قال الدكتور خالد الجندي من علماء الأزهر الشريف، أن المادة التسجيلية التى قدمتها الإدارة العامة للشؤون المعنوية، توثيقاً للمرحلة التى عاشتها البلاد فى عهد الدكتور محمد مرسي رئيس الجمهورية المعزول، يجب أن يشاهدها العالم اجمع، لما تحتويه من حقائق هامة لن يشكك فيها مشكك . وأضاف الجندي، خلال كلمته بنادي الجلاء فى حضرة المجلس الأعلى للقوات المسلحة وبحضور أعداد كبيرة من ضباط وجنود القوات المسلحة، أن أكثر ما استوقفه خلال الفترة الماضية هو احد دعاة الاسلام السياسي ويقصد الداعية "محمد عبد المقصود" والذي تحدث فى وجود الرئيس المعزول محمد مرسي بإستاد القاهرة قبل 30 يونيو، متهجماً على الداعين للتظاهر ضد محمد مرسي فى "30 يونيو" قائلاً " اللهم اجعل يوم 30 من يونيو يوم عز للإسلام والمسلمين ويذل فيه الكفار والمنافقين" فكأنها كانت ساعة اجابة لحظة عز ونصرة للاسلام والمسلمين.
وحدد الجندي المشكلة الرئيسية التى تعانى منها الأمة، مضيفاً " المشكلة ليست فى ديكاتورية حاكم أو طغيان او تخبط، انما المشكلة فى تلك الجريمة وهى خلط الدين بالسياسة، التى أدت الى تحويل الدين الى اغراض ومطية لأهواء الناس، فدعاة الإسلام السياسي إذا أتفقت معهم فى السياسة فأنت مسلم، وعندما تختلف معهم فأنت كافر .
وأكد الجندى، أن الدين كله رقى وثوابت ومثل وعلويات من الله "عزوجل" وإنما السياسة فهى بشرية متغيرية كل حسب مصلحته، فخلط الدين بالسياسة ادى بنا الى تلك المشكلة التى تعيشها مصر، وتحولت الآيات بتأويلات مختلفات الى تصفية حسابات، فلا يجب ان يخلط المرء الدين بالسياسة، فالنبي محمد "صلى الله علية وسلم" انتقل الى ربه ولم يترك خارطة سياسة للأمة وانما تركها لمن بعده .
واشار الجندي، أن القوات المسلحة عبر بيانها الرسمي الذي عرضته عقيب 30 يونيو، وتقديمها مهلة للاطراف السياسية، للتحاور ونبذ الخلافات بينهم، ولكن لم يتحرك احد لتقديم مصلحة الوطن على مصلحته الشخصية، فكانت لازماً ان تتدخل القوات المسلحة "الحامية" التى دفعت الناس الى الشرعية الحقيقة "شرعية الشعب" وليست شرعية الحاكم، هى شرعية 33 مليون شخص لم تشهد البشرية له مثيل، فلا تقولو ان الجيش قرر ونفذ الشعب وانما قرر الشعب ونفذ الجيش .
وأختتم الجندي كلمته برسالة وجهها للفريق اول عبد الفتاح السيسي وزير الدفاع القائد العام للقوات المسلحة، أن اليوم "يوم المرحمة" الذي تلتحم فيه شعب مصر جميعاً بكل طوائفة، فلن نخضع أبداً لابتزازهم ولسوء نيتهم، ولم نقع فى التصنيف الذي وقعوا فيه من قبل بإقصاء من يخالفهم، ، وانما نقول كلنا مصريين وكلنا امانة بين يديك فاحفظنا وحافظ علينا واصلح بيننا، واذا كانت لديك تلك الارادة التى بفضل الله استطعت ان تعيد للشعب كرامته، فنحن ندعو الله ان تعيد لهذا الشعب محبته، أعانك الله .