أخطأ زياد العليمى ويستحق أن يطرد من مجلس الشعب، لأنه قليل الأدب، ولا يعرف شيئا عن أمور البرلمان الموقر أو كواليس السياسة الداخلية للدولة العسكرية المصرية، هل تعلمون ماهى أخطاء زياد العليمى الحقيقية ومن هم مثله ؟ الخطيئة الأولى كانت عندما ترك ميدان التحرير يوم 11 فبراير، ونظفه مثل غيره من الثوريين، معتقدا أن قذارة مصر كانت مجرد مبارك وبقايا الخرطوش والدماء المتناثرة فى ميدان التحرير. الثانية: حينما لم يقرروا عمل مجلس مدنى انتقالى من ميدان الثورة، وأعطوا الفترة الانتقالية هدية مجانية للمجلس العسكرى، وقتها اعتقد الجميع أن الشعب هو السيد، دون أن يحكموا المنطق ولو للحظة واحدة. الثالثة: حينما صدق التحية العسكرية التى أداها أحدهم لشهداء الثورة، فهى تحية واحدة، سبقتها آلاف التحيات العسكرية طوال 30 سنة، للمخلوع الذى نهب مصر، وكسرها واغتصبها وتراقص على جثتها، أحيانا يأتى فى رأسى عشرات التساؤلات، أهمها أنه لو نجح الموساد فى تجنيد رئيس جمهورية مصر العربية، فهل سيفعل فى مصر أسوأ مما فعله المخلوع؟ الرابعة: حينما وافق هو وغيره على لجنة التعديلات الدستورية، واعتقد أنهم سيعملون لصالح الثورة، دون أن يدرى أن هناك صفقة ما توضح أن الرابح الحقيقى من الاستفتاء: المجلس العسكرى والإخوان المسلمون والسلفيون. الخامسة: حينما اعتقد أن هناك مجلس شعب وتقدم للانتخابات وخاض المعركة الانتخابية وسط حالة استقطاب دينى، وصكوك الجنة التى وزعها المرشحون على كل من يفكر فى انتخابهم. السادسة: حينما صدق أن بعض إعلاميى المخلوع تطهروا، وعادوا إلى ضمائرهم، دون أن يدرى أنهم إلى الآن يدينون بالولاء لسيدهم وربهم فى الفساد، فهم يعرفون أن جنتهم هى الدنيا ولا مكان لهم آخر سواها، تلونوا مثل الحرباء وبدوا ثوريين، ثم عادوا كما هم رائحة كلامهم نتنة، وإيماءاتهم شيطانية، وتلميحاتهم مباركية. السابعة: حينما بدأ يتعامل مع البرلمان على أنه كيان حقيقى، وليس عزبة للإخوان المسلمين يفعلون فيه مايشاءون، يتحدثون بلا قرارات، يبكون ويصرخون على شهداء الثورة ويصفون زملاء الشهداء بالعمالة، يتركون مصطفى بكرى يمارس هوايته المعهودة فى التطبيل للنظام، ويمنعون ويحتجون على المعارضة، يطلبون من زياد العليمى اعتذارا ثم يعاقبونه فى نفس لحظة الاعتذار، فكيف يطلب رئيس مجلس الشعب اعتذارا من نائب، وبعدما يعتذر وفى نفس الوقت يتحدث عن طلب تقدم به 53 نائباً للعقاب، متى بدأ هؤلاء توقيع هذا الطلب، أم أن آى باد أحمد عز والتقدم التكنولوجى مازال محتفظا له بمقعد زعيم الأغلبية فى البرلمان. الثامنة: أنه صدق أن السلطة التشريعية انتقلت فعلا إلى مجلس الشعب، فبعد أسابيع من بداية انعقاده، شرع المجلس العسكرى قانونين هما انتخابات الرئاسة والأزهر، ولم ينجح مجلس الشعب سوى فى تشريع عقاب لزياد العليمى. التاسعة: أنه ينادى بمطالب الثورة الرئيسية وهى «خبز.. حرية.. عدالة اجتماعية» رغم أن الثورة لم تنجح من الأساس فى الإطاحة بالنظام القديم، الذى مد أطرافه من جديد مثل الإخطبوط، وعاد ليتحكم ويقتل ويعرى المصريين، ووجد المنافقون ضالتهم فى أسيادهم الجدد. العاشرة.. ماقاله فى بورسعيد الذى لا يصح أن يصدر من نائب محترم، فالتصريحات المحترمة من نائب يجب أن تصدر من برلمان محترم، وفى نظام محترم. فإذا استطاع المجلس الموقر عقاب زياد العليمى على خطاياه التسعة الأولى، ربما يعاقبه على الخطيئة العاشرة.. فهل من حساب؟ السنة الخامسة - العدد 343 - الاثنين - 27/02/2012