أعلن رئيس الأركان الإسرائيلي الجنرال بيني غانتز أن إسرائيل ستتخذ بمفردها في نهاية المطاف قرارها بشأن ضرب إيران. وتأتي تصريحات المسؤول الإسرائيلي بينما وصل إلى مستشار أوباما للأمن القومي توم دونيلون إلى تل أبيب لإجراء مشاورات مع كبار المسؤولين الإسرائيليين بشأن ملفات عدة من بينها إيران. وقال الجنرال غانتز في المقابلة مع القناة الإسرائيلية العامة الأولى إن “إسرائيل هي الضامن الرئيسي لأمنها. هذا دورنا كجيش ويجب على إسرائيل الدفاع عن نفسها”. في غضون ذلك، يبدأ دونيلون محادثاته مع المسؤولين الإسرائيليين حول عدد من القضايا بما فيها إيران، قبل أسبوعين من زيارة سيقوم بها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى واشنطن للتباحث مع الرئيس الأمريكي في البيت الأبيض حول المسألة نفسها. وتأتي هذه الزيارة وسط توتر بين إسرائيل وإيران بشأن برنامج إيران النووي، وفي أعقاب هجمات على دبلوماسيين إسرائيليين ألقت إسرائيل بمسؤوليتها على طهران. وفي الأسابيع الأخيرة، انتشرت توقعات بأن إسرائيل تقترب من شن هجوم استباقي على برنامج إيران النووي، رغم نفي إسرائيل اتخاذها مثل هذا القرار. ووسط تصاعد التوتر بين إيران وإسرائيل، عبرت سفن حربية إيرانية قناة السويس إلى البحر المتوسط في عرض “للقوة”. وأكدت إسرائيل أنها تريد “أن تتابع من قرب” تحركات السفينتين الحربيتين الإيرانيتين اللتين عبرتا قناة السويس. في المقابل، قال رئيس أركان الجيوش الأمريكية الجنرال مارتن دمبسي لشبكة سي إن إن أنه ينبغي إعطاء فرصة للعقوبات الاقتصادية، مع دعوته واشنطن وحلفاءها إلى الاستعداد في شكل أفضل لأي خيار عسكري، مضيفاً أن شن ضربة عسكرية على إيران رداً على برنامجها النووي سيكون “سابقاً لأوانه”. وفي لندن اعتبر وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ أن مهاجمة إسرائيل لإيران لن تكون قراراً “حكيماً”، مشدداً على ضرورة “إعطاء فرصة” للمقاربة الدبلوماسية والاقتصادية. من ناحية أخرى، أعلن المتحدث باسم وزارة النفط الإيرانية علي رضا نكزاد كما نقل عنه الموقع الرسمي للوزارة أن إيران أوقفت بيع النفط للشركات النفطية الفرنسية والبريطانية. من جانب آخر، ذكرت هيئة الإذاعة البريطانية “بي بي سي” نقلاً عن دبلوماسي أن إيران تستعد لتوسيع برنامجها النووي في موقع تحت الأرض قرب مدينة قم. وأضاف أن إيران تستعد لوضع الآلاف من أجهزة الطرد المركزي الجديدة في الموقع الجديد شمال إيران. وأضافت أن أجهزة الطرد المركزي يمكن أن تسرع إنتاج اليورانيوم المخصب الذي يمكن استخدامه لإنتاج الطاقة النووية وأسلحة ذرية. وتستقبل إيران وفداً رفيع المستوى من الوكالة الدولية للطاقة الذرية اليوم في إطار الجهود لنزع فتيل التوترات الدولية بشان نشاطاتها النووية من خلال الحوار. وقال وزير الخارجية الإيراني علي أكبر صالحي أن بلاده تحرص على الاستئناف السريع للمحادثات بين إيران والدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن فور الاتفاق على مكان وتاريخ الاجتماع. وحول الشان الداخلي الإيراني، يرى محللون أن الموالين للمرشد الأعلى في إيران آية الله علي خامنئي سيحققون نصراً على ما يبدو في الانتخابات البرلمانية على حساب الرئيس محمود أحمدي نجاد في إطار التنافس على السلطة بين المتشددين. وانقلب خامنئي على الرجل الذي سانده في انتخابات رئاسية أثارت نزاعاً في عام 2009م بعد أن تحدى أحمدي نجاد سلطة الزعيم الأعلى بشأن شغل مناصب رفيعة في الحكومة. وضمن تحالف بين رجال الدين والحرس الثوري الإيراني والتجار ذوي النفوذ لن يتمكن كثير من الساسة المؤيدين لأحمدي نجاد من الترشح للبرلمان. ويقول سياسيون إن “مجلس صيانة الدستور المؤلف من 6 من رجال الدين و6 من القضاة والذي يفحص أوراق المرشحين منع كثيراً من أنصار أحمدي نجاد من ترشيح أنفسهم مما اضطره إلى اختيار سياسيين غير معروفين أصغر سناً. وظهر الخلاف بين المتشددين على السطح في أبريل الماضي عندما أعاد خامنئي وزيراً للمخابرات بعد أن أقاله أحمدي نجاد ليحبط مساعي الرئيس لتعيين أحد المقربين منه في الوزارة التي تشارك أيضاً في فحص أوراق المرشحين. ويقول محللون ومنتقدون إنه “مع فضيحة الفساد التي تخيم على حكومة نجاد، فإنه لن يكون قادراً على تنصيب أحد الموالين له في منصبه قبل انتهاء ولايته نهائياً العام المقبل”. وخامنئي هو ثاني زعيم أعلى في إيران يفترض أنه الحكم المحايد في الحياة السياسية والمرجعية الإسلامية العليا في شؤون الدولة، في حين أن الرؤساء يأتون ويذهبون. وربما يأمل خامنئي الذي نجا من محاولة اغتيال في عام 1981م في تأمين الرئاسة لأحد المقربين منه مثل مستشاره علي أكبر ولايتي أو وزير الخارجية علي أكبر صالحي.