ذكرت صحيفة الجارديان في مقال لها نقلا عن جمال العشري و هو عضو محلي في البرلمان قوله " دعونا نتحدث عن الخبز" فموضوع الخبز يكمن في انه لم يعد هناك حتي قمح يكفي لانتاج النوع الرخيص المدعوم من قبل الدولة. فيقول النائب انه عند مروره بجانب هذا المبنى السكني كانت هناك المخابز الخاصة المضاءة التي تبيع الخبز والمعجنات الطازجة ولكن الفقراء لا يمكنهم تحمل تكاليفها. و يشرح حماقة الدولة الفاسدة التي خفضت مكانة مصر و جعلتها تعتمد على القمح المستورد. و تبع هذا أسئلة حول قضايا مثل القمامة في الشوارع والجريمة و وسائل النقل المحلية. و اثناء الحديث ظهر رجل في منتصف العمر، يرتدي ملابس أنيقة قميص وسترة وربطة عنق، ويسأل: "ولكن لماذا لدينا نساء في مجلس النواب؟" و، كما ترجم لي، يضيف: "إن الإخوان المسلمين مهتمين بالنساء, و لكن انا لست كذلك, فانا ارغب في عودة النساء مرة أخرى الي المنزل." و ياتي هذا النائب من حزب الحرية والعدالة ، الذراع السياسية لجماعة الاخوان المسلمين، الرابح الأكبر من الانتخابات البرلمانية في البلاد الحرة نسبيا، و يكاد يكون من المؤكد هيمنته على الحكومة المقبلة. وأنا في انتظار جوابه مع الفائدة. (وحتى الآن ما أستطيع أن أحكم، انه ليس على علم بأن هناك أجنبي في الجزء الخلفي من الغرفة.) كما يقول"لا". واضاف "نريد الحرية للجميع. لا يمكن أن يعاد بناء مصر الا بمساعدة جميع الناس. و المرأة يمكن أن تساعدنا في معالجة الكثير من المشاكل، مثل المخدرات والتعليم". ثم، خرجت من الغرفة المليئة الى حد كبير بالرجال، امرأة غاضبة تقف ويسأل لا عن موقف النساء، بل عن النائب الآخر الذي ندد بمرشح الرئاسة المحتمل محمد البرادعي كعميل أجنبي. مرحبا بكم في مصر الجديدة. هناك نوعان من الصور المتناقضة بشكل حاد تتعلق بالثورة المصرية، وبشكل أعم في الربيع العربي. صورة جميلة، لشباب الفيسبوك وتويتر بمساعدة النساء الثوريات، موضحين اهدافهم العلمانية, الليبرالية النظيفة للعالم اجمع بلغة انجليزية طليقة .. والاخري صورة داكنة، لرجال باللحية الاسلامية، يستغلزا الفترة الوجيزة من مرحلة شبه الديمقراطية لفرض إرادتهم الدينية العنيفة و القمع الكاره للنساء. العربي ربيع يتحول الي خريف العربي. فبعد مرور عام على سقوط نظام الرئيس حسني مبارك، لم يحقق الثوريين الشباب في ميدان التحرير ما كانوا يحلمون به. فهذا ما لم يكن يتمناه الليبراليين العلمانيين في الغرب. و لن نحصل علي نتائج عام 1989مرة اخري, او عام 1979 في ايران، بتحول ثورتها بسرعة الى دولة دينية إسلامية قمعية. بل سنحصل علي مصر عام 2012. حتى الأصدقاء العلمانيين الليبرالين و الاقباط يقولون ان تشكيل حكومة واقعية الإسلاميين، قد يكون أفضل ما يمكن توقعه في المستقبل القريب. و يختم الكاتب مقاله قائلا انه إذا اردنا نحن من نعيش في بلدان أكثر رخاء وحرية أن نساعد تحول مصر - واقعيا، لن تتم المساعدة إلا في الهوامش - حيث يتعين علينا أن نبدأ فهم ما يحدث على أرض الواقع، من جميع جوانبه.