الأحداث التى تفاجئنا بصفة شبه يومية بعضها يأخذ وقته ويمر مرور الكرام، والبعض الآخر يبقى أثره، ويعتبر بمثابة الحجر الذى ألقى فى المياة الراكدة فحركها، وتلك الدوائر التى تظهر على سطح المياة وتزيد فى إتساعها إلى أن تتلاشى، لكن مع كثرة الحجارة وكبر حجمها ؛ فقد تؤدى فى النهاية إلى ما هو أكبر وأكثر تأثيراً لتلك الدوائر..وينتج عنه تغير لمعالم قد تعودنا عليها لسنوات طويلة..وهذا ما حدث فى عصر المخلوع ونتج عنه ثورة 25 يناير المجيدة . وهو التفاعل الطبيعى لأحداث مُتراكمة، إلى أن يأتى إعصار الغضب..فالحدث جلل حرك الجميع، وكان من باب أولى أن يأتى التغيير أو التفاعل من الداخل، ومن يعتقد أن الشباب يختلف من مهنة لأخرى فهو مُخطئ بكل تأكيد، فالشباب هو الشباب..ولا يعتقد أحد أن القضاة يعيشون فى برج عاجى، أو هم من كوكب آخر، فهم مثلنا تماماً يعيشون معنا يتأثرون بما نتأثر به، يتنفسون الهواء ذاته، ويعانون بما نعانى كلنا منه..ويغضبون كما نغضب..وكل شئ حولنا يؤثر فى الجميع. تفاعل شباب القضاة يظهر بجلاء بعد واقعة إطلاق صراح الأمريكان بغرامة مالية، ورفع أسمائهم من قائمة الممنوعين من مغادرة البلاد..والتى نسبت حتى الأن للمستشار "عبد المعز إبراهيم"..والله أعلم ببواطن الأمور. الفجر تنفرد بنشر نص البيان الأول الذى أصدره "شباب قضاة مصر" والذى قالوا فيه.. "كان - شباب قضاة مصر- مثلهم كشباب هذه الأمة ينتظرون إصلاحاً وتطهيراً حقيقياً وعد به شيوخهم فتلقفوه بأمل، إلا أن الواقع أفرز لنا أن لعبة القاضى والسلطان ما زالت مستمرة، وأنه قد حان الوقت ليُفتح الصندوق الأسود للقضاء على أيدى رجاله، من مُنطلق أن مطالبات إستقلال القضاء لا يجب إهمالها أو إغفالها، إن الفارق أصبح كبيراً بين نفسية القاضى الشاب ونفسية بعض شيوخ القضاء وبين نفسية القضاة الذين ورثوا طوال الأعوام السابقة تبجيل السلطة التنفيذية، والنظر إليهم والحديث معهم كمرؤوس يُخاطب رئيس..إن - شباب قضاة مصر- لا توجد لديهم مواءمات ولا مُلائمات.. ولذلك ندعوا لعقد لقاء لقضاة مصر يترأسه شبابهم.. يتداولوا ويتدارسوا فيه 'القضاء إلى أين'.. وليعبروا فيه عن غضبهم إزاء الأحداث الراهنة من الإعتداء على سيادة دولتهم الوطنية المصرية وإنتهاك إستقلالهم. يساند - شباب قضاة مصر- قضاة الإستئناف فى جمعيتهم العمومية المرتقبة، ونطالبهم بمسائلة جميع من ورط القضاة فى هذا السواخ..إن الإنتخابات الرئاسية القادمة بغير قانون إستقلال القضاء لمن الممكن أن تُعرض البلاد لمنزلق خطير نحن فى غنى عنه. ويذكر شباب قضاة مصر بأنه حينما يخاطب أحدثهم أقدمهم فإن سيداً يخاطب سيدا، وأن السيادة جميعها للشعب". كما قام شباب القضاة بنشر الدعاوى لحضور اللقاء بعد صلاة الجمعة القادمة الموافق يوم 9 مارس ، فى مقدمتها كتبوا حديث شريف "قال رسول الله صل الله عليه وسلم أوصيكم بالشباب خيراً،فإنهم أرق أفئدة،إن الله تعالى بعثنى بشيراً ونذيراً، فحالفنى الشباب، وخالفنى الشيوخ ثم تلا قوله تعالى {فطال عليهم الأمد فقست قلوبهم وكثير منهم فاسقون } صدق الله العظيم... وأكدوا بأن المقترحات والأراء التى إقترحها القضاة على صفحتهم سيتم طباعتها وتوزيعها على الحضور، بالإضافة لوجود سجل سيتم تدوين رؤى القضاة فيه..كذلك سيتوفر فى اللقاء نموذج طلب لعقد جمعية عمومية بالنسبة لمستشارى الإستئناف.. وسيختتم اللقاء بصياغة بيان لعرضه على الرأى العام. وفى حديثه الخاص لجريدة "الفجر" قال القاض "حسام مكاوى" بأن شباب القضاة يأمل فى أن يتحرر شباب النيابة العامة ويشاركوهم بالحضور، لإبداء آرائهم فى إستقلال النيابة العامة ، وأن شباب قضاة مصر يرون أنها فرصة لشباب النيابة العامة للمشاركة فى تلك المسيرة الإصلاحية، وأن النيابة العامة لن يرضى عنها بديلاً. وأكد مكاوى أن من الخطوط العريضة للقاء هى تسائلهم "ما وضع السلطة القضائية فى الدستور والقانون" ..وأن اللقاء سيكون فرصة للتعارف بين الزملاء والإنتقال من الفضاء الإليكترونى والعالم الإفتراضى إلى الواقع..على أن يتم نشر جدول الأعمال كاملاً يوم الخميس كاملاً..وستوافيكم الفجر بالتطورات لحظة بلحظة.