وكالات أجمعت الصحف الألمانية في تعليقاتها على خطوة انتقال السلطة في قطر على القول بأنها "خطوة مميّزة فريدة من نوعها في التاريخ العربي الحديث".
وركّزت التعليقات على الدور الهام الذي لعبه الحاكم الأب في فترة حكمه على تطوير قطر والتعامل مع الثروات لصالح البلاد ونقلها إلى أغنى دول العالم ووضع المواطن القطري بين أصحاب الدخل الأعلى الأول في العالم.
وأشارت صحيفة "دي فيلت" الألمانية في تعليقها إلى مراسم مبايعة حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى معتبرة أن خطوة تنازل حاكم عربي وهو في 61 من عمره عن سدّة الحكم بعد مرور 18 عاما بأنها نادرة..."لم يسبق أن عرف التاريخ العربي الحديث حاكما يتخلى طوعا عن سدّة الحكم".
وينقل التعليق جانبا من خطاب صاحب السمو الأمير الوالد وهو ينقل المسؤولية إلى الجيل الجديد:"يا أبناء قطر، أتمنى أن أكون قد حقّقت بنجاح مسؤوليتي".
ونشرت الصحيفة الألمانية أيضا جانبا من مسيرة التطور والإنجازات التي شهدتها قطر إبان فترة حكم الوالد المتنحي وتحويله لدولة قطر، إبان فترة حكمه منذ العام 1995 إلى اليوم من دولة "خليجية صحراوية صغيرة إلى لاعب هام وفعال على الساحة الدولية".
وتوقفت "دي فيلت" في تعدادها لمسار التطور والإنجازات في قطر، عند "مشروع محطة "الجزيرة" التلفزيوني، الذي شكّل نبعا رئيسيا صادقا للمعلومات في العالم العربي، كما أشارت الصحيفة إلى خطوات الإستثمار الذكية في أنحاء العالم بفضل عائدات الغاز التي ساعدت في بناء المشاريع الضخمة في قطر.
وقدمت صحيفة "دي فيلت" نبذة تاريخية عن حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى وإلى المستوى الأكاديمي والشهادات العالية التي يحملها واللغات التي يتقنها، كما لفتت إلى حيويته وشبابه والتي مكنته من نيل أعلى المراكز العسكرية والرياضية في قطر قبل تسلمه شخصيا قيادة البلاد.
وحول نظرة حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى المستقبلية لقطر، أشارت الصحيفة الألمانية إلى أن "الحاكم الجديد سوف يتابع مشاريع توظيف الإستثمارات الخارجية والعائدات في عملية النهوض الضخمة التي تعيشها قطر من دون إحداث تغيير كبير في السياسة الخارجية".
وتحت عنوان "أمير شاب يحكم قطر" أشارت صحيفة "هامبورغر آبندبلات" إلى الخطوة النادرة في العالم العربي وهي أن يتخلى حاكم في الواحد والستين من عمره تلقائيا وبإرادة حرّة عن القيادة لحاكم شاب في الثالثة والثلاثين من عمره لمتابعة مسيرة الحكم، وأكدت الصحيفة أن هذه الخطوة تشكّل في أبعادها تحديا لدول العالم الثالث التي لا تزال حتى اليوم حاكمة بتسلط وقبضة حديدية خارج إرادة شعبها.
وإلى ذلك، تتفق وسائل الإعلام الألمانية على إعتماد شعار المرحلة الجديدة لدولة قطر بالقول:" قطر دولة لا تتوسط للإصلاح في العالم بعد اليوم... هي دولة تشارك في الإصلاح والتطور العالمي"، وتستند لتدعيم هذا القول بمؤشرات على التحولات التي ساهمت فيها في العديد من الدول وخاصة على دورها الداعم والفعال في تحولات "الربيع العربي".