رغم الحرب المستمرة فى سوريا منذ حوالى عامين، والتى سرقت الكثير من بهجة الناس وهناءهم، يؤكد نوار مواطن سورى أنه سيحتفل بعيد الحب الذى يصادف غدا الخميس، ويقول "الحب من شأنه أن يلهينا للحظات عن المأساة" التى تعيشها بلاده منذ حوالى سنتين.
ويقول نوار، وهو موظف فى الخامسة والثلاثين، لوكالة فرانس برس "الحب يؤدى إلى الحوار"، مضيفا "لا حل للأزمة من دون حب".
وتشغل الورود الحمراء وأزهار الخزامى والدمى رفوف متجر "زهرة الروضة" فى أحد أحياء العاصمة الراقية، لكن لا مزاج لأحد بها.. ويقول صاحب المتجر "لا حركة بيع.. فر زبائنى القدامى الذين كانوا يشترون الورود بآلاف الليرات من البلاد هربا من الأحداث".
ويضيف "إننى أبيع باقة الورد بثلاثة آلاف ليرة (30 دولارا)"، مشيرا إلى حزم الورد الأحمر القانى قائلا إن "الوردة الجورية التى كان سعرها فى السنوات الماضية 100 ليرة أضحى سعرها اليوم 250 ليرة (2.5 دولار)"، وهو مبلغ مرتفع فى بلد يشهد تضخما بلغ 50%.
واندلعت فى البلاد منذ نحو عامين حركة احتجاجية ضد نظام الرئيس السورى بشار الأسد تحولت مع الزمن إلى نزاع مسلح دام، حصد حوالى سبعين ألف قتيل، بحسب الأممالمتحدة.
ويحتفل السوريون منذ سنوات طويلة بعيد الحب الذى يخلد ذكرى قديس مسيحى تعتبره الكنيسة شفيعا للشباب. وتعلق فى المتاجر والمطاعم، وحتى فى بعض الشوارع عادة شرائط ومجسمات قلوب حمراء.
وفى متجر آخر فى حى الشعلان التجارى فى وسط دمشق، تحتل هديتان زاوية، يقول صاحب المتجر أبو أحمد عنهما متحسرا "قام شخص بطلبها منذ شهر، ولكن بالعادة مثل هذا الوقت من العام نرى جبلا من الهدايا".