أكد وزير الخارجية السوري وليد المعلم، أن قرار مجموعة "أصدقاء سوريا" بتوفير دعم عسكري للمعارضة السورية المسلحة سيؤدي إلى إطالة أمد النزاع السوري، مؤكدا أن النظام لا يعتزم تسليم السلطة "إلى الطرف الآخر" في المؤتمر الدولي "جنيف 2" الذي يعمل المجتمع الدولي على تنظيمه لإيجاد تسوية للنزاع.
وذكر المعلم، خلال مؤتمر صحفي عقده في مقر الوزارة في دمشق، أن قرار مجموعة "أصدقاء سوريا" بتوفير دعم عسكري لمقاتلي المعارضة السورية خلال اجتماعها الأخير في الدوحة "خطير لأنه يهدف إلى إطالة أمد الأزمة، إلى إطالة العنف والقتل، إلى تشجيع الإرهاب على ارتكاب جرائمه".
وقال "من يقرر متى أعيد التوازن؟ هل كلما حرر الجيش قرية من خلال قيامه بواجبه الدستوري يقولون إن التوازن اختل ولا بد من تسليح جديد للمعارضة؟".
وأضاف "هم قالوا إن ما يقومون به هو من أجل الشعب السوري، هل قتل الشعب السوري يحقق لهم الهدف؟".
وتساءل المعلم "لمن سيؤول هذا السلاح؟"، مشيرا إلى أن "كل التقارير تشير إلى أن تنظيم جبهة النصرة هو المسيطر الأساسي في الميدان، إذن هم في النهاية سيسلحون جبهة النصرة الإسلامية المتطرفة".
وقال المعلم "إذا كانوا يحلمون أو يتوهمون بأنهم سيقيمون توازنا مع الجيش العربي السوري، فأنا أعتقد أنهم سينتظرون سنوات ولن يتحقق لهم ذلك".
واستبعد وزير الخارجية السوري حصول تدخل عسكري في سوريا، قائلا "طالما سوري يقاتل سوريا، لماذا يتدخلون؟".
وشدد على صعوبة التوصل إلى وقف إطلاق نار في سوريا في ظل وجود مسلحين مرتبطين بالخارج. وقال "من يستطيع أن يسيطر على قرار هؤلاء المسلحين الأجانب؟ من يستطيع أن يخرجهم إلا الجيش العربي السوري؟".
وأضاف "نحن نتمنى أن يتخذوا قرارا بالعودة إلى بلدانهم، لكن هذا لن يحدث إلا بقدرة الجيش العربي السوري".
من جهة ثانية، أكد وزير الخارجية أن حكومة بلاده "ستتوجه إلى جنيف ليس من أجل تسليم السلطة إلى الطرف الآخر".
وقال "إذا كان شرط المشاركة في مؤتمر جنيف تنحي الرئيس الأسد، عمركن ما تجوا"، وهو تعبير عامي للقول إن حضور المعارضين غير مهم، مؤكدا أن "الرئيس الأسد لن يتنحى".
وتابع المعلم "نحن نتوجه إلى جنيف من دون شروط مسبقة، لكن هذا يعني أننا نرفض أي شروط مسبقة يضعها الآخر".
وأشار إلى أن "الموضوع واضح. نذهب إلى جنيف بكل جدية لكن لا نقبل شرطا من أحد. الميدان يبقى ميدانا يقوينا كلما حققت قواتنا إنجازا"، مضيفا "من لديه وهم في الطرف الآخر أنصحه ألا ياتي إلى جنيف".
وأضاف أن حكومة بلاده "ستتوجه إلى جنيف من أجل إقامة شراكة حقيقية وحكومة وطنية واسعة تشمل أطيافا عن الشعب السوري، بخاصة جيل الشباب والنساء"، مشيرا إلى أنهم "الأحق في المشاركة في رسم مستقبل سوريا الديموقراطي التعددي الذي نعمل من أجله".
وأكد المعلم عزم بلاده على المشاركة في المؤتمر الدولي "سنتوجه للمؤتمر بكل جدية من أجل الوصول إلى وقف العنف والإرهاب الذي نعتبره مطلبا شعبيا" معتبرا أنه "فرصة حقيقة يجب عدم تفويتها".
وتابع "سنختبر قدرة المتحاورين على فرض وقف العنف والإرهاب على الأرض" معبرا عن أمله في أن يقوم راعيا المؤتمر الدولي، اي موسكو وواشنطن، "بتحضير المناخ المناسب لإنجاح مؤتمر جنيف، لا عقد مؤتمر من أجل المؤتمر".