يستمر النزاع القضائي الطويل بين شركتي أبل وسامسونج حول براءات الاختراع, ضمن سعي كل من الشركتين للسيطرة على سوق الإلكترونيات العالمي، حيث تمكنت سامسونج من إزاحة العملاق الأمريكي عن عرش الأجهزة المحمولة، في حين فشلت أبل في إقناع القضاء بتأثير منافسة سامسونج على مبيعاتها. وذكر تقرير بثته قناة "العربية" أنه بعد مرور سنتين تقريباً على الدعوى القضائية التي قدمتها أبل ضد شركة سامسونج بتهمة سرقة براءة اختراع الهواتف الذكية والأجهزة اللوحية, تتضاءل آمال أبل في منع سامسونج من بيع أجهزتها في الأسواق وتتجه علاقة الشركتين من "الأصدقاء الأعداء"، أو كما تطلق عليهم الصحافة الأمريكية (Frienemies) إلى الأعداء فقط، فيما بدأت حجة أبل ضد سامسونج أمام القضاء بالتداعي أمام سامسونج الكثير لتخسره خصوصا أن أبل كانت من أكبر عملاء الشركة الكورية!
ويشكل عقد أبل الممنوح لسامسونج العام الماضي بقيمة 2.1 مليار دولار 8.8% من عائدات سامسونج ويشمل هذا العقد رقاقات تشغيل أجهزة أبل من فئة A series والتي قامت أبل بشراء أكثر من 200 مليون وحدة منها العام الماضي, وصرحت أبل عزمها عدم تجديد هذا العقد بعد انتهائه في 2014.
هذا إضافة إلى شاشات الLCD التي تستوردها أبل من سامسونج والتي قامت سامسونج بالتقليص من تصنيعها لأبل بسبب توتر العلاقة بين الشركتين وقامت بتوريد 1.5 مليون ألف وحدة فقط في الربع الرابع من 2012، مقابل 15 مليون وحدة في الربع الأول من العام ذاته.
ورغم أن سامسونج هي المصنع الوحيد القادر على تلبية طلبات أبل الخاصة خلال فترات زمنية قصيرة فإن بعض الخبراء يرى أن أبل ستكون على ما يرام والضربة الموجعة ستتلقاها سامسونج.
وترى دريانا رانجيل - مديرة قسم الأبحاث والنظم في "IDC" أن سامسونج ستتأثر سلبياً بانتهاء الشراكة أكثر من أبل, وقد بدأت بالاستعداد لهذا منذ بداية العام الماضي، حيث قلصت من إنتاج شاشات ال LCD لأبل , ولكنها ستواجه بعض المصاعب بالتأكيد لأن أبل تعد أكبر عميل لدى سامسونج.
وتقول "برأيي أبل ستبقى على ما يرام، حيث لم نشهد أي تقلص في حصتها السوقية تباعاً كما أنها وجدت مصنعا بديلا لشاشات LCD من LG و Sharp كما ذاعت إشاعات بأن أبل تعتزم تصنيع رقاقات التشغيل بنفسها، فقد قامت مؤخراً بتعيين جيم مرجارد مصمم رقاقات سامسونج, سابقاً، وبالمقابل قامت سامسونج برفع أسعار الرقائق ب 20% لعميل واحد فقط ... وهو أبل".
وبالرغم من نمو أرباح سامسونج، ولكنها ولأول مرة منذ الأزمة المالية لن تقوم بزيادة نفقاتها الرأسمالية والسبب الرئيسي هو عزم أبل على إنهاء استيراد رقاقات التشغيل منها.