قالت الدعوة السلفية أن خطاب الإثارة والعنف والتكفير والتخوين ، قسم المجتمع وجهل المواجهة بين الإسلاميين وجموع الشعب وهذه المواجهة غير مقبولة وتخصم من رصيد العمل الإسلامي خصماً هائلاً يحتاج لسنوات من أجل إصلاحه بعد أن كان محل ثقة المجتمع بطوائفه ومؤسساته ، لكن الممارسات الخاطئة والخطاب التكفيري الداعي للعنف باسم الجهاد في سبيل الله أدى إلى هذه اللحظات الأليمة في تاريخ الأمة والتي تشهد عزل أول رئيس منتخب ، وإيقاف مؤقت للعمل بالدستور الذي بذلنا فيه أكبر الجهد نصرة لشريعة الله وإثباتا لمرجعيتها فيه ، وتمييزاً للهوية الإسلامية للأمة ، وغيره مما لابد من المحافظة عليه في أي تعديل قادم ، لا يمكن أن يقبل شعب مصر المساس بهذه الثوابت. وهو الشعب المسلم الذي ندافع عنه وننحاز إلى مصالحه ولا نقبل الإعتداء عليه في دم أو مال أو عرض، وما يحدث في هذه اللحظات رغم ألمه إنما نحتمله من أجل دفع ما هو أعظم ضرراً وفسادا للدين والدنيا من الحرب الأهلية التي كادت أن تعصف بالبلاد وسفك للدماء المعصومة وتخريب للإقتصاد ، بل لو لم يكن إلا احتشاد الملايين في الميادين. وتوجه الدعوة السلفية نداء إلى أبناء الحركة الإسلامية جميعا بأن يقدروا الموقف حق قدره ويعرفوا حقيقة ما جرى من تغيير في الوضع السياسي ، وأن يتحلوا بالصبر والاحتمال ، وأن لا يلقوا بأيديهم ودعوتهم إلى التهلكة ، وأن ينصرفوا من الميادين إلى مساجدهم وبيوتهم ، فلا يزال أمامنا عمل طويل ولابد لنا من مصالحة مع المجتمع بطوائفه ومؤسساته ، نعتذر فيها عما صدر من البعض منا أخطأ طريقه في التعبير والتصرف ، لكن نظن أنه أراد الخير والرفعة للدين والوطن وليس من أراد الحق فأخطأه كمن أراد الباطل فأصابه ليس هذا خذلانا للمسلمين ولا لولي الأمر المسلم ، بل تقليلاً لخسائر الدين والدنيا وجلباً لأعظم المصلحتين ودفعاً لأكبر المفسدتين بعد أن وصلت البلاد إلى حافة الهاوية ، ومن أجل ذلك حضرنا إجتماع المجلس العسكري مع الرموز الدينية والسياسية. وتطالب الدعوة السلفية جيش مصر الوطني ألا يفرط أبداً في الشريعة وموادها في الدستور والهوية الإسلامية ، ولقد وفى دائما بما تعهد به منذ الثورة بعدم إطلاق رصاصة واحدة ضد الشعب والحفاظ على حرمة الوطن والمواطنين بجميع طوائفهم الذين لا نقبل ولا يقبل جيشنا الوطني وشرطتنا أي تجاوز في حقوقهم وحرياتهم وحرماتهم حتى المخالفين لقرارات القوات المسلحة ، فلن تعود أبداً صورة العهد البائد من الظلم والعدوان على الشعب خصوصا أبناء العمل الإسلامي الذين تعرضوا للظلم والإضطهاد على يد نظام مبارك .