فى تقديم معلومات لتفنيد المُجتمع ومعرفة ميوله وطبائعه، إلا أنّ الشعب المصرى مُحيّر ومُفاجئ للجميع، على عكس ماقد يبدو على السطح.