رأت صحيفة "جادريان" البريطانية أن اغتيال السياسي المعارض "شكري بلعيد" يوم الأربعاء الماضي فتح الباب لموجة جديدة من الاستقطاب السياسي في تونس التي نجحت في تفادي هذا المأزق منذ الإطاحة بالرئيس التونسي "زين العابدين". وأوضحت الصحيفة أن تونس تواجه إضرابًا عامًا اليوم - الجمعة - بعد اندلاع موجة من الاحتجاجات الغاضبة التي فجرها مقتل السياسي المعارض "بلعيد"، مما ينذر بإغراق البلاد في أزمة قد تكون هي الأسوأ منذ اندلاع الثورة التونسية التي كانت شرارة ثورات الربيع العربي. ولفتت الصحيفة إلى أن اتحاد النقابات العمالية في تونس دعا إلى إضراب عام؛ احتجاجًا على الاستقطاب السياسي التي بدأت تشهده البلاد، في خطوة تُعد هي الأولى من نوعها منذ 1978، مشيرة إلى أن عدم اليقين والقلق العميق يبلور مستقبل البلاد إذا سارت على هذا النحو. وذكرت الصحيفة أن "راشد الغنوشي" زعيم حزب النهضة الإسلامي الحاكم كان من بين هؤلاء الذين أدانوا قتل "بلعيد" وحث التونسيين على التوحد ضد الذين يريدون دفع البلاد نحو الفوضى والعنف. ومضت الصحيفة تقول:" إن البلاد دخلت منطقة الخطر أمس الخميس عندما خرج مجموعة من المتظاهرين؛ ليهاجموا وزارة الداخلية، مرددين هتافات "الشعب يريد إسقاط النظام" وهو شعار انتفاضات الربيع العربي." وانتهت الصحيفة قائلة:" وسط تصاعد التوترات، رفضت جبهة "النهضة" الدعوات التي نادى بها رئيس الوزراء "حمادة الجبالي" لتشكيل حكومة تكنوقراط جديدة حتى الانتخابات المقبلة المقررة في يونيو 2013، وهو ما زاد من حدة الخلافات."