اتشح ميدان التحرير بالسواد لأول مرة منذ اندلاع الثورة المصرية ليعلن عن حداد ثورى على أرواح شهداء ألترس الأهلى فى مذبحة بورسعيد.. كان المشهد حزيناً بقدر ما قدمته هذه المجموعة من شباب الثورة لدعم ميدان الحرية وثورته، مرارة الحدث كانت بقدر إحساس الثوار بأن الحادث مدبر والهدف منه تصفية واحد من أهم الفصائل الثورية.. من هتفوا بسقوط مبارك.. ويصرون على الهتاف بسقوط المشير ونظامه. خرج الثوار من ميدان التحرير فى مسيرة إلى محطة رمسيس فجر الخميس ليستقبلوا مصابى النادى الأهلى وهم يهتفون «قتلوا الألتراس الأحرار علشان وقفوا مع الثوار».. الهتاف يكشف عن دور عظيم للألترس فى هذه الثورة يروى بعض أحداثه أعضاء فى هذه الرابطة. كانت الأجهزة القمعية فى نظام مبارك ناجحة فى السيطرة على معارضيهم.. لكنها كانت عاجزة عن السيطرة على هؤلاء الشباب الغاضب فى مدرجات الدرجة الثالثة، ومع اندلاع الثورة خاض هؤلاء الشباب مباراتهم الأهم ضد النظام الذى يمارس القهر على الجميع، مع منتصف ليل 25 يناير 2011 أطلق أعضاء ألتراس الاهلى والزمالك الشماريخ فى الميدان التحرير ليعلنوا عن وجودهما، وسبق ظهورهم إعلان على موقعى التواصل الاجتماعى «فيس بوك وتويتر» عن انضمام فئة جديدة من المتظاهرين قادرين على التعامل مع قوات الأمن. كان ظهورهم يشبه لحظة ميلادهم عام2007 حين علقوا لافتات ترفع شعار «الحرية للمدرج»وهو الشعار الذى كان يحتاج لكيان تنظيمى يستوعب جمهور المشجعين ظهرت لألتراس الأهلى ثلاث مجموعات أكبرها ألتراس أهلاوى والذى يضم فى عضويته على الفيس بوك مائة ألف عضو ثم ألتراس ديفلز الإسكندرية ثم ألتراس «سى ار فى» ويتشكل ألتراس الأهلى فى القاهرة من 4سكاشن رئيسية الأول يضم إمبابة والثانى السيدة زينب والثالث مدينة نصر ومصر الجديدة والرابع لشبرا. اما ألتراس الزمالك «وايت نايتس» فتقسيمه يختلف فى مسمياته فقط، حيث يوجد سيكشن «بوجو» الذى يضم الجيزة، والهرم وفيصل وامبابة، وسيكشن كوماندوز، وسيكشن لون وسيكشن اليكس ثم توالى ظهور ألتراس الفريقين الجديدين خارج القاهرة فى الإسكندريةوالسويس وبورسعيد نفسها والمحلة والمنصورة ثم ظهر ألتراس «جرين ايجلز» للفريق المصرى وألتراس «يلو دراجون» لفريق الإسماعيلى و«بلو جوست» لنادى المحلة وجرين ماجيك للاتحاد السكندرى وثرى هاندرد لنادى طنطا وألتراس فدائيين لنادى السويس وأخيرا ألتراس تحرير سكوير وألتراس فريدوم وألتراس ثورة، الذين ظهروا بعد قيام الثورة وتقتصر مهمتهم على تأمين المظاهرات وبدأ الألتراس يتخذ فى تقسيمه الإدارى ما يشبه «الخلايا العنقودية -السكاشن» وانتشر فى الاحياء ثم تدخل سكاشن الأحياء فى سكاشن أكبر للمحافظة يرأسها «اكتيف»يحضر اجتماع قيادة الألتراس الذى يقرر المسائل الجوهرية فى تنظيم «دخلت المباريات»، واعتاد ألتراس أهلاوى على عقد اجتماعاته أمام بانوراما حرب أكتوبر بينما يجتمع ألتراس الزمالك فى حديقة خلف مقر أمن الدولة بمدينة نصر وقام ألتراس الفريقين بتغيير اماكنهم بعد مضايقات أمنية عديدة، ويحضر اجتماعات الألتراس مندوبو السكاشن «الاكتيفز» وطريقة الانضمام للألتراس بسيطة حيث تقبل جميع الراغبين وعلى المنضم شراء تى شيرت الألتراس وحضور الماتشات والتشجيع طوال الماتش ويستقبل أحد الاعضاء القدامى للألتراس المنضمين الجدد ويناقشه فى معلوماته عن الألتراس ويضيف أو يصحح مفهومه ويوجد داخل الألتراس قواعد إذا خالفها العضو يفصل وهى عدم التشاجر مع المشجعين العاديين وعدم مخالفة قرارات الكابوهات اى قيادات الألتراس ويوجد لدى ألتراس أهلاوى أربعة كابوهات هم عبدينيو22سنة بالفرقة الثانية كلية الهندسة، ورامى وإدريس وكمال، ويقوم هؤلاء الاربعة بتبادل قيادة ألتراس أهلاوى داخل الاستاد، ويرفض الألتراس اى تمويل من النادى الذى يشجعه ويمول نفسه ذاتياً عن طريق الاشتراكات الشهرية او التبرعات. يؤكد اعضاء ألتراس الفريقين الكبيرين أن ضباط المباحث كانوا يقومون القبض على الناشطين منهم ويطاردون الكابوهات قبل ثورة 25يناير تلقت قيادات الألتراس تهديدات واضحة من جهاز أمن الدولة واللواء فاروق لاشين مدير مباحث العاصمة من النزول للمظاهرات خاصة بعدما فوجئ الأمن برفع ألتراس أهلاوى لعلم تونس اثناء مباراة الاهلى والمقاصة 22يناير2011 وقتها اتحد ألتراس الاهلى والزمالك عندما رأى كل منهما الاخر فى ميدان التحرير واستمروا فى الهتاف اربع ساعات كاملة «الشعب يريد اسقاط النظام.