استضاف الصالون الثقافي ل "حركة علمانيون" الروائي حامد عبد الصمد لمناقشة مفهوم الفاشية الدينية وقد قام عبد الصمد بالإساءة إلى الدين الإسلامي والحكم الإسلامي على مر التاريخ وأنه ليس في الإخوان والسلفيين فقط . أكد عبد الصمد أن مكة قبل الإسلام كانت أفضل بكثير مما أصبحت عليه بعده وأنها كانت تحوي جميع الأديان والأصنام إلى أن جاء فتح مكة الذي يعتبره بداية بذرة الفاشية الدينية في العالم .
وقال عبد الصمد أن الإسلام هو "حركة" كانت مستضعفة فكانوا يقولون : "لكم دينكم وليا دين" , وعندما أصبحت قوية استقوت على الشعوب وهدمت الأصنام .
وأشار إلى أن كلمة :"إذهبوا فأنتم الطلقاء" التي قالها الرسول عليه الصلاة والسلام لكفار قريش , ليس لها أي أساس لأنه قالها لهم بشروطه –على حد قوله- .
وختم عبد الصمد كلامه بأنه لا يريد الإحتكام للإسلام في العصر الحديث سواء في الدين أو السياسة أو التشريع لأنه دين نشأ في القرن السابع , وقال : " أنا مصمم أن بذرة الفاشية موجودة في الإسلام والحكم الإسلامي وأن هذا ما أدى إلى ظهور ابن تيمية ومحمد بن عبد الوهاب والسلفيين والإخوان" .
انتقلت بوابة الفجر إلى سيرة الروائي حامد عبد الصمد الذي عاش عمره في الخارج حيث عمل عبد الصمد بعد تخرجه في مجال السياحة وتعرف على سيدة ألمانية يسارية ذات ميول صوفية تكبره بثمانية عشر عاما والتي قامت بدعوته إلى ألمانيا. سافر في عام 1995 إلى ألمانيا وكان عمره آنذاك 23 عاما وتزوج من تلك السيدة، ولم تكن تلك الزيجة عن حب كما يقول حيث كان يطمح للحصول على جواز السفر الألماني.. ويقول عبد الصمد عن الجانب الديني "كان منظر لحم الخنزير في مطعم الجامعة يثيرني، وكنت أحيانا أحذر شباب المسلمين من الخمر والزنا بينما كنت آتي كليهما في نفس اليوم "
حامد عبد الصمد هو صاحب كتاب Untergang der islamischen Welt" "سقوط العالم الإسلامي" ويتوقع عبد الصمد فيها اندحار وانهيار العالم الإسلامي. ومن الطريف أن هذا الكتاب قد صدر قبل وقت قليل نسبيا على بروز ما يعرف بالربيع العربي وقيام الشعوب العربية الإسلامية في بلدان عديدة بثورات ضد حكامها وقيامها بثورات تغيير سلمية لم يشهد العالم مثيلا لها من قبل، وهو ما يدحض ما تنبأ به عبد الصمد في كتابه من أن العالم الإسلامي (العربي منه وغير العربي) لن تقوم له قائمة وأنه في طريقه إلى الانهيار.
اشترك عبد الصمد مع الكاتب الإسرائيلي المعادي المسلمين هنريك برودر في برنامج تلفيزيوني من عدة حلقات، طافا خلاله معظم ألمانيا بالسيارة. قام عبد الصمد وبرودر في تلك الجولة بزيارة النصب التذكاري لضحايا النازية وقاما بمحاولة زيارة مسجد DITIB في مدينة دويسبورج، أحد أكبر مساجد ألمانيا، إلا أن المسجد رفض استقبالهما وطالبهما بمغادرة حرم المسجد وذلك نظرا لمواقفهما المعادية للإسلام والمسلمين.
وحول القرآن يقول عبد الصمد "القرآن كان كتابا رائعا للقرن السابع، أما في القرن الواحد والعشرين فليس له مكان" ويقول عبد الصمد حول مسألة ربط العنف بالدين والحل لهذا الأمر: "لقد ارتبط العنف بالحضارة (...) نحتاج إلى ملحدين للتشكيك بطريقة إلحادية في كل شيء في هذا الدين بدون محظورات" .