■ آراب أيدل التطور الطبيعى للصناعة اللبنانية استوديو الفن واللى زعل يشرب من البحر «ومن أين أجيب ناس لمعناة الكلام يتلوه» مقدمة كان دائماً يبدأ بها الراحل الشعبى محمد رشدى غناءها فى مواويله خاصة أدهم الشرقاوى، أستعيرها منه وأنا أكتب كمالة وتوابع برامج النصب الغنائى المعتمدة على جمع الأموال ووعدتكم بالحديث عن برنامج «استوديو الفن» اللبنانى فى الثمانينيات، فكما يتردد أن فكرة البنوك فكرة يهودية قام بها يهودو أوروبا وأمريكا وهى تطور عادى للربا، كذلك فإن حنفية برامج الاستغلال الشبابى لجمع أموال من خلالهم فكر لبنانى مائة فى المائة بدأت ب «استوديو الفن» ونساه الناس، ولما ركب اللبنانيون سيادة إدارة المحطات الفضائية بأموال خليجية وسعودية فكروا استغلال فكرة برنامج بلادهم القديم «استوديو الفن» ولكن بنسخة متطورة تماماً مثلما قام عدد من المحطات التليفزيونية المصرية بتحويل وسرقة أفكار البرامج الإذاعية الشهيرة وتحويلها لبرامج صوت وصورة «على الناصية» للشهيرة آمال فهمى أصبح «زمان على فين» للمرحومة فريال صالح، ثم كل برامج التليفزيونات بالشارع «على الطريق» لملك اسماعيل و.. و.. و.. وبرامج الأطفال من أبلة فضيلة وبابا شارو، فاللبنانيون فعلوا ذلك بالضبط حوروا «استوديو الفن» لسحب الأموال العربية التى أصبحت تجمعها فضائيات بطول الأرض وعرضها وتحت شعارات القومية والفن والذى منه.. استغلوا القمر الصناعى والهواتف المحمولة التى ظهرت فى التسعينيات ومع شوية دعاية وإبهار لعبت البلية فى برنامج سوبر استار فى بدايات عام 2000 تقريباً على الفيوتشر اللبنانية تلاه على l.b.c اللبنانية استار أكاديمى ودارت لعبة الروليت وادفع يازبون علشان اسم بلدك وهم يجمعون من مغارة «على هبلوا» ولا أحسن تجارة أنتم تعرفونها ونفخ فى العيال الغلابة من الشباب ويصدرون أخبارهم وحياتهم ويلهبون هوس المراهقين والمراهقات بالوطن العربى وبفلوس الأثرياء، وهات يا دلع فى الشباب اللى فى المصيدة حتى يتحولوا مثل البالونة من شدة ما سمعوا من كلام لم يسمعه فريد الأطرش وعبدالحليم حافظ وفايزة أحمد فى زمانهم وفجأة دبوس يهوى كل هذا وبح واقلب.. وبرنامج وراء برنامج وملايين وراء ملايين والناس مش فاهمة بهبل، ولأن المتقدمين لتلك البرامج أحلامهم الشهرة والقصور والماسات والسيارات والسفر ينجرفون عن طيب خاطر ويقبلون بشروط اللعبة السخيفة بل يبكون ويستنجدون حتى يتم قبولهم ويخرجون من تلك البرامج بشوية شهرة تبوظ نفسيتهم وحياتهم ويعودون لحياتهم الطبيعية لا هم مثل سابق عهدهم ولا حتى عارفين يكملوا المشوار حتى يفوزوا، وحتى من فازوا لم ينجحوا فى حياتهم العملية. أعطونى مثالاً كدا باستثناء ديانا كرزون الأردنية التى حشدت لها بلادها الدنيا حتى تنجح وإلا كان مصيرها مثل مصير الآخرين حتى المصرى بتاعنا محمد عطية الذى حصل على أول لقب استار أكاديمى، السبكى أنتج له فيلمين وبح راح فى النسيان من عشر سنوات وأكثر لماذا يا سادة لأن الذى يلقى للسوق هبل وأعداد أكثر من أعداد المستمعين وماكينة تلك البرامج لا تتوقف وتنتهى قصة الشباب مع تلك البرامج التى استخدمتهم لجمع الأموال واسبونسر لشركات عالمية فى المكياج والمياه الغازية والشامبو والشوكولاتة يدفعون ملايين وتلك الشركات يعنيها نسبة المشاهدة لتجمع الأموال من الاتصالات بالإضافة للاسبونسرات، ولما تحسب الفلوس التى تنفق على البرنامج تجدها ثمن ما جمعوه إذن هم الفائزون الحقيقيون. ■ زمان شىء والآن شىء آخر زمان أوى نجح راغب علامة ونوال الزغبى ووليد توفيق فى برنامج «استوديو الفن» الذى كان على محطة أرضية لا يشاهدها سوى أهل بلادهم، كسروا الدنيا لأن العدد كان قليلاً والأصوات أحلى. الآن فى كل بيت عربى لا مؤاخذة موهبة راقصة، غنائية تمثيلية، يجرون يلهثون للاشتراك فى تلك البرامج التى أصبحت تفعص فيهم ولا الطماطم وتتركهم مرضى نفسيين. يا سادة اللعبة أصبحت سخيفة بعد اتساعها وأصبح تقريباً فى كل محطة برنامج وأولادنا وشبابنا هم الفريسة خاصة بعد استخدامهم للنجوم كمحكمين وكواجهة. ■ يكفى برامج المسابقات أموال الاسبونسر حتى وإن لم يصوت أحد عندما استحلفتكم بالله العدد الماضى أن تقاطعوا تلك البرامج وخاصة البرنامج الذى يذاع الآن «آراب أيدل» لا لشيء سوى إيقاف هذه المهزلة حتى وإن لم يصوت أحد فيكفيهم أموال الاسبونسر وإلا إذا كانوا من النزاهة بمكان فلماذا لا يعلنون على شاشة من شاشاتهم نسب التصويت اليومية لكل متسابق بالرقم أو حتى النقاط التى تضاف له؟! ولأن هذا لا ولن يحدث لأنهم غير شرفاء فى اللعبة فستظل اللعبة مستمرة، البعض قال لى إن ما كتبته العدد الماضى أنقذ المتسابق المصرى أحمد جمال فى البرنامج وجعل إدارة البرنامج تضعه من أول لحظة فى دائرة الأمان وليس الخطر كنوع من التحدى أن جمال لن يخرج وسيظل للنهاية بل أخرجوا المغربية سلمى رشيد من أول طلعة الحلقة السابقة، وأنا بذلك أؤكد صدق ما كتبته أنهم بالفعل يلعبون بالنتائج حسب هواهم وأنها لعبة اقتصادية بالمقام الأول بل سياسية بحتة، والدليل على ذلك أن راغب علامة قال فى الحلقة الأخيرة إن الرئيس اللبنانى كتب على التويتر يحيى ويدعم المتسابق اللبنانى زياد.. هنا صفق الجميع ولأن زياد رغم صوته الجميل كان يخرج فى دائرة الخطر كل حلقة لأن حسب كلامهم التصويت ضعيف له وضعوه فى دائرة الأمان وأخرجوا البنت المغربية التى لم تخرج ولا مرة فى الخطر لارتفاع تصويتها، لعبة مكشوفة مفضوحة مائة فى المائة وللعلم سيظل المصرى أحمد جمال ربما الحلقة القادمة أو حتى التصفيات لكن لن يحصل عليها، بدليل آخر أن راغب كما سبق وكتبت العدد الماضى قال إن خروج السورى عبدالحكيم بسبب ظروف بلاده، وها هى الحلقة الأخيرة فيها السورية فرح يوسف من أكثر المتسابقات فى الأمان فلم تخرج من تلك الدائرة أبداً أم أن تصويت السوريين للبنات أشد منه للأولاد.. جايز؟! ■ اشربوا من البحر الصراحة بتزعل البعض من الزملاء الصحفيين نقل لى زعل البعض ممن سافروا لبيروت بدعوة من محطة «mbc» لتغطية حفل منير فى برنامج «آراب أيدل» واتهام مخفى أنها وسيلة رخيصة لتقوم المحطة بدعاية مجانية لبرنامجها وجمع أكبر قدر من المال، وبرر لى الزملاء أن الذهاب لبيروت عمل صحفى بالمقام الأول، وأنا أقول معهم الحق كل الحق إذا كان الذهاب لتغطية مهرجان مثل كان أو فينسيا أو دبى أو لمؤتمر طبى أو سياسى لكن الذهاب للتهليل لبرنامج داخل محطة وله اسبونسر يدفعون الملايين والسادة الزملاء بعضهم يكتب ليس مرة ولا اثنان بل ثلاثة تهليلاً للبرنامج والمحطة والعاملين بها وشكر لفلان وعلان ومانشيتات من نوعية أن البرنامج يجمع العرب تحت غطاء واحد ويصل ما أفسدته السياسة يبقى ليس له سوى معنى واحد «...» البعض ذهب رغبة فى فسحة مجانية، والآخر ربما يشبط فى إعداد أو حتى تقديم شىء بالمحطة ورزق وجاى والمحطة كما تعشم المتسابقين تدلع السادة الذاهبين وعادوا فعلاً يكتبون صفحات مجانية دعاية للبرنامج كله غش فى غش حتى راغب علامة الذى صعد للمسرح يحيى المغربية سلمى رشيد التى خرجت من البرنامج كان السلام الرسمى باليد بعدما انتهت الحلقة والكاميرات لاتزال تصور وهو ربما لا يعرف مثلما كان السادة فى الرئاسة حول مؤتمر أزمة سد إثيوبيا لا يعرفون أنهم على الهواء أخذ البنت بالأحضان وأمسك بيدها يضعها على قلبه والفيديو موجود شوفوه، ما يصدر لنا شيء وما خلف الكواليس شيء آخر وإذا غضب البعض فنحن بالصيف.. واللى بصيف يشرب من البحر اللى بصيف منه. وأخيراً قاطعوا التصويت الأموال تذهب لهم وأولادنا يعودوا ليدفعوا الثمن حتى وإن لم يصوت أحد لديهم أموال شركات الدعاية وعدة النصب أولادنا يكفيهم هذا