حذرت صحيفة "الجارديان" البريطانية أمس الثلاثاء، من مغبة النفخ فى نار الصراع المستعر فى سوريا. ورأت الصحيفة - فى مستهل تعليق أوردته فى موقعها الإلكترونى - أن تقديم الغرب للدعم إلى الثوار السوريين يهدد بتأجيج نيران الحرب الأهلية، قائلة إن علينا بدلا من ذلك العمل مع روسيا من أجل انتقال سياسى.
واعتبرت إعلان بريطانيا زيادة الدعم إلى الثوار السوريين بمثابة مرحلة جديدة من مراحل ارتباطها بقوات المعارضة السورية.
وبينما حملت الصحيفة البريطانية مسئولية الأزمة السورية -التى سقط ضحيتها أكثر من 70 ألفا كما حولت مليون سورى إلى لاجئين- على وحشية نظام الأسد، لم تبرئ ساحة المجتمع الدولى بل حملته مسئولية الفشل الذريع فى التعامل بحسم وجماعية مع الأزمة.
ورأت الصحيفة هذه الخطوة من قبل بريطانيا بمثابة محاولة لبسط النفوذ على وضع متردٍ، لكنها قالت إن سياسة وليدة الإحباط كتلك لا يمكن أن تثمر عما يمكن أن تثمر عنه سياسة مبنية على التفكير الواضح والرؤية الاستراتيجية.
واعتبرت مثل هذه السياسة بمثابة فشل دبلوماسى وليس عسكرى للمجتمع الدولى، قائلة إن المطلب الملح فى الوقت الراهن لا يزال متمثلا فى لم شمل مقاتلى الثوار وليس تسليحهم.
ورأت "الجارديان" أنه لضمان نجاح تقديم أية مساعدة للمجلس الوطنى السورى، يتعين رصد معايير محددة بوضوح، فى وقت باتت فيه الساحة السورية تعج بالأسلحة كما يستحيل التيقن من هوية من سيؤول إليه السلاح، لاسيما مع تواتر التقارير حول تواجد مسلحين على اتصال بالقاعدة وجبهة النصرة فى ساحة القتال بما يكفى لجعل المجتمع الدولى يفكر ألف مرة لكيلا يكرر أخطاء الماضى.
ورجحت الصحيفة البريطانية أن يؤدى إقدام أوروبا على تسليح مقاتلى الثوار إلى إقبال روسيا على الجانب الآخر على زيادة دعمها لنظام الأسد بالعتاد المسلح.
واختتمت الصحيفة بالقول، إنه ليس من مصلحة أى طرف سواء كان الغرب أم روسيا أن تشهد الساحة السورية "انتصارا كارثيا" يمضى بموجبه نظام الأسد، وتسقط سوريا بعد ذلك صريعة الفراغ السياسى، ومن ثم فإن الانتقال السياسى الذى يمكن التعويل عليه هو ما تحتاجه سوريا لتجنب مثل هذا الفراغ السياسى.