أكد نائب مدير عام الخطوط السعودية عبدالعزيز بن رحيم الحازمي أن الطائرات الجديدة التي استلمتها الخطوط ستكون عوناً في رفع مستوى الأداء وتحسين الخدمة المقدمة للمسافرين في الثلاث درجات، نافياً في حديثه ل"سبق" وجود ترهلات إدارية أو مالية، مطالباً من يطلق مثل هذه الأقاويل بدعمها بالأدلة والبراهين حتى يتم اتخاذ إجراءات قانونية بشأنها، وقال الحازمي إن الخطوط السعودية مستمرة في توظيف المرأة السعودية في قطاعات تتناسب مع قيم المجتمع المحافظ، كالتموين، والتقنية، والمبيعات، وعمليات الحجوزات النسائية.. مشيراً إلى أن الهدف الأساسي هو خدمة المسافرين، وإرضاء المستفيدين من خدماتها، ومواكبة الحركة، سواء داخل المملكة أو خارجها. وتناول الحوار العديد من المحاور المهمة في مجال عمل الخطوط السعودية، وما يتردد من دخول الوساطات، وإلغاء الحجوزات، والشكاوى، وعدم التزامها بالمواعيد، وغيرها من التساؤلات التي تجدونها في تفاصيل الحوار التالي..
** الآن وبعد دعم الخطوط السعودية بطائرات "777" الحديثة.. ما انعكاسات ذلك على المستوى العام للشركة؟
- بعد استلام الخطوط السعودية عدداً من طائرات 777 يعد ذلك مكملاً لخطط التطوير التي بدأتها الخطوط السعودية منذ عام 2007م، وتشمل شراء حوالي 90 طائرة حديثة من الطراز نفسه، تم استلام 64 طائرة منها حتى الآن، وإن شاء الله، خلال الأربعة الأعوام القادمة سوف يتم اكتمال ما تبقى منها، وطبعا شراء الطائرات يترتب عليه تدريب كامل للطواقم المشغلة لهذه الطائرات، من القيادة، وأفراد الصيانة وما يرتبط بها، وهي منظومة متكاملة من العمل، والخطوط السعودية خلال السنتين الماضية طورت العديد من جوانب العمل فيها، وضمت عدداً كبيراً من الطائرات نفتخر نحن في السعودية بأننا من الشركات القليلة التي قامت بضم عدد كبير من هذه الطائرات في وقت قصير.. والقادم سيكون أفضل إن شاء الله.
** هل مثل هذه الخطوات التطويرية من شأنها أن تنعكس إيجاباً على رفع أداء الخطوط السعودية؟
- هذا الهدف الأساسي من الخطط التطويرية، وضم هذا الأسطول الحديث هو أساساً لخدمة المسافرين، وإرضاء المستفيدين من خدماتها، ومواكبة الحركة سواء داخل المملكة أو خارجها، ونأمل إن شاء الله وفق توجيه سمو رئيس هيئة الطيران المدني، ومعالي رئيس مجلس إدارة الخطوط السعودية، في الرقي بمستويات الخدمة المقدمة للعملاء، وتقديم الرحلات الكافية لمواجهة الطلب سواء داخل المملكة أو خارجها، وهذا هو الهدف الأساسي لنا.
** يقال إن الخطوط تعتزم ضم طيارين سعوديين جدد لمواكبة خطوات التطوير؟
- الخطوط السعودية تفتخر الآن أن 89% من طياريها سعوديون، ومع اقتناء المزيد من مثل هذه الطائرات، ومع كبر الأسطول هناك حاجة لتدريب الطيارين السعوديين عليها، والخطوط السعودية اتخذت خطوات جادة في هذا الجانب، والآن يدرس حوالي 100 طالب سعودي في مجال علوم الطيران للحصول على رخصة الطيران، أي أنهم يحضرون لدرجة البكالوريوس في هذا المجال، وهم يدرسون في أمريكا، ومنهم من قطع شوطاً كبيراً، وسوف يعلن قريباً عن برنامج يحتاج إلى 80 من الطلبة المتدربين في مجال الطيران، وكما تعرف الوصول بالشاب المتدرب إلى الحصول على الشهادات المتخصصة في الطيران مهم، فلا يعتبر الطيار مؤهلاً إلا بعد عشر سنوات على الأقل، وأنا أتحدث عن رتبة كابتن، وليس مساعداً، فهذه من الأمور المهمة التي تسعى إليها الخطوط السعودية في توجهها الجديد، وهي أن تستقطب كل شاب سعودي مؤهل، ويحمل المتطلبات المحلية والدولية التي تفرضها عليه سلطات الطيران الدولي التي نعمل تحت مظلتها.
** ماذا عن استعانة الخطوط السعودية بسيدات سعوديات للعمل على طائراتها.. ما مدى صحة ذلك؟
- هذا غير صحيح، وقد أوضحناه في وسائل الإعلام أكثر من مرة، لكن الخطوط السعودية بدأت في هذا الجانب بتوظيف سعوديات بما يتناسب مع قيم المجتمع السعودي المحافظ، وفق برنامج محدد في مجال المبيعات والحجز، لتقديم هذه الخدمة للنساء فقط، ويوجد حالياً لدينا مكتب في جدة، وسيكون هناك مكاتب حسب التوسع والحاجة في المناطق الأخرى، كما أننا وظفنا سعوديات يعملن في تقنية المعلومات، ويتدربن في مجال مراقبة الإيرادات المالية، وهذه كلها من الخطوات التي تتم في مجال استقطاب المرأة السعودية والاستفادة منها للعمل في الخطوط السعودية، كما أننا نفتخر أيضاً بأن من يقوم بإدارة مواقعنا في مجال التواصل الإلكتروني هن موظفات سعوديات ومن بنات الوطن على درجة عالية من التأهيل، وكذلك وظفنا سعوديات في قطاع التموين.
** متى تنتهي المعاناة المستمرة للمسافرين على متن الخطوط السعودية في الحجوزات والمواعيد والتعامل... إلخ؟
- لا توجد شركة طيران في العالم ليس عليها ملاحظات أو شكاوى، وعندما نتحدث عن عملية انتظام الرحلات في مواعيدها على سبيل المثال فنحن لنا هدف محدد في الشركة لم يفرضه علينا أحد، يتمثل كهدف إستراتيجي، وهو أن يصل انتظام الرحلات لدينا إلى نسبة 90%، والآن يصل إلى 88%، وفي بعض الأشهر نتجاوز 92% في انضباط مواعيد الرحلات، وهذه النسبة مرتفعة كما تعرف، ثم إن تأخير الرحلات أو انتظامها يرتبط بعوامل تكون خارج سيطرة الخطوط السعودية، مثل الأحوال الجوية، والمسافرين، والأجهزة الحكومية التي تعمل معنا في المطارات، وغيرها من المرافق، وهي عوامل تؤثر على مواعيد وعمل الخطوط السعودية.
** يتردد أن الخطوط السعودية تعاني عجزاً مالياً ولا تحقق ربحاً لذا تطالب بتعزيزات من الديوان الملكي.. هل لكم مستحقات مالية عند جهات حكومية أخرى لم تسدد؟
- نحن جهة حكومية، وبالإمكان سؤال الأجهزة الحكومية الأخرى إن كان لديها مستحقات تخص الخطوط السعودية ولم تسددها، ونحن منذ سنوات نعتمد على ميزانيتنا الخاصة.
** أعني هل الخطوط السعودية تحقق الربح أم أنها تعد من الشركات الخاسرة حالياً وتعتمد على دعم الدولة؟
- أي شركة طيران تستطيع أن تقيس ربحيتها أو خسائرها من إيراداتها ومصروفاتها، ونحن في الرحلات الدولية نحقق الأرباح على جميع المناطق التي نعمل عليها، ولكن لا يمكنني تحديد أرقام الأرباح بدقة، أما الرحلات الداخلية فلا نسعى للربح لتوجيهات خادم الحرمين الشريفين بالتسهيل على المواطنين وإبقاء الأسعار الداخلية كما هي بدون تغيير بالنسبة للدرجة السياحية التي تمثل 85% من نقلنا الداخلي، وستبقى كما هي دون تغيير أو زيادة، رغم أن هناك دراسات معروفة لم تأخذ بها الخطوط السعودية، قدمتها شركات استشارية خارجية أجرت مقارنات بين الأسعار المطبقة في المملكة ودول نامية مثل باكستان والهند، ووجدت أن أسعارها أغلى بكثير من أسعار الخطوط السعودية في الرحلات الداخلية، وفي الأخير نطبق ما تراه الحكومة مناسباً للمواطنين، وهذه مسؤوليتنا كشركة وكناقل وطني.
** تتعرض الخطوط السعودية دائماً لهجوم من وسائل إعلام، ودائماً صوتها خافت في مواجهة هذه الشكاوى.. هل هذه سياسة إعلامية أم اعتراف بوجود تقصير؟
- لا أعتقد أنها سياسة إعلامية متبعة في الخطوط السعودية، بل نحن ننظر للإعلام وبأمانة أنه شريك معنا، ونحن كتنفيذيين في الخطوط السعودية ننظر ونتابع جميع ما ينشر في الصحف السعودية، والمواقع والصحف الإلكترونية، ويرسل لنا بشكل يومي تقرير بالإيميل عن كل ما ينشر، سواء من الناحية السلبية أو الإيجابية أو انتقادات أو شكاوى أو أمور إيجابية، جميعها نتابعها بدقة، وننظر لهذا النقد بشكل منفتح ونرى ما ينشر عنا من جوانب قصور، وما هي الانتقادات على الخطوط السعودية، فإن كان هناك نقد حقيقي ووجد التقصير يتم التعامل معه بشكل جدي، وتدرس الشكاوى من أجل وضع حلول مناسبة خاصة، وإن كان هناك حالات انتقاد لقضايا معينة يتم التحقق منها، وإذا ثبت أن هناك قصوراً معيناً من أي موظف أو أي جهة معينة في الخطوط تتم محاسبة المقصر بشكل عاجل، وهذه هي العوامل المهمة التي نركز عليها، والاستفادة من كل ما ينشر من نقد بناء واجب علينا، ونحن في الأخير ننقل أكثر من 24 مليون مسافر سنوياً، والأخطاء واردة مع هؤلاء حتى تنقلهم وتتعامل معهم، لابد أن تحدث بعض الأخطاء غير المقصودة، ووقوع الخطأ غير مبرر لكن نحن نتعامل معه بجدية.
** فيما يتعلق بدخول الخطوط القطرية وطيران الخليج في مجال الرحلات الداخلية السعودية كيف ترون انعكاس ذلك على الخطوط السعودية.. هل سيكون إيجابياً أم سلبياً؟
- نحن نرى دخول خطوط طيران جديدة في مجال الرحلات الداخلية هو منافسة ستساعد في نقل المسافرين داخلياً، فالمملكة تعتبر قارة مترامية الأطراف، وتحتاج لأكثر من ناقل جوي يقدم خدماته للمسافرين بكل راحة وانتظام، وهذا المأمول، ونحن في الخطوط ننظر له أنه شيء إيجابي، واليوم لا يوجد في المملكة العربية السعودية إلا ناقلاً جوياً واحداً والمسافرون لا يجدون خياراً آخر حتى يقارنوا بين خطوط الطيران المتاحة، ولذا فالمنافسة نعتقد أنها ستعطينا دافعاً لتطوير خدماتنا، وأن نستمر في عملية التحسين، ونحن متأكدون أن المقارنة ستكون في صالح الخطوط السعودية.
** هناك من يرى أن الخطوط السعودية تعاني من وجود زيادة في عدد الموظفين، بل هناك ترهلات إدارية وعمالة في مختلف قطاعاتها زائدة عن الحاجة تعيق عملها.
هذا غير صحيح، فالخطوط السعودية الآن تتمتع بتنظيم مالي وإداري فاعل، وكانت فيما مضى يتجاوز عدد موظفيها 32 ألف موظف، والآن في حدود 15 ألف موظف يعملون بكفاءة في كل مرافقها، والتطوير الإداري مستمر، لاسيما بعد تخصيص عدد من قطاعاتها الداخلية، مما ساعد على تحديد المسؤوليات والأدوار بشكل دقيق، ونحن مستمرون في تجويد العمل.
** وماذا عما يتردد من وجود فساد مالي كبير واعتماد موظفيها على الوساطات في عملهم سواء مع المسافرين أو فيما بينهم؟
- هذه الأمور لا صحة لها على الإطلاق، ومن يجد شبهات فساد مالي في الخطوط السعودية فليتقدم لنا بالأدلة والبراهين، وسنتعامل معها بشكل جاد وحاسم، أما من يحاول تشويه السمعة وتضليل الناس عن الخطوط دون سند وإثبات، فهذا مجرد حديث لا يعنينا.