اعتقد أن امريكا الآن فى حالة ارتباك كبير ازاء دعم نظام الإخوان الفاشل والذى اصبح أيامه فى السلطة معدودة هكذا وصف المشهد السياسى اللواء محمد الغباشى الخبير الأمنى، مضيفا: مثل عام 2007 نقطة فاصلة فى علاقة الإخوان بامريكا حيث كانت تتم مباحثات بينهما فى اطار بحث امريكا عن بديل لنظام مبارك حال فشله فى الاستمار أو عدم قدرته لتمرير جمال مبارك حيث أن الادارة الأمريكية تتبع اسلوب التعامل مع كل الاطراف ومختلف البدائل حتى لا تتفاجأ بوصول طرف لم يكن تحت السيطرة أو لم تكن اتجاهاته معروفة.
واكد الغباشى أن جميع المباحثات تتم فى اطار البنود الأربعة وتشمل حرية الملاحة فى قناة السويس واستمرار التعامل باتفاقية السلام ورعاية المصالح الأمريكية والتى تتضمن بصفة رئيسية الحفاظ على السياسات الاقتصادية الرأسمالية العولمية والمزايا اللوجستية للقوات الأمريكية فى المرور والعبور الآمن فى قناة السويس والمجال الجوى المصرى خاصة فى توقيتات العمليات العسكرية وتقديم الخدمات اللوجستية المصرية لأمريكا أثناء العمليات العسكرية وهى من أهم القضايا التى تهتم بها امريكا حيث أن لها قاعدة عسكرية فى قطر تمثل مركز القيادة الدائم ولكن تحتاج امريكا وبشكل ملح على قاعدة عسكرية أخرى ووقع اختيارها على مصر وليست إسرائيل نظرا لارتفاع درجة الخطورة فى إسرائيل والنقطة الأخيرة فى البنود الأربعة متعلقة بالملف الإيرانى والتى تتضمن اقامة الحزام السنى مقابل الحزام الشيعى وتحييد مصر عسكريا حال وقوع عمليات عسكرية إيرانية إسرائيلية تلك هى القضايا الأساسية التى تعهدت الإخوان مرات وقدمت ضمانات للادراة الأمريكية اعتبارا من 2007 إلى أن جاءت محطة أخرى وهى المباحثات التى تمت بين الطرفين بعد نتيجة الجولة الأولى وانحصار المنافسة بين الفريق أحمد شفيق ومحمد مرسى السجين الهارب.
وتابع: قد اسفر هذا التوقيت العصيب 30 شخصية إخوانية إلى امريكا ودعمتهم 60 شخصية موالية للإخوان من المقيمين فى الولاياتالمتحدة وقد قسموا أنفسهم 30 مجموعة كل مجموعة شملت 3 شخصيات وقاموا جميعا بارسال التطمينات والتعهدات وجددت الإخوان تقديم كل والضمانات المطلوبة وقد ساعدها فى ذلك العلاقات التى كونتها الجماعة المحظورة مع ثلاث اطراف فى الداخل الأمريكى وهى مؤسسة الرئاسة والكونجرس وبعض المراكز البحثية وهذه الاتصالات ليست وليدة الثورة وإنما علاقات قديمة اضف إلى تلك العلاقات القديمة أسبابا أخرى اهمها اختيار الادارة الأمريكية السفيرة آن باترسون التى جاءت إلى مصر بعد الثورة خصيصا للعمل الاستخباراتى وليس للعمل الدبلوماسى ولخبرتها الطويلة فى التعامل مع التيارات الإسلامية بمختلف روافدها فضلا عن زيارة وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة هيلارى كلينتون بالتزامن مع المباحثات الاخوانية الأمريكية التى عقدت بأمريكا كل ذلك مثل المناخ المناسب لعقد صفقة إخوانية أمريكية أتت ثمارها بإعلان محمد مرسى السجين الهارب رئيسا للجمهورية وكانت جلسات الاستماع التى عقدها الكونجرس لجون كيرى قبيل استلامه منصبه كوزير لخارجية والتى وجه من خلالها بانتقدات لازعة نتيجة الدعم المادى والسياسى التى تقدمه الادارة الأمريكية للإخوان المسلمين التى لا تحترم الحريات الشخصية والسياسية والتى تضطهد المسيحيين كفيلا باثبات تلك العلاقة غير الوطنية بين الطرفين.
وفى تلك الأيام ونحن مقدمون على محطة فاصلة فى تاريخ الدولة والتاريخ المصرى الإخوان أيضا على موعد مع محطة فاصلة فى العلاقة بأمريكا التى تأكد لها فشل الإخوان فى ادارة شئون البلاد وعدم قدرتهم على استيعاب الغضب الشعبى وطموحاته الأمر الذى يزيد من احتمالات تخلى الدارة الأمريكية عن الإخوان ودخولهم منعطفا سياسيا هو الأشد قسوة فى تاريخ الإخوان واصبح استمرار الدعم الأميركى خيارا صعبا ليس فقط لأن الإخوان فقدو الكثير من أوراق اللعبة ولكن لأن المعارضة لم تثبت قدرتها أيضا على أن تكون البديل المناسب للإخوان مما يجعل الادارة الأمريكية أمام المجهول أو بديل آخر وهو مجلس عسكرى ليس مطيعا بالقدر الكافى للأجندة الأمريكية مما يجعا الموقف الأمريكى صعبا وليس فقط الإخوان واليوم تحديدا وفى اطار استشعار الإخوان باقتراب المشهد الأخير سافر عدد من قيادات الجماعة المحظورة إلى امريكا لاستجداء العطف واثبات الثقة ولكن الشعب ممثلا فى حركة تمرد وتنامى طلبات تدخل القوات المسلحة جعل من استمرار الدعم الأمريكى للإخوان الخيار الصعب الذى سيضطرها لقبول ما لم يكن مقبولا من قبل.