قالت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية إن الاتفاق على دستور يرضي جميع الأطراف وإجراء انتخابات نزيهة وحرة أفضل السبل لنزع فتيل الاستقطاب في تونس . ولفتت الصحيفة الأمريكية - في مقال افتتاحي أوردته على موقعها الإلكتروني اليوم الجمعة- إلى أنه برغم أن تونس كانت أول بلد عربي أطاح بنظامه الاستبدادي في ثورات الربيع العربي عام 2011،، وكانت الأكثر نجاحا في بناء نظام سياسي جديد، إلا أنها تواجه الآن أسوأ أزمة منذ "ثورة الياسمين " .
وتابعت الصحيفة بقولها "وقد بدأت تتشكل ملامح هذه الأزمة وقت استقالة حمادي الجبالي رئيس وزراء الحكومة الإسلامية التي يقودها حزب "النهضة" الثلاثاء الماضي بعد رفض حزبه اقتراحه تشكيل حكومة تكنوقراط الذي قدمه في 6 فبراير يوم اغتيال المعارض اليساري شكري بلعيد".
وحذرت "واشنطن بوست" من أنه برغم الهدوء النسبي الذي تشهده شوارع البلاد حاليا، إلا أن هناك مخاطر تلوح في الأفق نتيجة استمرار تشدد القادة والذي سيغرق البلاد في حالة من الفوضى.
وأوضحت أن تونس باتت تشهد حالة من الاستقطاب بين العلمانيين الذين يخشون تآكل الحريات من قبل الحكومة الجديدة، والإسلاميين الذين لم يستطيعوا حتى الآن تعزيز علاقاتهم مع المعارضة أو حتى فرض سيطرتهم على أتباعهم من التيارات المتشددة، فضلا عن أنه لم يتم التوصل حتى الآن إلى المسئول عن اغتيال شكري بلعيد.
وأشادت الصحيفة بموقف الجبالي والذي مازال يقدم على أنه أمين عام حركة النهضة الإسلامية التونسية، إزاء اغتيال بلعيد، الذي أدانه ووصفه بأنه "عمل إرهابي يستهدف كل تونس"، فضلا عن تعهده بتشكيل حكومة تكنوقراط جديدة لإخراج البلاد من الأزمة السياسية التي تردت فيها حتى يتم الانتهاء من صياغة الدستور الجديد وإجراء انتخابات جديدة.
وانتقدت الصحيفة النتيجة التي آلت إليها الأمور من رفض حزب الجبالي لمبادرته، والتي كان من الممكن أن تساهم في سد الفجوة بين العلمانيين والإسلاميين، ورفض الحزب الاعتراف بأن وزراءه لن يكونوا جزءا بعد الآن في الوزارات الأساسية في البلاد كوزارة الداخلية.
وخلصت " واشنطن بوست" -ختاما- إلى ضرورة الاتفاق على دستور يرضى جميع الأطراف وتحديد موعد إجراء انتخابات نزيهة وحرة لنزع فتيل الاستقطاب في تونس، مطالبة حزب النهضة بضرورة إدراك أن العملية الديمقراطية الانتقالية الناجحة تتطلب استيعاب مطالب الأقلية المعقولة، وتنفيذ مبادرة الجبالي قبل فوات الآوان.